أشاد اللواء السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الجزائري بالنيابة اليوم ما جاء في مسودة مشروع تعديل الدستور التي طرحتها رئاسة الجمهورية للنقاش.
وقال اللواء شنقريحة لدى استقباله الرئيس عبد المجيد تبون القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع بمقر وزارة الدفاع الوطني، إن "إعداد مسودة الدستور من قبل مختصين في القانون الدستوري وفي وقت قياسي أيضا كان من أهم المبادرات التي أطلقها الرئيس تبون منذ انتخابه رئيسا للجمهورية، نظرا لأهمية الدستور الجديد في إعادة تنظيم الحياة السياسية في البلاد لتتلاءم مع متطلبات ومستجدات المرحلة الجديدة".
وأشاد شنقريحة بما جاء في هذه المسودة، سواء فيما يخص إمكانية تدخل الجيش خارج الحدود أو فيما يتعلق بتوازن السلطات، وكذا ما تعلق بالحريات الفردية وحقوق الإنسان، مؤكدا أن طرح هذه المسودة للنقاش هو دليل قاطع على النية الصادقة والمخلصة للسلطات العليا للبلاد، بهدف تحقيق الإجماع الوطني المنشود في صياغة القانون الأول في البلاد، ألا وهو الدستور.
وقال شنقريحة مخاطبا الرئيس تبون "لقد وفقتم بحق منذ انتخابكم رئيسا للجمهورية في تنفيذ العديد من الوعود الانتخابية التي التزمتم بها أمام الشعب الجزائري، من خلال العديد من المبادرات الوطنية الهامة ومباشرة اعمال التغيير المنشود".
واعتبر أن معالم الجزائر الجديدة أصبحت تتضح اكثر بفضل الديناميكية الإيجابية التي شهدتها البلاد في جميع المجالات والأصعدة، وقال إن " هذه الديناميكية أعادت الأمل لشعبنا الأبي واستعاد بفضلها المواطن ثقته في مؤسسات دولته".
وأوضح أن كل هذه الخطوات الهامة تم قطعها بكل ثقة رغم الفترة الزمنية القصيرة نسبيا منذ تولي الرئيس تبون مقاليد تسيير شؤون البلاد، وبالتزامن مع تفشي جائحة فيروس كورونا مما طرح العديد من الصعوبات والتحديات التي استطاعت الجزائر تجاوزها بنجاح بل وكانت سباقة في اتخاذ مجمل التدابير الوقائية في كافة المجالات.
وأكد اللواء شنقريحة أن ذلك تم بفضل ناجح الاستراتيجية الشاملة المتبناة صحيا واقتصاديا واجتماعيا لاحتواء الوباء والحد من انتشاره، مؤكدا أن هذه الاستراتيجية صائبة.
وتطرق رئيس الأركان الجزائري بالنيابة إلى الملف الاقتصادي، قائلا إنه حظي بالاهتمام المستحق، خاصة إثر تدهور أسعار المحروقات، من خلال العمل على استعادة التوازنات الكبرى في الميزانية والتحكم في حجم الواردات وترشيد النفقات العامة والعمل على تنويع الصادرات وجلب الاستثمارات الأجنبية في القطاعات المنتجة، من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليص فاتورة الاستيراد والتبعية للخارج.
وأشاد بالارتياح الشعبي الكبير عقب اتخاذ الحكومة لإجراءات شجاعة وعاجلة تجاه سكان المناطق المهمشة، مؤكدا أن هذه الإجراءات تهدف إلى التخفيف من معاناتهم خاصة من خلال تفعيل المبادرات المحلية ودمج فئة الشباب، في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وإعمال برامج تنموية واستثمارات ومشاريع اقتصادية واجتماعية، من شأنها امتصاص البطالة وخلق فرص عمل جديدة وتمكين هذه الفئة من المساهمة في تطوير وتنمية البلاد.
وعرض رئيس الأركان الجزائري بالنيابة خلال اللقاء أهم محاور خارطة الطريق الواعدة التي سعى إلى تنفيذها ميدانيا، والتي تتضمن مواصلة تحضير وحدات الجيش، وتطويرها من أجل بلوغها مستوي الامتياز والاحترافية في كل المجالات ومواصلة العمل دون هوادة على بناء جيش قوي وعصري قادر على أداء مهامه الدستورية، إلى جانب مواصلة جهود مكافحة الإرهاب وتشديد الخناق على كافة اشكال التهريب والجريمة المنظمة خاصة العابرة للحدود من خلال الحفاظ على اليقظة في أعلى درجاتها والتكييف المستمر للتشكيلات العملياتية المنتشرة على طول الحدود".
وأعرب اللواء شنقريحة الذي أعرب عن أمله في انتهاء جائحة كورونا في الأيام المقبلة، مؤكدا أن الجيش الجزائري سليل جيش التحرير الوطني، سيبقى الحصن الحصين والدرع المنيع الذي تتحطم عليه كل المحاولات المعادية.