فلاتر التنقية.. كوب ماء نظيف محفوف بالمخاطر - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:32 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فلاتر التنقية.. كوب ماء نظيف محفوف بالمخاطر

 محمد علاء:
نشر في: الخميس 11 يوليه 2019 - 8:33 م | آخر تحديث: الخميس 11 يوليه 2019 - 8:33 م

*تحذيرات رسمية من تحولها إلى «مزرعة بكتيريا».. و«شركة مصرية»: الفلتر مسئول عن تنقية المياه من الشوائب والصدأ والكلور
*رئيس شركة القاهرة: مياه الصنبور آمنة تماما وجودتها خط أحمر.. ورئيس المعمل المرجعى: الفلاتر بلا فائدة.. والمرحلة الواحدة الأقل ضررا
*أستاذة هندسة بيئية تحذر من نفاذ مواد عضوية وجراثيم إلى الشبكات جراء تهالك أجزاء منها
*استشارى كلى: تراكم البكتيريا يسبب تسمما غذائيا والتهابات الجهاز التنفسى والبولى.. واستخدام مواسير آمنة والصيانة الدورية وتنظيف الخزانات يقلل من المخاطر
انتشرت فلاتر تنقية مياه الشرب في مصر خلال السنوات الأخيرة؛ حتى يكاد لا يخلو منها أي بيت، وحار المواطنون بين الأنواع والمراحل المختلفة ووظائفها المتنوعة وأي منهم سيوفر كوب ماء نظيف؛ حتى دق رئيس شركة مياه القاهرة المهندس مصطفى الشيمي، جرس إنذار من خطورة تحوُّل فلتر التنقية المنزلي إلى «مزرعة بكتيريا» تصبح معها المياه غير صالحة للشرب.
وأقسم الشيمى، في تصريحات تليفزيونية، أن أحفاده يشربون من مياه الصنبور مباشرة، معتبرا أن الحديث عن تلوثها يتردد لصالح فئات معينة.. ليبقى التساؤل هل مياه الصنابير آمنة تماما؟ وهل هناك حاجة لاستعمال مرشحات منزلية؟ وهل استخدام الفلاتر ــ وإن كان منضبطا ــ مضر بالصحة؟

«ماذا نشرب؟»

يعتمد المصريون على أربعة مصادر لمياه الشرب، أولها: نهر النيل، بنسبة تقترب من 90%، ثم الآبار الجوفية، وتحلية مياه البحر، وأخيرا الطلمبات الحبشية، والتي عادة ما يجرى دقها بواسطة الأهالي ولا تخضع لأية معالجات ولا تنقطع التحذيرات من خطورتها على صحة مستخدميها.
وتخضع مياه الشرب النيلية لأربع مراحل من التنقية، هي: التصفية والترويق والترشيح وأخيرا التعقيم، وصولا إلى مياه شرب مطابقة للمواصفات القياسية المصرية؛ لتبدأ بعدها رحلة عبر مواسير ضمن شبكة عملاقة تمتد بطول 165 ألف كم على مستوى الجمهورية.

ولا تخفي الإحصاءات الرسمية تهالك أجزاء من شبكة المياه، ما يتسبب فى تسرب 29.7% من كمية المياه النقية المنتجة في عام 2018، بحسب المركزي القومي للتعبئة العامة والإحصاء.

الإحصاء: ارتفاع إنتاج المياه النقية لـ10.8 مليار م3 في 2017- 2018

وحذرت أستاذة الهندسة البيئية، سمر سامح، في تصريحات تليفزيونية، من أن تهالك أجزاء من شبكات المياه يسمح في أوقات المناوبات أو انقطاع الخدمة بنفاذ بكتيريا ومواد عضوية، مضيفة محطات المياه تعمل في المقابل على زيادة نسبة الكلور في مرحلة التعقيم.

«تنقية الشوائب»

وعبر باب الأسئلة المتكررة على موقعها الإلكتروني، قالت واحدة من شركات تصنيع الفلاتر المصرية في رد على سؤال بشأن ترسب البكتيريا على الشمعات، إن محطات المياه «تضيف الكلور بكميات كبيرة بهدف قتل البكتيريا والجراثيم».
وأضافت أن الفلتر «مسئول عن تنقية المياه من الشوائب والصدأ والكلور والرائحة، وأن الشوائب التي تحجزها الشمعة القطنية لا تصل إلى المياه الخارجة من الجهاز»، مضيفة: «لذلك المياه تكون نقية 100% طالما يتم تغيير الشمعات في المواعيد المحددة».
وعن المواعيد المعتادة لتغيير الشمعات، أوضحت أن الشمعة الأولى يجب تغييرها بحد أقصى 3 شهور، والثانية والثالثة خلال 6 أشهر، مضيفة: «من الوارد تغيير الشمعات قبل موعدها نتيجة ارتفاع نسبة الشوائب والكلور، وهو ما يمكن معرفته من تغيير لون أول شمعة بشكل كبير أو من خلال ضعف منسوب المياه الخارجة من الفلتر أو تغيير طعم المياه».
وأجابت الشركة عن سؤال بشأن إزالة الفلتر ذي المراحل السبع للأملاح التي يحتاجها الجسم، قائلة إن الجهاز «يتخلص من النسبة الزائدة، والتي تضر بصحة الإنسان، كما أن الجسم لا يستفيد بالأملاح الموجودة في المياه لأنها ذائبة، والجسم يحتاج للأملاح في صورتها العضوية وهي الموجودة في الخضراوات».
وعن تغيُّر لون المياه بعد إجراء مندوب عن شركات أخرى، خلال إجراء «اختبار جودة»، قالت إن هذا الاختبار «غير حقيقى، وغير معتمد من أى جهة»، موضحة أن «الأقطاب المعدنية التي توضع في العينة تتفاعل مع الأملاح الموجودة في المياه؛ فيحدث (تأيُن) للقطب الحديدي بالفصل الكهربي ويفقد القطب برادة حديد مع التسخين تعطي هذه الألوان».

«خط أحمر»
وبدوره، المهندس مصطفى الشيمي، رئيس شركة مياه القاهرة، قال إن المياه النيلية تشتمل على محتويات عديدة مفيدة لجسم الإنسان، بنسب محددة تخضع لرقابة شديدة، مؤكدا أن مياه الصنابير آمنة تماما، وأن ما يتردد عنها هو لصالح فئات معينة، متسائلا: «هل هناك مواطن في القاهرة دخل المستشفى بشكوى من عدم جودة المياه؟».
وأوضح أن تغيُّر لون المياه نتيجة لوجود نسب زائدة من المعادن، قد يظهر في بعض المناطق خارج العاصمة التي تستخدم الآبار، والتي تحتوى على نسب أعلى من الحديد والمنجنيز عند تفاعلها مع الكلور يتغير لونها إلى الأصفر.

«الحدود الآمنة»

وقال الدكتور محمد بكر، رئيس المعمل المرجعي لمياه الشرب ــ المعمل المسئول عن مراقبة جودة المياه على مستوى الجمهورية ــ إن المياه داخل المواسير تكون تحت ضغط عالٍ للحفاظ على مستوى تعقيمها وأيضا للوصول إلى الأدوار العليا، وهو ما يجعل نفاذ أو اختلاط شىء بها غير وارد فيزيائيا.
وأكد بكر لـ«الشروق»، أن محطات المياه تضيف الكلور بنسب معينة في حدود المواصفات القياسية المصرية؛ بهدف وصول المياه نقية حتى آخر نقطة في الشبكة، موضحا أن ظهور المياه في بعض الأحيان بالأماكن القريبة من المحطات باللون الأبيض ناتج عن زيادة الضغوط في المواسير، وأن تركها لفترة قصيرة «تروق» وتظهر بشكلها الطبيعى.
وحذر بكر من أن الفلاتر متعددة المراحل تنزع الكلور المعقِّم للمياه، ومع إهمال الصيانة تتراكم البكتيريا على الشمعات لتحولها إلى «مزرعة بكتيريا»، مضيفا: «وبإمكان أي شخص أن يذهب بعينة من المياه ويحللها ليتأكد».
وتابع: «كما أن مياه الشرب الخارجة من محطات التنقية تحتوي على البكتيريا بنسب محددة مسموح بها وفقا للمواصفات القياسية المصرية المعتمدة من وزارة الصحة، وأن تخزين جزء من هذه المياه داخل خزانات الفلاتر مع الاستخدام المتكرر يفاقم من نسبة البكتيريا لتصبح مضرة بصحة الإنسان».
وعن فرص تفاعل مياه الشرب بصدأ المواسير الحديدية داخل العقارات، وخاصة القديمة، قال إنها تحتاج إلى فترات طويلة جدا حتى تكون صدأ أو ما يضر بالمواطنين، داعيا المواطنين إلى تبديلها بأخرى مصنوعة من مادة الـPVC.
ويرى رئيس المعمل المرجعي لمياه الشرب أن فلاتر التنقية «بلا فائدة»، خاصة وأن الأمر تحول إلى عملية تجارية، وتنافس في زيادة عدد المراحل، مضيفا أن أقل الأنواع ضررا هي أجهزة المرحلة الواحدة، والمكونة من مادة السيراميك، ذات المسام الضيقة التي تحجز مجموعة من الرواسب، إن وجدت.

«تسمم والتهابات»

من جانبه، أوضح استشاري أمراض الكلى بالمعهد القومي للكلى والمسالك البولية، محمد صلاح الدين زكي، أن البكتيريا موجودة في كل مكان حولنا، وعلى أجسادنا، وأن منها النافع والضار، وأن وجود مياه راكدة أو سطح رطب يعمل على نشاطها وازدهارها، مكونة «مزرعة بكتيريا».
وأشار لـ«الشروق»، إلى أن البكتيريا الضارة تتسبب بشكل عام في أمراض عديدة، منها: التسمم الغذائي، والدرن، والتهابات الجهاز التنفسى والبولي وغيرها من الأمراض المعدية، مشددا على أن الكلور مادة مطهرة، وأن إضافتها للمياه ما دام فى الحدود المسموح بها يقتل البكتيريا، ولا يضر بصحة الإنسان، وأن الجسم يستخلص الأملاح والعناصر التى يحتاجها من المأكولات والمشروبات، على حد سواء، وفي صورها المختلفة.
وقدم زكي مجموعة من النصائح للحصول على كوب ماء نظيف، منها: «استخدام أنواع آمنة من مواسير المياه، والاهتمام بتغيير شمعات الفلتر في التوقيتات المحددة، فضلا عن تنظيف وتطهير الخزانات المنزلية، التي يترتب على إهمالها تكوُّن بكتيريا وشوائب وطحالب أحيانا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك