حكايات القصور.. الحلقة 23: مبارك والسيجار! - بوابة الشروق
السبت 4 مايو 2024 6:51 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حكايات القصور.. الحلقة 23: مبارك والسيجار!

كتب- حسام شورى
نشر في: الجمعة 8 يونيو 2018 - 11:43 م | آخر تحديث: الجمعة 8 يونيو 2018 - 11:43 م

تواصل «بوابة الشروق» نشر حلقات مسلسلة تروي طرائف ولطائف من حياة حكام مصر في العصر الحديث، من واقع حكايات موثقة كتبها أشخاص معاصرون لهم في مذكراتهم أو كتبهم السياسية، أو رواها الحكام عن أنفسهم.

ولا ترتبط «حكايات القصور» بأحداث خاصة بشهر رمضان، وإن كان بعضها كذلك، كما لا تقتصر «الحكايات» على القصص ذات الطابع الفكاهي، أو المفارقات التي تعكس جوانب خفية في كل شخص، بل يرتبط بعضها بأحداث سياسية واجتماعية مهمة في تاريخ مصر.

وإلى الحلقة الثالثة والعشرين:

*****

كان الرئيس محمد حسني مبارك عقب توليه رئاسة الجمهورية، في لقائه الأول مع الكاتب محمد حسنين هيكل في 5 ديسمبر 1981 عقب الافراج عن هيكل بعد سجنه في "اعتقالات سبتمبر" التي قام بها الرئيس محمد أنور السادات، متشوقا إلى الحديث مع هيكل وسرد الحكايات ومناقشة العديد من الملفات.

وبعد أن تجاوز اللقاء الساعتين طلب مبارك تأجيل موعد آخر تزامن مع لقاءهما، وعندما عرض هيكل الاستئذان كى لا يعطل الرئيس عن ارتباطاته، على أن يعاودا المقابلة مرة أخرى، تمسك مبارك باستمرار الجلسة قائلًا: "أننا الآن هنا.. إلا إذا كنت زهقت"، وبالفعل استمر اللقاء لست ساعات متواصلة.

وحاول مبارك طمأنة وإغراء هيكل بسؤاله عن إذا كان يريد أن يدخل سيجارًا: "أنا أعرف أنك من مدخنى السيجار، وأنا مثلك"، وهو ما دفع هيكل للاندهاش، فقال له مبارك إنه لا يظهر فى الصور بالسيجار لكى يتجنب «القرشنة»! لكنه يدخن سيجارا واحدا كل يوم، ثم ضغط على جرس يطلب صندوق السيجار.

وجاء الصندوق مع أحد الضباط، أشار له مبارك بتقديمه إلى هيكل، وأخذ كل منهما سيجارا، ثم سأله مبارك، وكان هيكل يشعل عود كبريت: "سيجار كويس؟!"..فصمت هيكل ثم قال "بكل احترام.. الحقيقة أنه مقبول" فتعجب مبارك، وقال باستنكار: "إيه؟!.. هذا روميو وچولييت".

فأوضح له هيكل أن الشركة التى تنتج سيجار "روميو وچولييت" تنتج أكثر من 75 نوعا بعلامتها، وكل نوع منها مختلف عن الآخر.. فسأله مبارك باهتمام: "أُمال إيه بقى السيجار الكويس؟!".

وطلب "هيكل" بعد استئذان مبارك بأن يأتى السائق بعلبة سيجاره التى تركها فى سيارته لاعتقاده بأن مبارك لا يدخن، وجاءت العلبة، وعرض هيكل على الرئيس أن يتفضل، فأخذ واحدًا منها وأشعله، وكانت ملاحظته: "والله أحسن فعلا، غريبة جدا!".

وقال وهو يستعيد الذكريات: عندما كنا نتدرب فى الاتحاد السوڤييتى كطيارين، كنا نشترى هذا السيجار (الذى لم يعجبك!!) ونبعث به إلى قادة السلاح فى مصر، وكانوا يعتبرون ذلك "فخفخة"!، وكنا فى قاعدة جوية قرب "خاركوف"، وفى الإجازة ننزل إلى "موسكو"، وكنا نخفى الورقة "أم مائة دولار" تحت الشراب بعد أن نغطيها بقطعة من ورق التواليت، وكان سميك وخشن فى روسيا مثل الخيش، ثم نغيرها فى السوق السوداء عن طريق موظف فى مكتب الملحق العسكرى بمبلغ كبير من الروبلات، ونشترى علبا من هذا السيجار ونشحنها إلى قادة السلاح.

واستطرد: كان "الروبل" بالسعر الرسمى يساوى أكثر من دولار واحد، لكن السعر فى السوق السوداء كان 21 روبلا لكل دولار، فارق كبير، وأضاف مبارك: "لكن الواد بتاع المكتب العسكرى كان جن!.

وعاد مبارك يجذب نفسا آخر من السيجار الذى قدمه هيكل له، وقال: "فعلا لك حق هذا أحسن جدا"، ومد يده إلى جرس، فدعى أحد الضباط، ثم التفت وقال: "محمد بيه ملِّى عليه كل أنواع السيجار الكويس"، فأخبره هيكل أن لكل نوع من السيجار مذاقا، وأن كل مذاق مسألة اختيار، ولذلك فإنه من الصعب على مدخن أن يوصى غيره بنوع معين، فأصر مبارك قائلًا: "معلش ملِّيه الأنواع الأبهة"!

وبالفعل جاء الضابط سريعًا بورقة وقلم مستعدا لكى يملّيه هيكل الأنواع، وعاد إلى تجربة السيجار والثناء عليه قائلًا: "فعلا كويس جدا"، ثم أضاف ضاحكًا: "يا أخى عاوزين نتعلم العز"!

• المصدر: محمد حسنين هيكل، مبارك وزمانه من المنصة إلي الميدان ، دار الشروق

اقرأ أيضا:

حكايات القصور.. الحلقة 22: ميلاد القطن المصري.. درويش سوداني وموظف تركي ومهندس فرنسي
http://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=07062018&id=114e3438-d18e-4aaf-b724-6e544d8cebed



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك