دراسة عربية استمرت 10 سنوات تكشف 326 مصطلحا إعلاميا حول الأطفال يحتاج لتصحيح - بوابة الشروق
الأحد 16 يونيو 2024 11:19 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دراسة عربية استمرت 10 سنوات تكشف 326 مصطلحا إعلاميا حول الأطفال يحتاج لتصحيح

القاهرة- أ ش أ:
نشر في: الأحد 2 ديسمبر 2018 - 11:43 ص | آخر تحديث: الأحد 2 ديسمبر 2018 - 11:43 ص

كشفت دراسة علمية -هي الأولى من نوعها في المنطقة العربية- عن أن هناك 326 مصطلحا متداولا في وسائل الإعلام المختلفة حول الأطفال في حاجة للتصحيح لعدم مراعاتها حقوق الطفل، وذلك استنادا واتساقا مع البنود الواردة في اتفاقية حقوق الطفل، التي مثلت الأساس العلمي لتلك الدراسة.

وشارك في إعداد الدراسة -التي أجريت على مدى 10 سنوات- المجلس العربي للطفولة والتنمية، وإدارة الطفل والمرأة والأسرة بجامعة الدول العربية، وبرنامج الخليج العربي للتنمية «أجفند»، ورأس فريقها البحثي الدكتور عادل عبدالغفار أستاذ الإعلام بكلية الإعلام بجامعة القاهرة وعميد كلية الإعلام بجامعة النهضة.

وتناولت الدراسة رصد وتحليل المضامين الإعلامية التي تنطوي على تجاوز مهني في المصطلحات والصور والفيديوهات التي تناولت قضايا الأطفال بوسائل الإعلام المختلفة (الصحف، والمواقع الإلكترونية، والتليفزيون من برامج وإعلانات ودراما)، مؤكدا سعي المجلس برئاسة الأمير طلال بن عبدالعزيز إلى تحقيق رسالته الرامية لإيجاد بيئة عربية داعمة لحقوق الطفل في التنمية والحماية والمشاركة والدمج في الأسرة والمجتمع، من خلال تنفيذ سلسلة من الاستراتيجيات قصيرة المدى تتبنى رؤية تعمل على اعتماد نموذج جديد في التنشئة الاجتماعية للأطفال العرب وتقوم على إحداث تغيير ثقافي يضمن تنشئة جديدة لعالم جديد.

وتعليقا على الدراسة، قال الدكتور حسن البيلاوي الأمين العام للمجلس العربية للطفولة إن المجلس سعى لتأسيس مرصد إعلامي لحقوق الطفل العربي بدعم من برنامج الخليج العربي للتنمية «أجفند» بالشراكة مع جامعة الدول العربية، بهدف تكريس مبادئ مهنية سبق الاتفاق عليها لتكون أساسا موجها للإعلام العربي وتمكين الإعلاميين من المعرفة والفهم لحقوق الأطفال، وترسي قيما مهنية في الآداء الإعلامي تطبيقا وتعزيزا لنشر ثقافة حقوق الطفل، مشيرا إلى أن المرصد بإعداد مجموعة من الخطوات العلمية التأسيسية، أولها إعداد دراسة علمية حول واقع الآداء الإعلامي.

وتابع أن الدراسة جاءت في إطار رؤية المجلس الذي يستهدف من خلال مرصده الإعلامي، الوصول إلى إعلام صديق للطفولة يحترم حقوق الأطفال ويعمل على إنفاذها، إعلام يدعم منظومة قيمية تقوم على المهنية والتمكين والمواطنة، ويرسي ثقافة تعزز مبادئ التنشئة، موضحا أن مناقشة نتائج الدراسة متواصلة في حوار مجتمعي مع الإعلاميين والقانونيين والحقوقيين يتم عقدها في صورة ورش عمل في الدول العربية لمراجعة البدائل المقترحة من قبل الفريق البحثي للمصطلحات الخطأ، حيث وازنت تلك البدائل بين حق الإعلام في التغطية وحقوق الطفل التي نصت عليها الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل في مجال الإعلام؛ وذلك تمهيدا للاتفاق عليها وإضافة المقترحات الجديدة، وإعداد دليل بشأنها يتم رفعه للجهات المعنية.

وقال إن ورش العمل عقدت حتى الآن في 6 دول عربية من بينها مصر، وجاري الإعداد لعقد ورش عمل في كل من لبنان وتونس والسعودية، وأضاف: «نعيش في عصر أصبحت فيه وسائل الإعلام عنصرا رئيسيا في تشكيل معارف واتجاهات الجمهور نحو الأطفال وحقوقهم، ولهذا ظهرت مشكلة تداول الإعلاميين للعديد من المصطلحات والصور الخطأ والغامضة لوصف أوضاع الأطفال ومعالجة قضاياهم وحقوقهم بوسائل الإعلام العربية المختلفة دون إدراك كاف للدلالات والتأثيرات السلبية الاجتماعية والنفسية والتربوية لتلك المصطلحات والصور على وعي ومدركات الأطفال وأسرهم ونظرة المجتمع لهم.

وبحسب ما أكده الأمين العام للمجلس العربي، فإن تداول المصطلحات والصور الخطأ والغامضة لوصف أوضاع الأطفال وكذلك الصور الإعلامية النمطية عن الأطفال، تسبب في تشكيل صور ذهنية ومعان سلبية تتراكم لدى الجمهور العام عن الأطفال بما يعوق حصولهم على حقوقهم، ويجعل من الصعب عليهم الاندماج في المجتمع والتكيف معه، وأن شيوع تداول العديد من هذه المصطلحات الخطأ دفع المجلس والجامعة و«أجفند»، لإجراء هذه الدراسة العلمية حول المصطلحات، والصور الخطأ المتداولة حول الأطفال في وسائل الإعلام العربية والتي تنطوي على تجاوز مهني في المصطلح.

وأوضح أن فريق البحث في هذه الدراسة عرض قوائم الدليل البديلة وفقا لمحاور 3، هي: (قائمة تصحيح المصطلحات الخطأ المتداولة حول الأطفال، وقائمة توضيح المصطلحات الغامضة، وقائمة تصحيح الصور الخطأ).

وقال إن مشكلات الطفولة العربية كبيرة وكثيرة ومتشابكة لأنها تركت بدون علاج جيلا بعد جيل، وطبقا لما أكد عليه من قبل الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس المجلس، فإن الطفل لابد وأن يصبح المنطلق لأي توجه أو مشروع يقصد به تنمية المجتمعات العربية، وأن الاعتناء به هو مدخل أساسي لكل جهد هادف لتنمية بشرية حقيقية.

وأكد الأمين العام للمجلس العربي للطفولة حرص المجلس على مساعدة جميع فئات الأطفال، ومن بينهم الأطفال الذين يجدون أنفسهم موصومين بألقاب ومرغمين على تحملها وتحمل تبعاتها، وهم بعد أعواد طرية وفي أعمار غضة، وهي ظاهرة خطيرة تعتبر اغتيالا لمستقبلهم، وقد آن الأوان لمواجهتها بدق ناقوس الخطر، وإعادة النظر في المصطلحات المستخدمة في الإعلام وتبني مصطلحات جديدة تعين الطفل ومجتمعه.

وأشار «البيلاوي» إلى أن أطفال اليوم الذين يصفهم الإعلام ببعض المصطلحات الخطأ هم أنفسهم مواطنو المستقبل الذين سيعملون على بناء مستقبلهم ومستقبل مجتمعهم، والسبيل لمجابهة تحديات وتداعيات تلك المصطلحات وتخطيها هو الاهتمام بتصحيحها لضمان عدم خسارة الطفل كعضو نافع للمجتمع في المستقبل.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك