متحف بيتهوفن في بون.. المنزل الذي أعاد البريق إلى العاصمة الألمانية القديمة - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:14 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

متحف بيتهوفن في بون.. المنزل الذي أعاد البريق إلى العاصمة الألمانية القديمة

متحف بيتهوفن في مدينة بون الألمانية
متحف بيتهوفن في مدينة بون الألمانية
بون- محمد مجدي:
نشر في: الثلاثاء 7 فبراير 2023 - 11:36 م | آخر تحديث: الثلاثاء 7 فبراير 2023 - 11:36 م

لا يزال المنزل الذى وُلد فيه الألمانى لودفيج فان بيتهوفن، أحد أشهر الموسيقيين فى العالم، يجذب الزوار إلى مدينة بون العاصمة الألمانية القديمة ليصبح «بيتهوفن ــ هاوس» أحد أكثر المتاحف الموسيقية زيارة فى العالم، وواحدا من أكثر 100 موقع جذب شعبى فى ألمانيا.

أجرت الشروق، جولة داخل المنزل الشهير، الواقع في وسط مدينة بون بالقرب من ميدانه الشهير، والقريب من نهر الراين، والذي شهد ولادة بيتهوفن في ديسمبر 1770 ما جعله أحد المنازل القليلة المتبقية في بون والتي تم بناؤها في القرن الثامن عشر. اصطحبنا فيها فريدريكا كوالسكي، مديرة البرامج التعليمية بالمتحف، للتعرف على تاريخه وأبرز معالمه.

ما قصة المنزل؟

تقول كوالسكي، إن والد الموسيقار الشهير، يوهان فان بيتهوفن انتقل للعيش بهذا المنزل بعد زواجه من ماريا ماجدالينا عام 1767، قبل أن يرزق بـ«لودفيج»، فى 1770، وخمسة أبناء آخرين. قبل أن تترك العائلة لاحقا منزلها الأول في عام 1774، وتتنقل للعيش في منازل عديدة بالمدينة لكن لم ينج أي منها.

وتضيف أن بيتهوفن قضى الـ 22 عاما الأولى من حياته فى هذه المدينة، قبل أن ينتقل بعدها إلى فيينا فى النمسا ليذاع صيته هناك حتى وفاته عام 1827.

وتشير إلى أن الفضل فى إنقاذ منزل بيتهوفن يعود إلى 12 شخصا من أصدقائه الذين أسسوا عام 1889 جمعية لحماية إرثه، واشتروا المنزل بعد أكثر من قرن من تركه.

لحسن الحظ، نجا إرث بيتهوفن من القصف الذي طال الجنوب الألماني في الحرب العالمية الثانية، ليحمل متحف الموسيقار الشهير المدينة لاحقا على عاتقه ويجذب إليه السياح.

تقول كوالسكي، إنه بعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت بون العاصمة لألمانيا الغربية، والكثير من الناس أتوا إليها حيث مقر الحكومة هناك، لكن بعد سقوط جدار برلين فقدت بون مركزها كعاصمة بعد انتقال الحكومة إلى برلين إثر اتفاقية الوحدة في1991 . هنا لجأ مسئولو المدينة إلى ابنها بيتهوفن ليعيد بريقها ويجذب إليها الزوار. 

وتقول كوالسكى، إن المتحف يستقبل الآن 130 ألف زائر سنويا خاصة بالصيف كأحد أكثر المتاحف الموسيقية زيارة فى العالم.

وتابعت: هذا ليس متحفا فقط بل أيضا لدينا برامج تعليمية مشتركة مع جامعات بمختلف أنحاء العالم، ونقدم كورس ماجستير دولى فى البيانو يتم خلاله دراسة بعض المقطوعات التى ألفها بيتهوفن.

في أيام العطلة يعج المتحف بالزوار. راينر الألماني الذي يزور بون لأول مرة، يقول إن بيتهوفن جزء مضيء من التاريخ الألماني. أيضا شماتسا وهي سيدة ألمانية قالت لـ"الشروق"، إن "بيتهوفن أيقونة ألمانية وصلت موسيقاه إلى جميع أنحاء العالم بينها مصر، فقد كنت في زيارة إلى القاهرة واستمعت لموسيقاه هناك".

أما الكولومبى ماورسيو فاصطحب زوجته الأوكرانية ياجينا، وطفلتهما لرؤية المتحف الموسيقى لأول مرة، وقالت إنه من المثير جدا رؤية البيئة والمكان الذى جعل بيتهوفن واحدا من عباقرة الموسيقى، إنه أمر ملهم. كان هناك زوار من آسيا أيضا، مثل هون زى من كوريا الجنوبية التى قالت بعد جولتها فى المتحف: «الآن يمكننى أن أعيد التفكير والتمعن فى حياة بيتهوفن وطريقة إنتاجه لمقطوعاته الخالدة».

المنزل بثوب جديد

يطل المتحف بواجهة حجرية على الطراز الباروكية فوق أقبية يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر أو الثالث عشر. الطابق الأرضي كان يحتوي على مطبخ وغرفة منافع، تحتها كان قبو. في الطابق الأول، كانت هناك غرفتان أصغر حجمًا وغرفة أكبر نوعًا ما. كانت غرف النوم في الطابق العلوي.

فى عام 2020 وبالتزامن مع ذكرى مرور 250 عاما على ميلاد الموسيقار الشهير، أعيد افتتاح المتحف بعد صيانته وتجديده؛ لعرض أكثر من 100 قطعة أصلية. للموسيقار أفكاره وحياته بشكل تاريخى مبتكر، منها مخطوطات كتبها بيتهوفن بيده إضافة إلى صور وآلات موسيقية متعددة، ورسائل ومنحوتات ونقود.

تلك هي الصورة الأكثر شهرة لبيتهوفن والتي لوّن فيها الرسام الألماني الشهير جوزيف كارل ستيلر، نظرتنا إلى شخصيته ومظهره بشكل لا مثيل له. وهكذا فقد أضاف ستيلر إلى "الأسطورة" التي نشأت حول المؤلف، بعد 4 جلسات بين فبراير وأبريل 1820.

قناع الموت

توفي بيتهوفن بعد ظهر يوم 26 مارس 1827 في مسكنه في فيينا. في صباح اليوم التالي طُلب من الرسام جوزيف دانهاوزر أن يأخذ قناع الموت للملحن.

آخر بيانو لبيتهوفن

في إحدى غرف الطابق الأعلى من المتحف، يقبع آخر بيانو امتلكه بيتهوفن صنعه الفييني كونراد جراف، ووضعه تحت تصرف بيتهوفن في يناير 1826. تمت إضافة البيانو إلى مجموعة Beethoven-Haus في عام 1889.

فيولا بيتهوفن

في سن الثامنة عشر، حصل بيتهوفن على منصب عازف فيولا في أوركسترا محكمة بون. بعد أن ابتعد عن بون، تركت الآلة الموسيقية مع مدرس الكمان فرانز أنتون ريس، الذي كان أيضًا عضوًا في الأوركسترا قبل أن تضعه عائلته تحت تصرف بيتهوفن. بعد ترميمه لا يزال يلعب اليوم في المناسبات الخاصة.

بعد انتهاء جولة من مشاهدة كل العروض البصرية، هناك غرفة استماع للزوار التعرف على أهم أعمال الموسيقار العالمي. فقد ألف لودفيج فان بيتهوفن حوالي 750 مؤلفًا بين الأوركسترا الموسيقية وسوناتات للبيانو الكمان والتشيللو والبوق الفرنسي. وتعد "فور إليزه" (من أجل إليزه) و (السيمفونية التاسعة)، هما الأكثر شهرة بين أعماله

منذ 17 ديسمبر 2019 ، يستضيف المتحف معرضًا دائمًا جديدًا وموسعًا. إنه يوفر نهجًا جديدًا لتجربة بيتهوفن كفنان وإنسان زميل بطريقة حديثة وملهمة ومثيرة. الغرف الجديدة هي قبو مع مخطوطات وغرفة موسيقى للحفلات الموسيقية المنتظمة على لوحات المفاتيح التاريخية ومنطقة خاصة للمعارض المؤقتة.

لم يكتف نويسر، الجد، وزملائه بإنقاذ بيت بيتهوفن من السقوط، وإنما قاموا أيضا بشراء مخطوطات وصور وتماثيل وآثار أصبحت اليوم المكون الأساسي لمتحف بيتهوفن.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك