عروس البحر وأسرار أعماق المتوسط.. متحف المحنطات البحرية بقلعة قايتباي يوثّق قرنا من الحياة البحرية - بوابة الشروق
الجمعة 17 أكتوبر 2025 12:32 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

عروس البحر وأسرار أعماق المتوسط.. متحف المحنطات البحرية بقلعة قايتباي يوثّق قرنا من الحياة البحرية

محمد صابر
نشر في: الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 - 11:20 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 - 11:20 ص

في قلب مدينة الإسكندرية، وعلى ضفاف البحر المتوسط بمنطقة الجمرك، يقف متحف المحنطات البحرية داخل أسوار قلعة قايتباي شامخًا، حارسًا لذاكرة البحر، وموثقًا لأكثر من 100 عام من الحياة البحرية المصرية.

أُنشئ المتحف عام 1918 كأول متحف متخصص في عرض الكائنات البحرية المحنطة، ليمنح الزائرين نافذة على أعماق البحر دون الحاجة إلى الغوص فيه.

يتبع المتحف المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، ويضم مجموعة نادرة ومتنوعة من الأسماك، الكائنات المائية، الشعاب المرجانية، الأصداف، والثدييات البحرية، وقد شهد المتحف على مدار العقود الماضية عمليات تطوير متلاحقة، شملت تحديث أساليب التحنيط، وتنظيم قاعات العرض لتُحاكي البيئات الطبيعية للكائنات.

وأوضح الدكتور حمدي عمر، المشرف على معرض الأحياء المائية ومتحف المحنطات البحرية بالمعهد، أن المتحف يضم عينات نادرة تُحاكي البيئة الطبيعية للكائنات باستخدام تقنيات الـديوراما، وهي مجسمات ثلاثية الأبعاد تُمثّل مواطن الكائنات بدقة، مثل الشعاب المرجانية والأعشاب البحرية.

وأشار عمر إلى أن عملية التحنيط لا تقتصر على الحفاظ على الشكل الخارجي، بل تشمل أيضًا إعادة بناء جسم الكائن من الداخل، باستخدام خامات مثل الإسفنج أو قش الأرز، بعد تفريغ الأحشاء ومعالجة الجلد بمواد كيميائية تمنع التحلل، ثم يُعرض في هيئته الطبيعية بعد التجفيف الكامل.

وأكد عمر أن من أبرز المعروضات بالمتحف:

- هيكل حوت ضخم يزن 7 أطنان تم العثور عليه على شاطئ رشيد عام 1936، ويُعد من أقدم القطع بالمتحف.

- هيكل عظمي وثلاثة أجسام محنطة لعروس البحر، وهي من الثدييات البحرية التي تعيش جنوب البحر الأحمر وتتغذى على الأعشاب، لا تُشبه الصورة الأسطورية المتداولة عنها في القصص.

- قسم الحفريات، الذي يوثّق تطور الكائنات البحرية عبر العصور الجيولوجية القديمة.

- قسم الطيور المهاجرة، الذي يضم نماذج محنطة لأنواع نادرة تمرّ بمصر خلال رحلات الهجرة الموسمية.

- بانوراما قاع البحر، تجسّد بيئة البحر الأحمر والمتوسط بمخلوقاته الدقيقة.

- مجموعة الأعشاب البحرية المحفوظة داخل أوانٍ زجاجية بمحاليل طبية.

- أسماك محنطة داخل سوائل خاصة للحفظ طويل الأمد.

- أدوات ومعدات بحرية أثرية مثل الميكروسكوبات القديمة، والبوصلة، وأجهزة قياس شدة الرياح والتي تُوثّق تاريخ البحث العلمي البحري في مصر.

وشدد عمر على أن تطوير المتحف يتم ضمن خطة المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد للحفاظ على التراث الطبيعي والبيئي المصري، موضحًا أن المتحف يجمع بين العلم والتاريخ والفن، ويجسد عشق المصريين للبحر، وامتداد تقاليد التحنيط التي ورثوها عن أجدادهم الفراعنة في قالب عصري يُخاطب الزائر المحلي والدولي.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك