بحلول الصيف المقبل، ستتراجع البحرية الأمريكية، عن استخدام تكنولوجيا شاشات اللمس الحديثة في أدوات القيادة والتحكم في السرعة المثبتة حاليًا في مدمراتها، بأدوات تحكم ميكانيكية.
ووفقًا لموقع "theverge"، فإن هذه الخطوة تأتي بعد أن أصدر المجلس الوطني لسلامة النقل "NTSB"، تقريرًا عن حادث تصادم مميت وقع في عام 2017، حيث أشار التقرير إلى أن تصميم أدوات التحكم السفينة كانت ضمن العوامل التي أدت إلى الحادث.
وكانت السفينة الحربية الأمريكية "يو إس إس جون ماكين"، اصطدمت مع ناقلة النفط الليبيرية "Alnic MC"، في 21 أغسطس 2017، قبالة سواحل سنغافورة.
يقدم التقرير لمحة مفصلة عن الإجراءات التي أدت إلى الاصطدام، فعندما حاول أفراد الطاقم تقسيم مهمة التحكم في التوجيه والتحكم في السرعة بين لوحات المفاتيح، فقدوا السيطرة على السفينة ووضعوها في طريق الناقلة، مما أدى إلى الحادث الذي أسفر عن مقتل 10 بحارة وإصابة 48 آخرين.
ويشير التقرير إلى أنه بينما لعب نقص التدريب وإرهاق الطاقم دورًا في الحادث، فإن تصميم وحدة التحكم في السفينة كان من العوامل المساهمة أيضًا، حيث تتميز وحدة التحكم في السفينة "SCC" بزوج من شاشات اللمس، يمكن للطاقم توجيه السفينة منها ودفعها.
ووجد المحققون أن الطاقم شغل الوضع اليدوي "backup manual mode"، مما أدى إلى إزالة مساعدة الكمبيوتر، ويعني هذا الإعداد أن أي فرد من أفراد الطاقم في محطة أخرى يمكن أن يتولى عمليات التوجيه، وعندما حاول الطاقم استعادة السيطرة على السفينة من محطات متعددة، حدث خلل في التحكم.
ولفت تقرير مجلس سلامة النقل إلى أن قرار تحويل القيادة أثناء الوجود في المضيق ساعد في الوصول إلى الحادث، وأن إجراءات نقل عناصر التحكم من محطة إلى أخرى كانت معقدة، مما ساهم بشكل أكبر في الارتباك.
في أعقاب الحادث، أجرت البحرية الأمريكية مسحًا على مستوى الأسطول، ووفقًا للأدميرال بيل جالينيس، المدير التنفيذي لبرنامج السفن، أشار المسح إلى أن الموظفون يفضلون أدوات التحكم الميكانيكية.
ونقل "theverge" قول الأدميرال جالينيس لـ"USNI News"، إن هناك خطط جارية حالياً لإغلاق الأنظمة، ونحن بالفعل في عملية التعاقد، وسيتم تشغيلها كحزمة سهلة التركيب نسبيًا.
وفقًا لقيادة أنظمة البحار البحرية، ستحصل جميع مدمرات فئة "Arleigh Burke" المزودة بنظام الجسر والملاحة المتكامل على أدوات تحكم مادية، بدءًا من صيف 2020.
ولم تكن الشاشات التي تعمل باللمس هي المشكلة الوحيدة في التصادم؛ إذ يشير التقرير إلى أن العديد من أفراد الطاقم في ذلك الوقت لم يكونوا على دراية بالأنظمة التي كانوا يشرفون عليها، وكانوا عديمي الخبرة في أدوارهم، وأن الكثير منهم تعرضوا للإرهاق، نتيجة النوم بمتوسط 4 ساعات.