وصل، منذ قليل، لمحكمة جنايات الجيزة المنعقدة بالكيلو 10 ونص، أهالي ضحايا مذبحة الريف الأوربي، لحضور أولى جلسات محاكمة المهتم بقتل 5 من ذويهم داخل مزرعة بمدينة الشيخ.
وقالت زوجة ووالدة الضحايا، لـ"الشروق"، إن المتهم يبلغ من العمر 70 عاما، وابنتها المجني عليها الكبرى، 24 عاما، متسألة عن كيفية قبول زواجه منها بالرغم من فارق العمر، مضيفة: "حتى لو رفضنا كما ادعى المتهم، يقتل 5 ويخرب البيت؟".
وتابعت أن المتهم وزوجها المجني عليه بينهما صداقة دامت أكثر من 3 سنوات نظرا لطبيعة عملهما، موضحة: "بياخدو شغل مزارع مع بعضهم"، مؤكدة أنها لم تتوقع منه ذلك الفعل الشنيع الذي كسر ظهور أهالي القرية جميعا، بحسب وصفها.
وطالبت بسرعة القصاص العاجل من المتهم لكي "يُشفى غليل قلبها" على فقدان ذويها، قائلة: "خان العيش والملح ودبح 5 وخرب البيت".
ومن جهته، قال خطيب المجني عليها الصغرى "منار"، لـ"الشروق"، أنه كان ينتظر موعد زواجهما الذي حُدد عقب عيد الأضحى المبارك، ذاكرا أنه كلن يحسب المتهم "عاطف"، من أهل المجني عليهم، في بداية خطبته نظرا لترابط المتهم الشديد بأسرة المجني عليهم، متابعا: "بيقضي العيد وسطيهم، والطفلين المجني عليهما كانا يلقبون المتهم (بابا) نظرا لتعلقهم الشديد به".
ووأوضح أن خطيبته المجني عليها كانت تعمل برفقة والدها لمساعدته، لاستكمال جهاز عرسها.
وطالب في نهاية حديثة توقيع أقصى عقوبة للمتهم.
ويجلس الأهالي الذين يتشحن النساء منهم بالسواد أمام محكمة جنايات الجيزة، لحين السماح لهم لدخول القاعة، وملامح الحون تسيطر على قلوبهم، ويتحدثون فيما بينهم حول الحادث الأليم الذي انفجرت له الدمعات حزنا على فقدان ذويهم.
وكانت النيابة العامة أحالت المتهم بقتل خمسة؛ مزارع وابنتيه وحفيديه، بمزرعة بقرية الريف الأوروبي بمدينة الشيخ زايد للمحاكمة الجنائية؛ وذلك لاتهامه بقتل المزارع عمدًا، وقد اقترنت تلك الجناية بخمس جنايات أخرى هي قتل ابنتيه وحفيديه عمدًا، والشروع في هتك عرض إحداهما.
وذكرت النيابة العامة في بيان لها، أنها أقامت الدليل على المتهم من إقراره في التحقيقات، وما أجراه من محاكاة تصويرية لكيفية ارتكاب الجريمة، وإرشاده عن شريط المادّة المخدرة التي استخدمها لتنفيذ مخططه في هتك العرض.
كما أرشد عن الأدوات التي استخدمها لدسّ المخدِّر في شراب المجني عليهم، وما أسفر عنه تقرير المعمل الكيماوي بمصلحة الطب الشرعي بفحص المادة المخدرة، وتقرير الصفة التشريحية الخاص بجثامين المجني عليهم الخمسة، وكذلك ما أسفر عنه تقرير الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية بفحص كافَّة الآثار المضبوطة بمسرح الواقعة، وإجراء المطابقات اللازمة، فضلًا عن أقوال تسعة شهود في التحقيقات.