مدير مؤسسة الفكر العربي: الثقافة لا يسعها أن تبقى على الحياد في معركة الشعب الفلسطيني لاستعادة أرضه - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 2:00 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مدير مؤسسة الفكر العربي: الثقافة لا يسعها أن تبقى على الحياد في معركة الشعب الفلسطيني لاستعادة أرضه

هنري العَويط
هنري العَويط
رسالة الظهران: شيماء شناوي
نشر في: الإثنين 2 ديسمبر 2019 - 6:36 م | آخر تحديث: الإثنين 2 ديسمبر 2019 - 6:36 م

العويط: إطلاق التقرير في الذكرى الـ70 للنكبة يُترجم موقف المؤسسة المناهض للاحتلال والداعم لفلسطين وقضيتها وحقق شعبها

انطلقت مساء اليوم الاثنين، أعمال المؤتمر السنوي لمؤسّسة الفكر العربي "فكر 17"، الذي يُعقد هذا العام بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"، تحت عنوان "نحوَ فكرٍ عربيّ جديد"، وذلك في مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية، في الفترة ما بين 2 و5 ديسمبر.

وفي كلمته، قدم هنري العَويط، المدير العامّ لمؤسّسة الفكر العربي، في كلمته بالمؤتمر، التحية للأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، وأعضاء مجلسي الأمناء والإدارة في مؤسّسة الفكر العربي، وأعضاءها المشاركين، وممثّلي وسائل الإعلام.

وقال «العويط»، في بداية كلمته إلى أن اختيار موضوع التقرير الحادي عشر، واختيار عنوان «فلسطين في مرايا الفكر والثقافة»، وتحديدَ مناسبة إصداره في الذكرى السبعين لنكبة فلسطين، وتعيين موعد إطلاقه غداة الاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ومكانه من المملكة السعودية، على مقربةٍ من الصرح الذي استضاف في العام الماضي قمة الملوك والأمراء والرؤساء العرب، في دورتها التاسعة والعشرين، التي حملت اسم "القدس"؛ لم يكن أختيارًا من قبيل الصُدف، بل هي قرارات تؤكد على رمزية فلسطين القوية.

وتابع «العويط» أن قرار المؤسسة لإصدار التقرير تزامنًا مع الذكرى السبعين لنكبة فلسطين، يؤكد مفهومها للثقافة ونظرتها إلى دورها ووظيفتها كفعل مقاومة، ويُترجم موقفها المناهض للاحتلال والداعم لفلسطين وقضيتها والمؤيد حقوق شعبها، فالثقافة لا يسعها أن تبقى على الحياد في المعركة التي يخوضها الشعب الفلسطيني لمقاومة الاحتلال، وفي نضاله من أجل الحفاظِ على هويته، وحماية تراثه، وصون تاريخه وذاكرته، واسترجاع حقوقه المشروعة في أرضه، وقيام دولته.

وأوضح المدير العام لمؤسسة الفكر العربي، أن مسوغات اختيار التقرير وموضوعاته كثيرة أهمها اهتمام "مؤسسة الفكر العربي" منذ انطلاقها في عام 2000، بالثقافةَ وقضاياها وضرورة تنميتها وتعزيزها، وسعي المؤسسة إلى الإضاءة بصورة محددة وبانورامية على أوجه الحياة الثقافيّة المنوعة في العالَم العربي.

وأشار إلى أن التقرير تضمن سبعة محاور، تناولت فلسطين وقضيّتها عبر تجلياتِ الإبداع الفكري والثقافي والأدبي والفني، تضمن المحور الأول قراءات في أبرز الأطروحات الفكرية العربية حول القضية الفلسطينية قبل وبعد إعلان دولة الكيان الإسرائيلي. أما المحور الثاني، فعني بالبعدِ الثقافي والديني والتاريخي لفلسطين، حيث جرى رصد موقعِ فلسطين في الدراساتِ الإنسانية والاجتماعية، ومدى حضورها الفلسفي والأنتروبولوجي، وقدم دراسات في الطاقات الإبداعية للشخصية الفلسطينية، وحضور القضية الفلسطينية في المشروع الفكري للكاتب إدوارد سعيد، وكذلك النظرة الاستراتيجية للمسألة الفلسطينيةِ من منظور المفكر المصري جمال حمدان.

كما تناول المحور الثالث تجلياتِ فلسطين في أدبياتِ التاريخ القديم، وفي التوراة، وفي أطاريحِ التاريخ المعاصِر، وكذلك قانون القومية الجديد في إسرائيل وتأثيره على ثقافةِ الهوية الفلسطينية، وآثار فلسطين وعلاقتها بذاكرة الإنسان الفلسطيني وهويته، بينما يرصد المحور الرابع الإبداع الشعري والسردي والتراث الشعبي الفلسطيني والفنون التشكيلية الفلسطينية من كاريكاتير وموسيقى وغناء ومسرح وسينما، وهو رصد بالتوثيقِ والتحليل.

وجاء المحور الخامس ليقدم جولة في مرايا الثقافات الأميركية، والروسية، والصينية، واليابانية، والهندية، والفرنسية، والألمانية، والإسبانية، والأميركية اللّاتينية المعاصرة، والإيطالية، واليونانية، والمالطية، والتركية، وبحث المحور السادس في أوضاع التربية العربية والتعليم في غزة والضفة وسائر مناطق ما يُسمى "عرب 48"، وفي واقع اللغة العربيةِ ومستقبلها داخل فلسطين المحتلة، كاشفا عن وجه مشرقٍ يتمثل بالعلم والعلماء الفلسطينيين في العالم العربي وبلاد الانتشار.

وخصص المحور السابع للأهمية التاريخية والحضارية والدينية والثقافية لمدينة القدس، ومحاولات تهويدها وشطب هويتها وتراثها، مع إطلالة على القدسِ وعالَمها في رواياتِ جبرا إبراهيم جبرا.

وأكد «العويط» أن التقرير حاول رسم لوحة جامعة ومؤتلفة بمختلف المحاور المرتبطة بفلسطين وقضيتها كما عالجها نتاج المفكرين والأدباء والفنانين الفلسطينيين والعرب، في حقول التاريخ والفلسفة والأنتربولوجيا وعلمِ الاجتماع والتربية والرواية والشعر والنقد والسينما والمسرح والموسيقى والفنون التشكيلية والفولكلور، وكما انعكست في مرايا الثقافةِ العالمية، وذلك في سياق مقاومة وتصدي لمحاولات تزوير التاريخ، ومحو الذاكرة، وتدمير التراث، وتزييفِ الهوية الفلسطينية وأصالتها، ولهذا أهدي هذا التقرير عن فلسطين، إلى فلسطين الحبيبة، التي ألهمت كل حرفٍ فيه، اعترافًا بإنجازات مفكريها ومثقفيها وعلمائها وأدبائها وفنانيها، وتقديراً لإبداعات شعبها الصامد والمقاوم والخلاق، وفعل إيمان بعدالة قضيتها، وإحياءً، لا لذكرى النكبة، بل إحياءً وتجديداً للأمل بتحريرِ أرضها المحتلة، وعودة اللاجئين من أبنائها، وانتصار إرادة الحياة النابضة في عروق رجالها ونسائها، وأطفال الحجارةِ في ملاحم انتفاضاتها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك