جروسي: «النووي الإيراني» في مأزق.. ومحطات أوكرانيا على شفا كارثة - بوابة الشروق
الأربعاء 10 سبتمبر 2025 3:52 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

جروسي: «النووي الإيراني» في مأزق.. ومحطات أوكرانيا على شفا كارثة

فيينا – خالد أبو بكر
نشر في: الإثنين 8 سبتمبر 2025 - 1:53 م | آخر تحديث: الإثنين 8 سبتمبر 2025 - 1:53 م

- اتفاق الضمانات المرجع الوحيد للتعامل مع البرنامج الإيراني.. وغياب التفتيش على اليورانيوم المخصب منذ 3 أشهر مقلق

- مستوى مياه التبريد يقترب من العتبة الحرجة في محطة زابوريجيا الأوكرانية ولا يعمل فيها سوى خط كهرباء واحد

أطلق المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو جروسي، تحذيرات حادة في افتتاح اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا، مسلطًا الضوء على "الوضع المعقّد والخطير" في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، وعلى "المخاطر المتزايدة" التي تهدد سلامة محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا، وسط استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.

وأوضح جروسي، في كلمته الافتتاحية أمام مجلس المحافظين، أن الوكالة كثّفت اتصالاتها مع طهران خلال الأسابيع الماضية، بعد سلسلة الهجمات الإسرائيلية- الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في يونيو الماضي.

وعلى إثر هذه الهجمات، أعلن البرلمان الإيراني يوم 25 يونيو تبني قانون يعلّق التعاون مع الوكالة، وهو قانون صادق عليه الرئيس الإيراني في 2 يوليو 2025.

وأكد جروسي أن "القوانين الوطنية قد تفرض التزامات داخلية، لكنها لا تلزم الوكالة الدولية"، مشددًا على أن اتفاق الضمانات الشامل (CSA) الموقع بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي "يبقى الصك القانوني الوحيد الملزم الذي ينظم العلاقة بين إيران والوكالة".

وأضاف أن الوكالة أجرت مفاوضات تقنية في طهران وفيينا لبحث "خطوات عملية لاستئناف أنشطة التحقق"، معلنًا عن "بعض التقدم"، لكنه حذر من أن "غياب التعاون الكامل يمنع الوكالة من تقديم أي ضمانات بشأن طبيعة البرنامج النووي الإيراني".

وأعرب المدير العام عن "قلق بالغ" من أن الوكالة لم تتمكن منذ قرابة ثلاثة أشهر من التحقق من مخزونات إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، وهو تأخير "يتجاوز المعايير المعتادة".

وأضاف: "من دون استئناف التنفيذ الكامل للضمانات، ستبقى الوكالة عاجزة عن إصدار أية استنتاجات أو ضمانات بشأن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني".

- أزمة متواصلة

في سياق متصل، كشفت مصادر دبلوماسية أن إيران تعتزم تقديم مشروع قرار في الدورة القادمة للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، المقرر عقدها في فيينا من 15 إلى 19 سبتمبر الجاري، ينص على "عدم جواز الهجمات على المنشآت النووية".

وأضافت المصادر أن مشروع القرار لا يزال قيد الصياغة، على أن يعرض على الدول الأعضاء خلال جلسات المؤتمر.

وشددت المصادر على أنه يحظى بدعم روسي وعدد من الدول الأعضاء في الوكالة البالغ عددها 177 دولة.

ويأتي التحرك الإيراني في أعقاب الهجمات التي تعرضت لها منشآت نووية إيرانية في يونيو الماضي، والتي كانت محور مداخلة المدير العام للوكالة رافائيل ماريانو جروسي أمام مجلس المحافظين، حين شدد على أن مثل هذه التطورات تُقوّض التعاون بين إيران والوكالة، وتعرّض ترتيبات الضمانات للخطر.

إيران، الموقعة على معاهدة حظر الانتشار منذ 1970، تخضع منذ عقود لنظام تفتيش دولي. لكنها خففت تعاونها مع الوكالة منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، وفرض واشنطن عقوبات جديدة. ومنذ ذلك الحين، واصلت طهران رفع مستويات تخصيب اليورانيوم، ما أثار مخاوف من اقترابها من "قدرات عتبة" نووية.

- عراقجي: الرقابة مقابل رفع العقوبات

قال وزير الخارجية الإيراني، سيد عباس عراقجي، إن بلاده مستعدة للتوصل إلى اتفاق "حقيقي ودائم" يتضمن رقابة صارمة وحدودًا على تخصيب اليورانيوم محليًا، مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها.

وفي مقال نشره في صحيفة جارديان البريطانية، دعا عراقجي الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) إلى "تغيير مسارها" والتخلي عن خطتها لإعادة فرض حزمة واسعة من العقوبات الأممية في نهاية الشهر الجاري، محذرًا من أن تفويت "الفرصة القصيرة" المتاحة سيؤدي إلى "عواقب مدمرة بشكل غير مسبوق للمنطقة وخارجها".

- محطة زابوريجيا على خط النار

خصص جروسي جزءًا واسعًا من كلمته للملف الأوكراني، مؤكدًا أن الوكالة "تظل موجودة على الأرض" في جميع محطات الطاقة النووية الأوكرانية، بما فيها محطة زابوريجيا، الأكبر في أوروبا، والخاضعة لسيطرة القوات الروسية منذ مارس 2022.

وقال إن قرار الوكالة نشر فرق دائمة في المحطة منذ سبتمبر 2022، عبر إرسال أول بعثة عبر خطوط الجبهة، كان "خطوة تاريخية"، وأضاف: "لم يكن كافيًا أن نتحدث، كان علينا أن نتحرك".

لكن الوضع، بحسب جروسي، "يبقى هشًا للغاية": ستة من الأعمدة السبعة الأساسية للسلامة النووية "مخترقة"، ولم يبق سوى خط كهرباء خارجي واحد يغذي المحطة. جميع المفاعلات الستة في حالة "توقف بارد"، فيما انخفض مستوى مياه بحيرة التبريد إلى 13.4 مترًا، مقتربًا من الحد الأدنى 12 مترًا، الذي إذا تم تجاوزه ستتعطل أنظمة التبريد.

وأوضح أن الإجراءات المؤقتة الحالية "توفر بعض الراحة"، لكن الحل الدائم يقتضي "بناء محطة ضخ جديدة". وأضاف أن "الهجمات العسكرية القريبة جدًا من الموقع تزيد من المخاطر وتثير قلقًا بالغًا".

- الحرب النووية الصامتة

ومنذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، أصبحت منشآت أوكرانيا النووية في قلب الصراع. محطة زابوريجيا، التي تضم ستة مفاعلات وتوفر عادة خُمس كهرباء أوكرانيا، تحولت إلى محور قلق عالمي. الوكالة تعتبرها "منطقة خطرة" وتؤكد أن الأعمدة الأساسية للسلامة النووية مهددة.

كما أن قصف البنى التحتية للكهرباء يزيد المخاطر، فيما يواصل خبراء الوكالة العمل وسط إنذارات الغارات الجوية المتكررة.

أنهى جروسي كلمته بالتشديد على أن "عمل الوكالة في إيران وأوكرانيا يظل لا غنى عنه"، مضيفًا: "ما زال هناك وقت، ليس كثيرًا، لكنه كافٍ إذا ما توافرت الإرادة الحسنة والإحساس بالمسئولية".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك