- الصحف الغربية تواصل تحريض روما ضد القاهرة بسبب «ريجينى»
تحت عنوان «على إيطاليا التحرك الآن»، قالت صحيفة «لا كوريرى ديلا سيرا» الإيطالية، أمس، إن الرئيس السيسى قال فى كلمته أول أمس، إن «أهل الشر هم الذين قتلوا الشاب الإيطالى ريجينى» وهو ما يعنى أن مصر قد برأت أجهزتها الأمنية من الجريمة وأن «أعداء الوطن»، أو ما يطلق عليهم تحديدا «أهل الشر» هم الذين قتلوه.
الصحيفة الإيطالية ذكرت أن إيطاليا لم تعلن هى الأخرى موقفها الرسمى بعد، فى حين أن روما أمهلت القاهرة أسبوعين بدءا من استدعاء السفير الإيطالى لدى القاهرة، ماوريتسيو ماسارى، وفى حال لم تقدم مصر خلالهما «إجابات مقنعة وحقيقية»، قد تواجه بعض العقوبات التى تتعلق بقطاع السياحة وبعض الاتفاقيات الثقافية.
من جانبها، قالت صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية، إن وزير الخارجية الإيطالى، باولو جينتيلونى التقى، الثلاثاء الماضى، السفير ماسارى، مضيفة أن اللقاء تطرق فقط إلى الإجراءات «الأولية» و«الملائمة» الواجب اتخاذها تجاه مصر.
بدورها، قالت صحيفة «الشمس 24 ساعة»، أقدم صحف إيطاليا، إن «الرئيس السيسى اهتم بالحديث عن مقتل ريجينى، واتهم المصريين أنفسهم خاصة وسائل الإعلام بتضخيم الأزمة»، وألمحت الصحيفة إلى «المرونة» التى أبداها وزير الخارجية سامح شكرى، بحديثه عن إمكانية حصول النيابة العامة فى روما على سجل المكالمات الذى طلبته، وتابعت الصحيفة: «يبدو أن هناك شيئا يتغير».
فيما نقلت وكالة «أنسا» الإيطالية، عن أندريا كوتزيلينو، ممثل الحزب الديمقراطى فى البرلمان الأوروبى عقب زيارة أجراها وفد من مجلس النواب المصرى لمقر البرلمان فى ستراسبورج، قوله إن «البرلمان المصرى وعدنا بالمساندة من أجل التوصل لحقيقة مقتل ريجينى»، مضيفا: «أقدر روح البرلمان المصرى وما فعله من أجل مناقشتنا فى الأمر، وهذا هو دورنا المنوطين به نحن النواب لأن الشعوب هى من اختارتنا لتمثيلهم».
من جانبه، قال مدير معهد الدراسات المتقدمة فى الجغرافيا السياسية بروما، دانييلى سكاليا، إن «إيطاليا قد تغفر لمصر ما حدث لريجينى وذلك فى حال تعاونت القاهرة مع روما فى التحقيقات الجارية بهدف معرفة القتلة الحقيقيين».
وأضاف سكاليا، فى تصريحات لـ«الشروق»: «روما قد تغفر للقاهرة لأنها تدرك أن محاربة التطرف واستقرار مصر ملفان مهمان للغاية»، مشيرا إلى أن«إيطاليا لا ترغب فى فرض عقوبات على مصر لأنها تعلم أنها ستكون المتضرر الأول، وفى حال اتخذت إجراءات ضد مصر لن يكون الحلفاء الأوروبيون متحمسين لهذه الخطوة».
وتابع الخبير الإيطالى: «لا أتوقع أن تساند كل من فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا إيطاليا فى هذا الشأن، المساندة لن تكون سوى رمزية».
من جهته، قال باولو برانكا، أستاذ اللغة العربية فى الجامعة الكاثوليكية بميلانو، إن «خطوة سحب السفير هى علامة جادة على تأزم العلاقات بين البلدين ولكنها لحظية ومؤقتة، فمصر وإيطاليا غير مستعدتين للتضحية بعلاقات تاريخية».
وأضاف برانكا فى تصريحات لـ«الشروق»، أمس، «لا أتوقع أن تفرض إيطاليا عقوبات على القاهرة»، مضيفا «التبادل الثقافى بين البلدين كبير فهناك آلاف الشباب الذين ينتمون للجيل الثانى تحديدا يتحدثون العربية والإيطالية ولا يزالون ينتظرون مزيدا من التبادل الثقافى».
من جانبه، اعتبر رافاييل ماركيتى، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لويس فى روما، تصريحات الرئيس السيسى، عن مقتل ريجينى «إشارة سيئة».
ونقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية عن ماركيتى قوله، إن «تصريحات السيسى تجعل الأمر أكثر صعوبة» بالنسبة للتعامل مع ملف ريجينى.
بدوره، قال إتش إيه هيلر، الباحث فى المعهد الملكى للخدمات المتحدة فى لندن، إن «السلطات المصرية تعتقد أنها إذا تحدثت كثيرا عن الشفافية، فإن الأمر سيصبح واقعا، لكن روما والرأى العام الإيطالى لا يران أى شفافية».
وأضاف هيلر: «السيسى يعلم أنه سيكون هناك الكثير من الضغوط، لكنه يبدو غير قادر على إدراك كيف أصبح موقف القاهرة سيئ فى إيطاليا» وتابع: «يبدو أن القاهرة تعتقد أن بإمكانها التشبث بما تفعله حتى الآن، وفى النهاية المشكلة سوف تزول».
وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى حمل مستخدمى وسائل الإعلام الاجتماعى والصحافة المسئولية عن اتهام الإيطاليين لأجهزة الأمن المصرية بقتل ريجينى، وذلك فى خطاب دفاعى طويل يوحى بأنه تأثر بالانتقادات المحلية والدولية.
ولم تعلق وزارة الخارجية الإيطالية على الخطاب، حسب الصحيفة، غير أنها نقلت عن مسئول إيطالى «لم تسمه» قوله إن «السيسى كان يركز على وسائل الإعلام فى مصر وليس فى إيطاليا»، مضيفا «إنه (الخطاب) ليس خطوة إلى الأمام ولا إلى الوراء بالنسبة لنا». وتابع «هذا (الخطاب) يظهر أن هناك مشكلة داخلية له، وداخل أروقة السلطة».