رحل كيسنجر والجدل مازال مستمرا.. هل تسبب رجل السياسة الأمريكي في مقتل الملايين؟ - بوابة الشروق
السبت 27 يوليه 2024 5:02 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رحل كيسنجر والجدل مازال مستمرا.. هل تسبب رجل السياسة الأمريكي في مقتل الملايين؟

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الجمعة 1 ديسمبر 2023 - 1:49 م | آخر تحديث: الجمعة 1 ديسمبر 2023 - 1:49 م
رحل هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي السابق في حكومة نيكوسون، عن عمر 100 عام، ولكن بموته لم تهدأ عاصفة الجدل حول الرجل الأبرز في كثير من الملفات الأمريكية الكبرى، مثل حرب فيتنام، والصراع العربي الإسرائيلي، والحرب الباردة، وغيرها، حيث أصبح موته مادة دسمة لمنتقديه، لإثارة النقاش حول مواقف الرجل، ووصفه بمجرم حرب، في بعض المقالات.

بعد أن نشرت منصة nation مقالا بقلم جريج جراندين، أستاذ التاريخ بجامعة ييل، قال فيه إن سياسات كيسنجر "جلبت الموت والدمار والبؤس للملايين من الناس"، نشرت منصة rolling stone مقالاً للكتاب الصحفي والمتخصص في الأمن القومي، سبنسر أكرمان، قال في مقدمته: "إن عار مهندس السياسة الخارجية لنيكسون سوف يظل إلى الأبد، إلى جانب أسوأ القتلة الجماعيين في التاريخ، وهناك عار أعمق يلحق بالبلد – الولايات المتحدة- الذي يحتفل به".

ناقش أكرمان، كون كسنجر أحد رجال السياسة الذين يمكن اعتبارهم "مجرمو حرب" ورغم ذلك فهو محبوب من قبل الطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية.

ويقدر مؤرخ جامعة ييل جريج جراندين، مؤلف كتاب السيرة الذاتية "ظل كيسنجر"، أن تصرفات كيسنجر من عام 1969 حتى عام 1976، وهي فترة ثماني سنوات عين فيها كمسئول السياسة الخارجية لريتشارد نيكسون ومن ثم جيرالد فورد كمستشار للأمن القومي ووزير للخارجية، هذه الفترة كانت تعني نهاية ما بين ثلاثة أوأربعة ملايين شخص، وأوضح أن ذلك يشمل "جرائم حرب"، كما حدث في كمبوديا وتشيلي، وجرائم الإغفال، مثل إعطاء الضوء الأخضر لإراقة الدماء في إندونيسيا في تيمور الشرقية؛ وإراقة الدماء الباكستانية في بنغلادش؛ وتأسيس تقليد أميركي لاستخدام الأكراد ومن ثم التخلي عنهم.

قال جراندين لمجلة رولينج ستون، قبل وقت قصير من وفاة كيسنجر: "يقول مثل شهير إنه لا يوجد شر يدوم مائة عام، ويحاول كيسنجر إثبات خطأهم، ليس هناك شك في أنه سوف يظل مرحب به باعتباره خبيرًا استراتيجيًا جيوسياسيًا كبيرًا، على الرغم من أنه أخطأ في معظم الأزمات، مما أدى إلى التصعيد. وسوف يُنسب إليه الفضل في حل أزمة الصين، ولكن تلك كانت فكرة ديغول ومبادرته الأصلية، وبطبيعة الحال، سوف ينجو من فضيحة ووترجيت –قضية شهيرة في الولايات المتحدة تسببت في تنحي الرئيس نيكسون، على الرغم من أن هوسه بدانييل إلسبيرج هو الذي قاد إلى وقوع الجريمة بالفعل".

وعلق أكرمان: "من المفيد دائمًا الاستماع إلى النغمات الموقرة التي يتحدث بها النخب الأمريكية عن وحوشهم، عندما يرحل كيسنجر العالم، وإذا قارنا بين قاسم سليماني، الذي حتى لو نسبنا إليه كل الوفيات في الحرب الأهلية السورية، فلن يتمكن سليماني أبدًا، في أعنف أحلامه، من قتل عدد من الأشخاص كما تسبب هنري كيسنجر".

وأضاف: "كل شخص مات في فيتنام بين خريف عام 1968 وكل من مات في لاوس وكمبوديا، حيث قام نيكسون وكيسنجر بتوسيع الحرب سرًا في غضون أشهر من توليهما السلطة، بالإضافة إلى كل من مات في أعقاب ذلك، مثل الإبادة الجماعية في كمبوديا التي بدأت زعزعة الاستقرار – جميعهم بسبب هنري كيسنجر، لن نعرف أبدًا ما الذي كان يمكن أن يكون إذا لم يتلاعب كيسنجر، هذا هو السؤال الذي يصر عليه المدافعون عن الرجل، وأولئك جميعهم في نخبة السياسة الخارجية الأمريكية، ونحن لا يسعنا إلا أن نعرف ما حدث بالفعل. ما حدث بالفعل هو أن كيسنجر خرب ماديًا الفرصة الوحيدة لإنهاء الحرب في فيتنام لضمان وصوله إلى السلطة في إدارة نيكسون أو إدارة همفري. ربما لن يتم أبدًا معرفة العدد الحقيقي لكل من مات".

يرى أكرمان أن رؤساء الولايات المتحدة يسعون لنموذج مثل نيكسون وكيسنجر، خاصة عندما تفشل حروب الولايات المتحدة المعلنة، كما حدث في العراق وأفغانستان، فإن مهندسيها ومشرفيها يلومون الجيوش والحكومات العميلة التي دعموها، ويغطون انسحاب قواتهم بحملات قصف عقيمة تقتل الناس حتى يتمكن رجال الدولة الأمريكيون من حفظ ماء الوجه، سواء أدرك ذلك أم لا، عندما ألقى الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن في يوليو 2021 باللوم على الأفغان في خسارة حرب أفغانستان كان يتطلع إلى نموذج نيكسون وكيسنجر.

"لقد لعب كيسنجر دورًا في وفاة العديد من الأشخاص لدرجة أن محاولة إحصاء كل منهم تتطلب تأليف كتاب، هكذا وصفه أكرمان، وقال: "فيما يلي مثال واحد من بين العديد من المذابح التي ارتكبها كيسنجر بشكل غير مباشر، في عام 1971، شنت الحكومة الباكستانية حملة إبادة جماعية لقمع حركة الاستقلال وكان يحيى خان الباكستاني، مهندس الإبادة الجماعية، ذا أهمية كبيرة بالنسبة لطموحات نيكسون في استعادة العلاقات الدبلوماسية مع الصين. وعلى هذا فقد سمحت الولايات المتحدة لقوات خان باغتصاب وقتل ما لا يقل عن 300 ألف شخص ـ وربما ثلاثة ملايين".

وذكر أكرمان مثالاً آخر، ففي 4 سبتمبر 1970، انتخب التشيليون الاشتراكي الديمقراطي سلفادور الليندي رئيسًا. لقد كان برنامج الليندي أكثر من مجرد إعادة توزيع. وطالبت بتعويضات من الولايات المتحدة بسبب استغلالها. تشيلي غنية بالنحاس، وبحلول منتصف الستينيات، كان 80% من إنتاجها من النحاس يخضع لسيطرة الشركات الأمريكية، وخاصة شركتي أناكوندا كوبر وكينيكوت. عندما قام أليندي بتأميم أصول التعدين التي كانت تمتلكها الشركتان، أبلغهما أليندي أنه سيخصم "الربح الزائد" المقدر من الحزمة التعويضية التي كان على استعداد لدفعها للشركات. كان هذا النوع من السياسة غير المقبولة هو الذي دفع كيسنجر إلى التعليق قائلاً: "لا أفهم سبب حاجتنا إلى الوقوف مكتوفي الأيدي ومراقبة بلد يتحول إلى الشيوعية"، ودعمت الولايات المتحدة إنقلاب أوغست بينوشيه على ألليندي فيما بعد.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك