حظرت سلطات الطيران المدني في كل من سنغافورة وأستراليا وكوريا الشمالية، تحليق الطراز «بوينج737 ماكس8» في مجالها الجوي،على ضوء وقوع 3 حوادث قاتلة لطائراته في أقل من خمسة أشهر، وعلقت الدول الثلاث التعامل مع ماكس 8 إلى إلى حين التحقق من إجراءات السلامة، بحسب وكالات.
وتأتي هذه الخطوة الاحترازية عقب تعليق كل من الصين وماليزيا وإثيوبيا وإندونسيا وجزر الكايمان، الإقلاع بطائراته إلى أجل غير مسمى، أيضًا، خشية تورط الطراز في حوادث التصادم المتتالية، خاصة في ظل الحديث عن تعديل شركة «بوينج» دليل الإقلاع به، من دون الرجوع إلى شركات الطيران المدني، وتدريب طياريها المتعاملون مع الطراز.
وتستعرض «الشروق»، في التقرير التالي أسباب تعليق الدول الإقلاع بالطراز «ماكس 8» الجيل الرابع لـ «بوينج737 »، وأسباب تراجع أداء السلامة للطيران التجاري، منذ العام 2018، بحسب التقارير العالمية، متناولة لماذا يعد «ماكس 8 »أحد أبرز الطرازات الأكثر جدلًا في الأونة الأخيرة ولماذا خلف نحو 349 قتيلُا، في السطور التالية:
* «بوينج ماكس الأمريكية».. عدة حوادث سابقة !
أصبح الطراز الأمريكي«بوينج 737 ماكس » موضع جدل وتساؤلات، بعدما خلف الطراز «ماكس 8» من الجيل الرابع لها، عدة حوادث سابقة، إثر أقل من عامين إثنين لانطلاق أول رحلة به في العام في العام 2017.
وخلف الطراز «بوينج مماكس 8»، 3 حوادث متتالية منذ أكتوبر الماضي، أي في أقل من 5 أشهر، كان اثنان منها على مستوى الطيران التجاري، فضلًا عن حادث أخر لطائرة عسكرية إثيوبية، الأمر الذي أدى إلى إعلان كل من الصين وإندونسيا وإثيوبيا تعليق الإقلاع به.
* 349 قتيلًا في أقل من 5 شهور!
بلغ إجمالي عدد ضحايا «بوينج ماكس 8»، نحو 349 قتيلًا، في 3 حوادث، قبل تحطم طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية الذي أسفر عن مقتل الركاب وطاقم الطائرة كافة، وعددهم 157 شخصًا، تحطمت طائرة من الطراز ذاته «بوينج ماكس 8»، تابعة لشركة ليون إير قبالة ساحل إندونيسيا فى أكتوبرالماضي، ما أودى بحياة من كانوا على متنها كافة وعددهم 189 شخصا.
وإلى جانب الحادثين التجاريين، تحطمت طائرة عسكرية إثيوبية في فبراير 2019 للطراز بوينج ماكس 8، وهو ما أعلنته القوة الأممية المؤقتة في أبيي «يونيسفا»، التابعة للأمم المتحدة، في بيانلها 10 فبراير 2019، إن "مروحية عسكرية إثيوبية، من الطراز بوينج ماكس 8، كانت تقل 23جندي إثيوبي، بين منطقة أبيي الحدودية بين السودان وجنوب السودان، أثناء تبديل الخدمة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من طاقمها وإصابة 3 آخريين.
* «بوينج» وإدارة الطيران الفيدرالية !
إدارة الطيران الفيدرالية، قالت إنها تلقت طلبًا من «بوينج» تطالب فيه بإجراء تغيرات على دليل الإقلاع بالطراز «737 Max 8»، خاصة في حالة الطواريء، بعد حادث نوفمبر الشهير، بحسب الواشنطن بوست.
وصرح المتحدث باسم رابطة الحلفاء الأمريكية دينيس تايجر، بأن «بوينج» أعلمت إدارة الطيران الفيدرالية بوجود نظام جديد للإقلاع بالطراز ماكس، بعدما أجرت تعديلات على خصائص المناورة، إبان الطواريء، جراء صعوبة التعامل مع محركها المطور، وأن الطياريين يحتاجون لنحو 16 ساعة تدريبية للتعامل مع التعديلات الجديدة.
* «بوينج» متورطة في الحوادث!
ربما لم تبلغ شركة «بوينج »، شركات الطيران المتعاملة معها بالتعديلات على دليلها أثناء وقوع طواريء، وربما لم تقم بتدريب طياري شركات الطيران المتعاملة مع الطراز لتزايد عددها واتساع رقعة وجودها عالميًا، فقد يكون راجعًا إلى تجنبها التكاليف، إذ يستوجب التعديل على دليل الإقلاع بالطراز حديث العهد إعادة تدريب طياري شركات الطيران المتعاملة مع الطراز كافة، لمدة لا تقل عن 16 ساعة، مات يفيد بشبهة تورط شركة بوينج في حوادث الطيران الخاصة بطرازها المثير للجدل، لتلاشي التكاليف، حسبما أورته مجلة «فلاينج»، وتحقيق للواشنطن بوست.
وتكمن المعضلة في محركها «سي أف أم أل إي آي بي 1»، التي تستخدمه بوينج في جيلها الرابع «ماكس8» حسب تقرير منظمة تي أو 70 العالمية للاستشارات الأمن والسلامة.
وأثبتت التحقيقات والتقارير السابقة وجود خلل في مؤشر السرعة الجوية لمحركها، تم الإبلاغ عنه مراراً عقب حوادث سابقة له، ولكن لم يتم إصلاحه أو التعامل معه بشكل صحيح، بحسب صحيفتي "الإندبندنت" والـ"واشنطن بوست".
* 200 طائرة حول العالم
يوجد نحو 200 طائرة من الطراز «بوينج ماكس» تتعامل بها شركات الطيران التجاري، حول العالم، وهي قيد الاستخدام في كل من أمريكا وكندا وإثيوبيا والصين.
وقالت نقابة الطيارين التابعة لشركة« أميريكان ايرلاينز» في بيان لها ، والتي تقلع بالطراز ماكس 8، في نوفمبر 2018، إن نظام الطوارئ التابع لها لم تدرج الطراز «بوينج» في دليل التشغيل القياسي يصعب التعامل معه في حال حدوث أي مشكلة، ما يسلتزم تدريب أدق للطيارين المتعاملين معه.
* خطوط توقف استخدامها.. وهبوط قياسي لأسهمها
بعدما أعلنت خطوط الطيران الصينية والإثيوبية، والإندونيسية تعليق اللإقلاع بالطراز بوينج ماكس 8، سجلت «بوينج» أعلى هبوط لها منذ نحو عامين في تعاملات اليوم، إذ هبط سهمها بنحو 10% في التعاملات المبكرة، بعد أن أوقف عدد من شركات الطيران استخدامها.
