جولة في كتاب يوميات لورد ملنر (الأخيرة) : جمهور الوطنيين أرسل 1131 تلغرافا للجنة بالاستنكار والعداء - بوابة الشروق
الخميس 2 مايو 2024 4:51 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جولة في كتاب يوميات لورد ملنر (الأخيرة) : جمهور الوطنيين أرسل 1131 تلغرافا للجنة بالاستنكار والعداء

أحمد عبدالحليم :
نشر في: الخميس 7 مارس 2019 - 12:18 م | آخر تحديث: الخميس 7 مارس 2019 - 12:18 م

مواكب المصريين خرجت بالهتافات ضد اللجنة والدعاء لسعد زغلول

تواصل "الشروق" على مدار شهر مارس عرض مجموعة من الكتب، الحديثة والقديمة، التي تروي جوانب مختلفة لتأريخ وتوثيق أحداث ثورة 1919 من الأسباب إلى المآلات.
وأول كتاب نتجول بين صفحاته هو ترجمة كاملة لوثيقة إنجليزية عن أحداث ثورة 1919 ضمن الأرشيفات الوطنية للمملكة المتحدة في لندن، ينتمي إلى وزارة المستعمرات في مجلد بعنوان "لجنة ملنر 1919-1920".
لجنة ملنر هي لجنة شُكلت في 22 سبتمبر 1919 من قبل الحكومة البريطانية، للوقوف على أسباب ثورة 1919 في مصر.
المجلد الأصلي يسجل الأحاديث التي أجراها أعضاء اللجنة مع شخصيات ذات نفوذ في مصر، وداخل المجلد وثيقة مكونة من 70 صفحة فولسكاب مكتوبة على الآلة الكاتبة عنوانها "الأحاديث التي أجراها اللورد ملنر خلال رئاسته اللجنة الخصوصية المنتدبة لمصر".
الكتاب هو أحدث ما نشر في السوق المصرية عن ثورة 1919، صدرت طبعته الأولى عن دار الشروق 2019، ويقع الكتاب في 173 صفحة، من القطع المتوسط، أعدته وحررته منى عبدالعظيم أنيس مديرة قسم التحرير بدار الشروق، وترجمه للعربية د. صلاح أبو نار، وكتب مقدمته المفكر والمؤرخ المستشار طارق البشري.

في هذه الحلقة (الأخيرة) من القراءة في كتاب يوميات لورد ملنر في مصر، يعرض الكتاب، بعض المكاتبات الرسمية بين اللجنة وبريطانيا، كما يرصد بعض التوصيات التي خرجت بها اللجنة بعد عملها في مصر، معرجا على بعض الجوانب الاجتماعية التي رصدها للمرأة الأولى مثل مشاركة المرأة المصرية في الثورة، وتعامل جمهور الوطنيين مع اللجنة، والتلغرافات التي انهالت على اللجنة بالاستنكار والاحتجاج والعداء.

نص تفويض اللجنة (تحقيق أسباب الاضطرابات التي حدثت أخيرا في القطر المصري، وتقديم تقرير عن الحالة الحاضرة في تلك البلاد، وعن شكل القانون النظامي الذي يعد تحت الحماية خير دستور لترقية أسباب السلام واليسر والرخاء فيها، ولتوسيع نطاق الحكم الذاتي فيها توسيعا دائم الترقي والتقدم، ولحماية المصالح الأجنبية).

ويرصد التقرير النهائي، عمل اللجنة في مصر، والنتائج الوقتية التي استنتجتها اللجنة في مصر، وأعمال اللجنة بعد مغادرتها مصر.

وشرح التقرير، أسباب إرسال اللجنة (لما تفاقم القلق في تلك البلاد حتى ظهر بمظهر العنف والتعدي والإخلال بالنظام).
وجاهر المصريون الوطنيون بعزمهم مقاطعة اللجنة وساعدهم احتجاج محمد سعيد باشا، رئيس الوزارة.
عزم المصريون مقاطعة اللجنة، استلزم اتخاذ جميع الاحتياطات للمحافظة على سلامة اللجنة بالنظر إلى روح العداء للجنة الذي اشتد في النفوس بالتحريض.

بعيدا عن اللقاءات والمباحثات التي أجرتها اللجنة مع بعض القيادات، فإن ردة فعل جمهور الوطنيين والجرائد الوطنية كانت بإثارة العواصف والاحتجاج والاستنكار على اللجنة حين وصولها، وانهالت التلغرافات على اللجنة من صبيان المدارس وتلامذتها، ومجالس المديريات وبعض موظفي الحكومة وكثير من النقابات والجماعات المتفاوتة، حتى وصل عدد التلغرافات 1131، بينهم 29 تلغراف تهنئة، معظمها ممن يعرفون بعض أعضاء اللجنة معرفة شخصية.

وينقل التقرير بعض مظاهر الاحتجاجات الشعبية على اللجنة ووجودها في مصر، بإضراب صبيان المدارس والمحامون وعمال الترام، الذين خرجوا في مواطب تطوف الشوارع يصيحون بالدعاء على أعضاء اللجنة، ويهتفون بالدعاء لسعد زغلول ورفاقه.

لأول مرة في التقرير يرد ذكر النساء المصريات بعد أن انتهزن الفرصة فبرزن من خبائهن وركبن المركبات وطفن في الشوارع وهن يرددن النداء الحربي (الاستقلال التام).

ويرصد التقرير أعمال اللجنة بعد مغادرتها مصر، بلقاءات مع رجال من الوفد المصري بلندن، وهي لقاءات وصفها التقرير بأنها كانت على غاية الصفاء والوداد من الأول إلى الآخر حتى أنه لما كان الاختلاف في الرأي بيننا يبلغ غايته، فإن الجدال كان يجري بيننا بمزيد من الصداقة، فزورانا كانوا يسعون بكل إخلاص أن يجدوا مخرجا للمشاكل والصعاب.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك