من المقرر أن يتفق قادة أوروبا وأمريكا اللاتينية على تشكيل تحالف أمني جديد لمكافحة الاتجار بالمخدرات والجريمة المنظمة والفساد، حسبما صرحت مصادر مشاركة في قمة دول أوروبا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) يوم الأحد.
ويسعى التحالف، الذي نوقش في مدينة سانتا مارتا الساحلية في كولومبيا خلال قمة للاتحاد الأوروبي ومجموعة دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، إلى إيجاد تنسيق أوثق بين سلطات الشرطة والقضاء والجمارك.
وتشمل الخطط مناهج تحقيق مشتركة، وضوابط أكثر صرامة على التدفقات المالية، وآليات لإعادة الأصول غير القانونية عبر الحدود. كما سيجري توسيع التعاون في مجال إنفاذ القانون وتبادل المعلومات.
ومن المقرر أيضا تكثيف مكافحة شبكات تهريب الأشخاص، والاتجار بالبشر، والجرائم البيئية.
وتعد كولومبيا أكبر منتج للكوكايين في العالم. ويجري تهريب جزء كبير من المخدرات من هناك عبر أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي إلى الولايات المتحدة وأوروبا.
وقالت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس في كلمة ألقتها في القمة إن العمل المشترك سيسمح بالقيام بالمزيد لحماية المواطنين على كلا الجانبين. وأضافت أنه سيجري أيضا توسيع برنامج للاتحاد الأوروبي لحماية الممرات البحرية، مما سيعزز القدرات على تبادل المعلومات والعمل المشترك ضد الجريمة في البحر.
إلى جانب كالاس، شمل الحضور الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.
وألغى العديد من كبار رؤساء الدول والحكومات مشاركتهم، بما في ذلك رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بالإضافة إلى القادة الألمان والفرنسيين والمكسيكيين والأرجنتينيين والتشيليين. ومثّل ألمانيا وزير الخارجية يوهان فاديبول، الذي اضطر إلى التحول في اللحظات الأخيرة إلى رحلات تجارية بسبب تعطل طائرة حكومية.
وتطرق المضيف جوستافو بيترو إلى العمليات العسكرية الأمريكية الأخيرة في منطقة البحر الكاريبي خلال القمة. في الأسابيع الأخيرة، أغرقت القوات الأمريكية مرارا زوارق سريعة لمهربي مخدرات مشتبه بهم، مما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص.
وتتهم واشنطن بيترو بـ الافتقار إلى الحسم في مكافحة عصابات المخدرات وفرضت مؤخرا عقوبات على الرئيس الكولومبي. وتكهنت وسائل إعلام أمريكية لاتينية بأن العديد من القادة تغيبوا عن الاجتماع لتجنب الاضطرار إلى اتخاذ موقف بشأن هذه القضية الحساسة.