تعرف على قصة الفتاة الوحيدة المولودة بمنطقة «تشيرنوبل المحظورة» - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 5:23 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تعرف على قصة الفتاة الوحيدة المولودة بمنطقة «تشيرنوبل المحظورة»

بسنت الشرقاوي
نشر في: الثلاثاء 11 يونيو 2019 - 11:14 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 11 يونيو 2019 - 11:40 ص

في أبريل من عام 1986 وقعت كارثة "تشيرنوبل الذرية"، وهى حادثة نووية إشعاعية تعد الأكبر في العالم، نتجت عن انفجار مفاعل 4 في محطة تشيرنوبل للطاقة النوية، الواقعة قرب مدينة بريبيات في شمال أوكرانيا السوفيتية.

ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا الجزء في أوكرانيا محرم على الانسان العيش او السكن فيه، حيث اضحت البيئة مشعة بما في ذلك الماء والاسماك والتربة والنباتات، لكن حدث عكس ذلك، فقد ولدت فتاة في هذه المنطقة المحظورة وظلت تترعرع على موارد البيئة الاشعاعية حتى قاربت على عامها الـ20 والعجيب انها لا تزال بصحة جيدة!

ويروي موقع "ديلي ميل" البريطاني، قصة الشابة ماريكا سوفينكو ذات الـ19 ربيعا التي ولدت بعد عقد من وقوع الكارثة النووية، في عام 1999، داخل منطقة تشيرنوبيل المحظورة وتربت فيها، بعد أن أخفت السلطات الأوكرانية خبر ولادتها، ولكن سرعان ما انتشر الخبر، وتسببت القصة في جدل كبير حيث اتهم الناس والديها بـ "قتلها" بسبب المعيشة في الإشعاعات.

الغريب في الأمر أن ماريكا الآن بصحة جيدة وتدرس في كلية التعليم العالي، ولم تتأثر بالاشعاع الذي تربت عليه طيلة حياتها، بعد أن رفضت والدتها ليديا الخروج من المنطقة لعدم حصولها على سكن بديل من للاتحاد السوفيتي!.

ومنذ ذلك الحين عاشت ماريكا مع أبيها ميخائيل واأمها ليديا في عمق منطقة تشيرنوبيل المحرمة لتنشأ على شرب الحليب من الأبقار المشبعة بالإشعاع، وتتناول الأسماك من الأنهار الملوثة، ما اعتبره الكثيرون انتحار بطيء.

ولم تدرك ليديا أنها حامل حتى أنجبت ماريكا في المنزل بمساعدة زوجها، بعدها استمرت في تربيتها هناك متجاهلة التحذيرات الصحية الحكومية، من أنها كانت تعرض ابنتها لخطر قاتل حيث شربت ماريكا الصغيرة حليبًا من رعي بقرة على المراعي وسبحت في الأنهار المشعة القاتلة.

ولما انتشرت الشائعات عن الطفلة في سن الخامسة من عمرها حول صحتها العقلية والجسدية بسبب كل هذا التلوث، اضطرت ليدا للرد قائلة ​"إذا اعتقد الناس أن ابنتي متحولة أو لديها رأسان فهم مخطئون تمامًا إنها طفلة جميلة تتمتع بصحة جيدة قدر الإمكان".

وعانت ماريكا طيلة طفولتها من الوحدة لعدم وجود زملاء للعب معها في المنطقة، حيث تم حظر الزوار دون سبب، وكانت تقول وقتها "أتمنى لو كان هناك طفل آخر أود أن أراه هنا أو حول منزلي أو القرية"، لكنها اضطرت للعيش خارج المنطقة في سن السابعة للالتحاق بالمدرسة.

وقالت ماريكا لصحيفة "صن داي برس"، "إنا مترددة في الحديث عن الماضي لكنني بصحة جيدة الآن وأعمل وأنفع نفسي".

وعلى الرغم من أن ماريكا تعيش الآن وتعمل خارج المنطقة المحظورة، إلا أنها تحصل أحيانًا على تصريح لزيارة والدتها، التي تبلغ الآن 66 عامًا، والتي لا تزال تعيش وتعمل هناك، في ظل استمرار مواجهة ضغوطًا من السلطات الأوكرانية لترك المنطقة.

في النهاية تقول الأم ليديا "يعتقد الناس هنا أن ماريكا هي رمز لنهضة تشيرنوبيل وهي إشارة من الله يفسرونها على أنها نعمة لدفع العيش وعودة الحياة إلى هذا المكان المظلوم الذي يعج بالحياة البرية البديعة، حيث الأيائل والغزلان والخنازير البرية والذئاب والطيور النادرة والزهور".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك