ما قصة وجود حماس في قطر وخياراتها حال الإبعاد من الدوحة؟ - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 4:51 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ما قصة وجود حماس في قطر وخياراتها حال الإبعاد من الدوحة؟

عبدالله قدري
نشر في: الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 10:27 ص | آخر تحديث: الإثنين 11 نوفمبر 2024 - 10:27 ص

أفادت وكالة رويترز نقلًا عن مسئول كبير في الإدارة الأمريكية، بأن الولايات المتحدة أبلغت قطر بأن استمرار وجود حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الدوحة لم يعد مقبولاً.

وبحسب الوكالة، لعبت قطر، إلى جانب مصر والولايات المتحدة، دوراً محورياً في جولات المحادثات غير المثمرة حتى الآن للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب المستمرة منذ عام في غزة.

وقال المسئول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لرويترز: "بعد رفض حماس المتكرر لمقترحات الإفراج عن الرهائن، لم يعد من الممكن السماح لقادتها بالبقاء في عواصم أي شريك أمريكي، وقد أوضحنا ذلك لقطر عقب رفض حماس قبل أسابيع لمقترح جديد للإفراج عن الرهائن".

وأشار المسئول إلى أن قطر نقلت هذا الطلب لقادة حماس منذ حوالي 10 أيام، وكانت واشنطن على اتصال مع الدوحة بشأن تحديد موعد لإغلاق المكتب السياسي للحركة، مؤكدة أن الوقت قد حان الآن.

- قصة وجود حماس في قطر

بدأت العلاقة بين قطر وحماس بعد فوز حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006.

وما إن سيطرت حماس على قطاع غزة عام 2007 حتى بدأت هذه العلاقات تأخذ طابعاً رسمياً في إطار دور قطر في إعادة الإعمار ودفع الرواتب.

وبلغت العلاقات ذروتها عام 2012 بعد زيارة أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني لقطاع غزة عندما كان تحت حكم حماس، واستضافة الدوحة للمكتب السياسي لحماس في العام نفسه، وهو المؤتمر الذي جمع العديد من قيادات حماس، ومنهم رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية ورئيس حماس في الخارج خالد مشعل.

وافتتحت حماس مكتبا سياسيا في الدوحة في عام 2012، ويقول الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني، سفير قطر لدى الولايات المتحدة، إن حماس أنشأت مكتبها في الدوحة بعد "طلب من واشنطن لإقامة خطوط اتصال غير مباشرة مع حماس".

وقال مسئول في البيت الأبيض في عهد أوباما، إنه لم يكن هناك طلب من واشنطن، لكن الإدارة لم تعارض هذه الخطوة أيضا.

ومع تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وإبلاغ الولايات المتحدة قطر بإغلاق المكتب السياسي لحركة حماس، يدور الحديث عن مكاتب سياسية بديلة للحركة تتمثل في الأردن وتركيا وإيران والعراق.

وتقول بي بي سي، إن "الدعوة إلى طرد حماس من قطر هي محاولة من جانب إدارة بايدن المنتهية ولايتها لفرض اتفاق سلام من نوع ما قبل نهاية ولايته في يناير 2025".

-لماذا هذه الدول؟

من غير الواضح حتى الآن، أين ستقيم حماس مكتبها السياسي الجديد، قد تكون إيران حليفتها الرئيسية خيارًا، رغم اغتيال الزعيم السابق إسماعيل هنية في طهران يوليو الماضي، والذي يشير إلى أنها قد تكون معرضة للخطر من قبل إسرائيل إذا كانت مقرها هناك، بحسب بي بي سي، كما أن هذا لن يمنحها أي شيء قريب من نفس القنوات الدبلوماسية مع الغرب.

ويعود تاريخ وجود حماس وتمثيلها الرسمي في إيران إلى تسعينيات القرن الماضي، حيث كان زعيمها السابق عماد العلمي، لكن نقل حماس إلى طهران ليس خياراً مفضلاً لأسباب جغرافية وسياسية، فإيران ليست بعيدة جغرافياً فحسب، بل إن مصالحها ونفوذها قد يؤثران سلباً على سياسات حماس في المستقبل، على الرغم من العلاقات السياسية والعسكرية والمالية الوثيقة بين إيران وحماس، بحسب منصة " STRATEGIECS" الأردنية للفكر والدراسات.

وبحسب بي بي سي، تعتبر تركيا الخيار الأكثر ترجيحا، فباعتبارها عضوا في حلف شمال الأطلسي ولكنها أيضا دولة ذات أغلبية سنية، فإنها ستوفر للجماعة قاعدة للعمل في أمان نسبي.

وفي أبريل 2024، استضاف الرئيس أردوغان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس آنذاك إسماعيل هنية والوفد المرافق له في إسطنبول، حيث تحدثوا عن "ما ينبغي القيام به لضمان وصول المساعدات الإنسانية الكافية والمتواصلة إلى غزة، وعملية سلام عادلة ودائمة في المنطقة".

ومن المرجح أيضًا أن تحظى هذه الخطوة بترحيب أنقرة، التي سعت في كثير من الأحيان إلى وضع نفسها كوسيط بين الشرق والغرب، خاصة أنه يقيم في إسطنبول منذ أكثر من شهر شخصيات بارزة من حركة حماس مثل أسامة حمدان، وطاهر النونو، وآخرين ممن تظهر أسماؤهم بشكل متكرر في وسائل الإعلام.

أما العراق، فقد سمحت لحماس بافتتاح مقر لها في الصيف الماضي وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، سمح مسئولون حكوميون عراقيون بهدوء لحماس والحوثيين المدعومين من إيران بتأسيس وجود أكثر ديمومة في بغداد بعد سنوات من زيارة ممثليهما.

ووفقًا لنيويورك تايمز، افتتحت حماس مكتبها في بغداد في منطقة عروسات، بوجود ممثل للحركة اسمه محمد الحافي، وهي منطقة من الطبقة المتوسطة تضم مزيجاً من المنازل المكونة من طابقين والتي بُنيت في سبعينيات القرن العشرين والمباني الحديثة، وتمر عبر شوارع تضم مجموعة من مقاهي البيتزا ومتاجر الأثاث فضلاً عن المباني الجديدة، بعضها لا يزال قيد الإنشاء، وتخضع أجزاء من المنطقة لسيطرة كتائب حزب الله.

ويعتبر الأردن خيارًا متاحًا لحماس بحسب وصف موسى أبو مرزوق القيادي بالحركة، الذي قال في وقت سابق هذا العام، أن "أي انتقال محتمل، وهو غير حاصل حاليا، سيكون إلى الأردن".

بدأت العلاقة الرسمية بين حماس والأردن في أوائل التسعينيات، حيث سمح للأخيرة بتعيين ممثل لها في عمان، وسمح لقياداتها بالإقامة وممارسة أنشطتهم، هذا التقارب جاء في ظل توتر العلاقة الأردنية مع منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك.

شهدت العلاقة تغيرًا بعد توقيع معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية عام 1994، حيث طُلب من حماس تخفيف خطابها الإعلامي، كما طلب من رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق مغادرة الأردن عام 1995، لكنه عاد عام 1997 بعد اعتقاله في الولايات المتحدة.

لكن بعد وفاة الملك حسين عام 1999، أغلقت السلطات الأردنية مكاتب حماس في عمان، وأصدرت مذكرات اعتقال بحق عدد من قياداتها، انتهت بإبعاد 4 منهم إلى قطر بتهمة القيام بأنشطة غير قانونية، لتقتصر الاتصالات على قنوات أمنية محدودة، مع السماح بزيارات إنسانية لبعض القادة مثل خالد مشعل في 2009.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك