أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الأيرلندية "RTE" وشركة أفروتروس الهولندية إنهما لن تشاركا في مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" لعام 2026، إذا سُمح لإسرائيل بالمنافسة، في ظل ما ترتكبه الدولة المُحتلة في غزة .
وهذه الهيئات الإذاعية هي أحدث أعضاء اتحاد البث الأوروبي، المُنظّم لمسابقة "يوروفيجن"، الذين اشترطوا مشاركتهم بناء على حضور إسرائيل، وكانت هيئة الإذاعة والتلفزيون السلوفينية "RTVSLO" قد أعلنت سابقًا أنها ستقاطع الحدث السنوي "بسبب الإبادة الجماعية في غزة"، في حال مشاركة إسرائيل.
وقال المدير العام لشبكة RTE، كيفن باكهورست، يوم الجمعة: "ترى RTE أن مشاركة أيرلندا ستكون غير مقبولة في حال وجود إسرائيل بالنظر إلى الخسائر الفادحة والمستمرة في الأرواح في غزة"، وأضاف: "كما تشعر RTE بقلق بالغ إزاء عمليات القتل المتعمد للصحفيين في غزة، ومنع الصحفيين الدوليين من الوصول إلى القطاع".
وفي بيان نشرته على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الجمعة، قالت شركة أفروتروس، إنها "لم تعد قادرة على تبرير مشاركة إسرائيل في الوضع الحالي، بالنظر إلى المعاناة الإنسانية الشديدة والمستمرة في غزة".
وأضافت هيئة الإذاعة الهولندية: "هناك أدلة مؤكدة على تدخل الحكومة الإسرائيلية خلال النسخة الأخيرة من مسابقة الأغنية الأوروبية، حيث استُخدم الحدث كأداة سياسية". وأضافت: "لذلك، قررت هيئة الإذاعة أن مشاركة أفروتروس في مسابقة الأغنية الأوروبية 2026 لن تكون ممكنة طالما أن إسرائيل مُعترف بها من قِبَل اتحاد الإذاعات الأوروبية".
وتعد مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" والتي تشارك فيها بلدان أعضاء في اتحاد الإذاعات الأوروبية، واحدة من أكبر الأحداث التليفزيونية في العالم حيث يشاهدها أكثر من 200 مليون مشاهد.
ومن المقرر أن تقام المسابقة في عام 2026 في فيينا، بعد فوز شركة JJ النمساوية بمسابقة هذا العام.
يذكر أن أيرلندا وسلوفينيا ليستا الدولتين الوحيدتين اللتين تمارسان ضغوطًا على اتحاد الإذاعات الأوروبية "EBU" المنظم للحدث، فقد صرّح وزير الثقافة الإسباني إرنست أورتاسون في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن مشاركة بلاده ستتوقف أيضًا على استبعاد إسرائيل من المسابقة.
وقال أورتاسون: "لا أعتقد أننا نستطيع تطبيع مشاركة إسرائيل في المحافل الدولية وكأن شيئا لم يحدث".
وتأتي تعليقاته في أعقاب تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي دعا إسرائيل إلى الانسحاب من مسابقة الأغنية الأوروبية في مايو، حيث قال في مؤتمر صحفي: "لم يكن أحدٌ منزعجًا عندما بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا قبل 3 سنوات، واضطرت روسيا إلى الانسحاب من المسابقات الدولية ولم تتمكن من المشاركة في مسابقة يوروفيجن لذا، لا ينبغي لإسرائيل أن تفعل ذلك أيضًا، لأن ما لا يمكننا السماح به هو ازدواجية المعايير في الثقافة".
على الجانب الآخر أعربت هيئات البث في النمسا وألمانيا وسويسرا علناً عن دعمها لإسرائيل، في حين ورد أن هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" طلبت تجنب التصويت وشجعت على استمرار الحوار في اجتماع اتحاد الإذاعات الأوروبية الأخير.
وأكد اتحاد الإذاعات الأوروبية باستمرار أنه لن يحظر إسرائيل، مشيرا إلى أن مسابقة يوروفيجن هي منافسة بين هيئات البث العامة، وليس الحكومات، موضحا أن قناة كان الإسرائيلية لم تنتهك أي قواعد.