بعد فوزه بجائزة الشيخ زايد.. مقهى ريش رحلة سردية فريدة فى تاريخ القاهرة - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:30 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد فوزه بجائزة الشيخ زايد.. مقهى ريش رحلة سردية فريدة فى تاريخ القاهرة

أسماء سعد
نشر في: الجمعة 13 مايو 2022 - 7:35 م | آخر تحديث: الجمعة 13 مايو 2022 - 7:35 م

تاريخ مقهى «ريش» منذ أن اختار مالكه الأول ميشيل بولتيس اليونانى المغامر محب الفن والثقافة هذا المسار، وصولا لعائلة عبدالملاك التى لا تزال تديره من خلال أحفاده كإرث ثقافى يتجاوز الخاص إلى العام، هذا ما يتناوله كتاب الشاعرة الإماراتية ميسون صقر، الفائز مؤخرا بجائزة الشيخ زايد للكتاب «فرع الآداب»، عن كتابها المعنون بـ«مقهى ريش، عين على مصر»، الصادر عن «دار نهضة مصر للنشر» عام 2021.
يمثل الكتاب مدخلا فريدًا لتناول تاريخ القاهرة ورحلتها مع من منظور اجتماعى ثقافى، واستهدف بناء سردية جديدة لهذا التاريخ تأسست على التفاصيل الصغيرة، وما يسميه المؤرخون «التاريخ من أسفل»، ويظهر فالمقهى فى الكتاب كحاضن اجتماعى ووثيقة انتماء تعتمد إلى جانب المرئى والمكتوب على الكثير من المرويات الشفاهية وتعمل على التحقق منها بمختلف آليات التحقيق والبحث التاريخى العميق.
كما تقدم الكاتبة المراسلات التى قدمها فاعلون فى تاريخ مصر، فضلا عن الطوابع البريدية، والإعلانات التى كشفت عن الدور الحيوى الذى لعبته المقاهى فى الحياة الفنية سواء فى المسرح أو عالم الموسيقى والغناء، كما وثق الكتاب لقصص الحب التى نمت فى فضاء ريش وأشهرها تجربة الشاعر أمل دنقل مع الناقدة عبلة الروينى وعبدالرحمن الأبنودى وزوجته الأولى المخرجة عطيات الأبنودى.
يتضمن الكتاب سردية فريدة لرحلة القاهرة مع التحديث المعمارى، طوال قرن كامل، ويظهر الأدوار التى لعبتها المقاهى فى تاريخ المدينة خلال العصر الحديث، يركز الكتاب على مقهى «ريش» كإحدى نقاط السحر فى وسط المدينة، منذ أن اختار مالكه الأول ميشيل بولتيس اليونانى المغامر محب الفن والثقافة، هذا المسار، وصولا لعائلة عبدالملاك التى لا تزال تديره وتحافظ عليه كإرث ثقافى يتجاوز الخاص إلى العام.
ويكشف الكتاب كذلك عن الدور الذى لعبه فى إنتاج الأفكار وبلورة صيغ فريدة للحوار اقترنت بمحطات التحول الرئيسية وبصورة جعلته أحد المعالم الثقافية الرئيسية فى عمارة المدينة التى تقاطعت مع الشأن العام.
ويعد هذا الكتاب من الركائز الأساسية لتوثيق الحياة الاجتماعية والسياسية فى مصر مستندا على وثائق مقهى ريش التى حصلت عليها الكاتبة من مالك المقهى مجدى عبدالملاك، ولا تعد كتابة كتاب «مقهى ريش.. عين على مصر»؛ حيث جاءت الفكرة للكاتبة عبر قراءتها لوثائق مقهى ريش، حيث بدأت العمل فى مشروع هذا الكتاب منذ 2011.
يقع الكتاب فى نحو ٦٥٠ صفحة، وخلال أربعة فصول، تصحبنا ميسون صقر فى رحلة للنعرف خلالها على القاهرة الخديوية، وتطرق إلى تفاصيل التاريخ المعمارى والثقافى والسياسى والاجتماعى لتلك الفترة، والمقاهى فى القاهرة، كما يتناول الكتاب تعريف تفصيلى بالقاهرة الخديوية، حيث جاء الفصل الأول سرد عن المعمار فى تلك الفترة، والثانى تناول الوثائق، والثالث تناول الأحداث السياسية والثقافية والاجتماعية التى مرت بها مصر.
الشاعرة ميسون صقر؛ ولدت فى الإمارات العربية المتحدة سنة 1958، تخرجت فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية قسم علوم السياسة عام 1982، أقامت فى القاهرة بين عامى 1964 و1989 ثم عادت لتقيم فيها منذ 1995، عملت من سنة 1989 وحتى 1995 فى المجمع الثقافى فى أبو ظبى رئيسا للقسم الثقافى ثم لقسم الفنون ثم لقسم الفنون والنشر.
قدمت تسع مجموعات شعرية هى «هكذا أسمى الأشياء» 1983 و«الريهقان» و«جريان فى مادة الجسد» و«البيت» فى عام 1992 و«الآخر فى عتمته» و«مكان آخر» و«السرد على هيئته» و«تشكيل الأذى» وأخيرا «رجل مجنون لا يحبنى»، كما أصدرت ديوانين باللهجة العامية المصرية هما «عامل نفسه ماشى» و«مخبية فى هدومها الدلع».
وأقامت ميسون صقر تسعة معارض تشكيلية فى القاهرة والإمارات العربية المتحدة والأردن والبحرين، كما شاركت فى معرض الفنانات العربيات فى الولايات المتحدة الأمريكية، وفى عام 1990 ــ 1991 أقامت أول معرض تشكيلى لها فى الإمارات ثم نقل فى نفس العام إلى القاهرة باسم «خربشات على جدار التعاويذ والذكريات لامرأة خليجية مشدوهة بالحرف واللون» ممازجة بين الشعر والتشكيل وأصدرت بصدده كتيبا للمعرض يحوى بعض النصوص، وعام 1992 أقامت معرضها الثانى فى القاهرة ثم تم نقله إلى الإمارات باسم «الوقوف على خرائب الرومانسية» وأصدرت معه كتيبا يحوى بعض النصوص.
أقامت معرضها الثالث «السرد على هيئته» عام 1993، وبعده جاء معرضها الرابع «الآخر فى عتمته» عام 1998، متنقلا ما بين قاعة الهناجر بالقاهرة وقاعة الطاهر الحداد بتونس وملتقى المبدعات العربيات بتونس والمركز الثقافى بالبحرين، ولا تزال تواصل تجربتها التشكيلية الموازية للشعر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك