في ذكرى رحيل الإمام محمد عبده.. مرحلة المخاض الثقافي لظهور عالم التجديد - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 5:45 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ذكرى رحيل الإمام محمد عبده.. مرحلة المخاض الثقافي لظهور عالم التجديد

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الجمعة 12 يوليه 2019 - 6:19 م | آخر تحديث: الجمعة 12 يوليه 2019 - 6:19 م

11يوليو 1905 رحل عن عالمنا العالم الأزهري والمجدد الإسلامي محمد عبده، صاحب الخطوات الأولى للنهضة الفكرية التي بدأت في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وكون مع الإمام جمال الدين الأفغاني حركة تجديدية ذات دعوة إصلاحية.

الإمام محمد عبده من مواليد محافظة البحيرة عام 1849، التحق بالجامع الأزهر، واشترك في الثورة العرابية وتعرض للنفي خارج مصر، عاش في لبنان 3 سنوات ثم انتقل إلى فرنسا، وعاد لمصر ثم شغل منصب المفتي عام 1899، ورحل عام 1905.

سبق ظهور محمد عبده بعض الأحداث والظروف على أكثر من مستوى، سردها الكاتب عباس محمود العقاد في كتابه "عبقري الإصلاح والتجديد الإمام محمد عبده"، وترصد الشروق في ذكرى رحيله الـ114 ملامح الحياة المصرية في ذلك العهد من خلال ما كتبه العقاد.

بدأ العقاد الكتاب واصفاً المرحلة التي سبقت وجود الإمام محمد عبده، حيث قال:"إن أحلك ساعات الظلام هي ساعة الهزيع الأخير من الليل، قبل مطلع الفجر الصادق بلحظات.. ويصدق ذلك على أوقات الظلام في عصور التاريخ، فأن أظلم أوقاته هو الوقت الذي يسبق فجر اليقظة بقليل من السنوات.."، وقسم العقاد حديثه عن الفترة التي سبقت الإمام إلى العصر وسماته وحال القرية المصرية وطبيعة الأزهر الشريف.

العصر

وصف العقاد القر الثامن عشر في الشرق العربي أنه أحلك ساعات الليل طولاً من الجهالة والجمود، واشتد بهذا العصر تراكمات آثار الحروب الصليبية والصراع بين الرجل الأبيض على تقسيم المنطقة العربية وكأنها تركة بينهم، ولكن هذا الصراع عمل على فتح عيون الشرق على مواطن عجزه ونقصه، وحاجته للعلوم التي يجهلها.

وكانت من نتائج حروب الرجل الأبيض على بلاد الشرق بَعث الثقة بعد موتها والبحث والإقبال على العلوم التي جعلت الغرب بهذه القوة التي تحارب بها وتستعمر في بلاد الشرق.

ولكن الصراع في مصر كان مشتد بين من أدرك حقيقة أهمية العلوم للتطور والنهضة وبين أعداء الجديد بحذافيره، وبدأ هذا الصراع منذ رحيل الحملة الفرنسية، وتمخض هذا النزاع الفكري عن بعض الرجال المثقفين وكان من بين هؤلاء الإمام الريفي محمد عبده.

القرية

كانت القرية المصرية في هذا العهد تظهر وكأنها شئ مظلم وميت ليس فيه روح أو بصيص من الأمل، ولكن في حقيقتها كانت تضئ منها أنوار مختلفة، نور من السخط ورفض الظلم ونور من العزة وآخر من القوة المختبئة وراء السكون والهدوء، فهي تشبه الأرض الخصبة بعد تعرضها للجدب والقحط وعوارض الجفاف، ورغم ذالك تحتفظ بخصوبتها وقدرتها على الانتاج، وكان الأمراء يحتاجون للمآزرة وتكوين الأحزاب التي تنتمي لهم داخل القرى للسيطرة عليها وتحجيمها.

فنجد أن من داخل تلك القرى خرج لنا كبار العلماء مثل الإمام محمد عبده ورفاعة الطهطاوي وعلي مبارك وأحمد عرابي، وجميعهم أنجبتهم القرية وبعثت بهم إلى الأزهر الذي أخرجهم إلى ميدان الإصلاح والكفاح.

وكانت الأراضي مقسمة في هذه القرى على النحو التالي: 24 قيراط موزعة بين الأمراء والجند ومرافق الدواوين وأعمال القناطر والأحواض والجسور، وكانت من بين هذه القراريط حصة محجوزة لكبار أبناء الريف والمعروفون في سجلات الدولة بالعلماء أو مشايخ العرب.

الأزهر الشريف

كان الأزهر متأثراً بالعصر الذي ينتمي إليه، والصراع مستمر بين المحدثين ومطالبي التجديد وبين المتمسكين بالقديم ويرون أن كل جديد قد يكون بدعة وكل بدعة ضلالة، فعلوم مثل الرياضيات أو الفلك كانت تظهر على استحياء بينما كان التوحيد والمنطق هي العلوم الرئيسية فقط، وكان هناك خلط بين العلوم الكونية –العلوم الطبيعية في عصرنا الحالي- والتنجيم.

وكانت للأزهر مكانته الخاصة التي تكونت بحكم العرف والتقاليد والعقيدة والسمعة، وكان يعتبر ملاذ القوة الروحية في نفوس الحاكمين والمحكومين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك