«صون التراث المصري ومخاطر الأمن السيبراني» في مائدة مستديرة بالمجلس الأعلى للثقافة - بوابة الشروق
الأربعاء 16 يوليه 2025 4:20 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟

«صون التراث المصري ومخاطر الأمن السيبراني» في مائدة مستديرة بالمجلس الأعلى للثقافة


نشر في: الثلاثاء 15 يوليه 2025 - 12:45 م | آخر تحديث: الثلاثاء 15 يوليه 2025 - 12:45 م

استضاف المجلس الأعلى للثقافة، أمس، مائدة مستديرة ضمن مبادرة "ميراثك تراثك" التي أطلقتها وزارة الثقافة.

أدار المائدة وشارك فيها المهندس زياد عبد التواب، خبير التحول الرقمي ومساعد أمين عام مجلس الوزراء للتحول الرقمي وعضو المجلس الأعلى للثقافة.

وأكد عبد التواب، أن رقمنة التراث موضوع يتجدد، ويتم تناوله من منظور مختلف، مع الحرص على وضع توصيات، ذاكرا أن مصر من الدول المتقدمة في هذا المجال؛ نظرًا لطبيعتها المتميزة وتراثها الذي علّم العالم.

وقال: "إننا بحاجة ماسة إلى حفظ هذا التراث، ويمكن استعادته بالفعل من خلال الاستعانة بالتكنولوجيا".

- قيمة التراث وأهمية صونه في ظل التحديات الحديثة

أشار الدكتور أحمد الشربيني أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب بجامعة القاهرة، إلى قيمة التراث وأهميته، وامتلاك مصر لكمٍّ كبير منه.

وعرّف التراث بأنه: "ما تركه السلف وسَلِمَ من عوادي الزمن، سواء كان ماديًا أو لا مادي"، مؤكدا أهمية التراث في ترسيخ الهوية المصرية والحفاظ عليها في عصر تُستهدف فيه الهويات، وفي ظل عمليات السطو المنظمة على تراث بعض الدول، ومنها مصر.

وأوضح أن جزءًا من التراث المصري محفوظ في المتاحف الإنجليزية، مما يدل على أن عمليات السطو قديمة، قبل حتى بدء طفرة الرقمنة.

شدد الدكتور الشربيني على أننا ما زلنا في حاجة إلى استيعاب ما نملك من تراث، والبحث عن آليات جادة ومنظمة وعلمية في ظل التطور التكنولوجي. وصرح بأن مصر تمتلك ثاني أكبر أرشيف تراثي في الشرق الأوسط بعد تركيا، وهذا التراث يحتاج إلى حماية وصون، وأن الرقمنة أصبحت مسألة حتمية لصون التراث، فليس أمامنا خيار آخر، فهي ستساعدنا على الوقوف على حجم هذا التراث وحمايته.

- التراث الشفهي وتحديات الرقمنة

قالت الدكتورة نهلة إمام أستاذ المعتقدات والمعارف الشعبية المتفرغ بالمعهد العالي للفنون الشعبية، ومستشار وزير الثقافة لشئون التراث الشعبي، إن مصر لديها أقدم تجربة توثيق على الحجر، وأن الرقمنة مهمة، لكن النقل الشفهي ما زال وسيلة مهمة وفعالة.

وأوضحت أن النكتة المصرية لم تختفِ، وما اختفى هو فقط الوسيط، وأن صون التراث أشمل من الحماية.

وأكدت أن كل شيء تغير في عصر الرقمنة، مضيفة أن التراث هو "تلك الخلفية التي تراها حين تنظر إلى نفسك في المرآة".

وأضافت أن فكرة رقمنة التراث أمر مهم، ولا يمكن إنكار التطور الذي يطرأ على التراث، لكنه أبدًا لن يضيع.

وذكرت أن مصر لديها الآن 10 عناصر موثقة في اتفاقية صون التراث العالمية، موضحة كيف يمكن الاستعانة بالتكنولوجيا لجمع معلومات حول التراث، مؤكدة أن التكنولوجيا ليست "الوحش الذي سيأكل التراث"، بل يمكن توظيفها والاستفادة منها.

- الرقمنة ليست الحل الوحيد: آفاق وتحديات

قال الدكتور عاطف عبيد استشاري تنظيم المعرفة والتحول الرقمي، إن الرقمنة من وجهة نظره هي ميكنة أعمال التراث والوسيط فيها، ويرى أنها ليست الحل الأمثل للحفظ.

وأكد ضرورة الانتباه إلى أن ضياع التراث الإلكتروني هو الأزمة الحقيقية، وليس ضياع التراث القديم.

وأضاف أننا مقبلون على "فخ جديد آخر"، فنحن لا نستطيع توثيق حوادث حالية، وجزء من صون التراث ينبغي أن يكون توثيق الحالي، وإن كانت الرقمنة ليست الحل السحري، فقد "تُفضي إلى لا شيء إذا أُسيء استخدامها".

شارك الدكتور أحمد سعيد، مستشار الملكية الفكرية وممثل مشروع تراث مصر الرقمي، موضحًا أن إنشاء منصة لتوثيق التراث الثقافي المصري يهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، واستعادة الدور الرائد لمصر، وإثراء المحتوى العربي الرقمي في ظل قلة المواقع التي تستخدم اللغة العربية.

وأشار إلى أن بوابة تراث مصر الرقمي اهتمت بإتاحة اللغة العربية، مع وجود مركز رسمي موثق للتراث، "فكلنا نخشى السطو على التراث أو التعرض له بالتحريف". هذه البوابة تهتم بنشر وإتاحة محتوى من مختلف الأماكن، وتعمل على رقمنة نحو 200 تيرابايت من المحتوى (12 مليون صفحة مرقمنة).

وأكد أن الرقمنة لا تقف عند تحويل الورق المطبوع إلى PDF، مشيرًا إلى دور الذكاء الاصطناعي في هذا الأمر، من خلال عمل قراءة أو تعرف ضوئي للكلمات الموجودة في الصور الرقمية، والربط بين الكلمات من خلال الصور.

وصرح بأن مصر على وشك الإطلاق التجريبي الأول لهذه المنصة، ومن المخطط أن يصدر لها أكثر من إصدار محدث خلال فترة وجيزة، لكن التحدي يخص الملكية الفكرية وتحقيق الموازنة بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع.

- تحول جذري في منظومة صون التراث

قال الدكتور محمد خليف، استشاري الابتكار والتحول الرقمي، إننا بحاجة إلى الخروج من العقلية القديمة التي تسند كل شيء إلى وزارة الاتصالات، ففكرة مركزية حماية التراث ورقمنته ستكون فكرة فاشلة وضد الإتاحة.

وأوضح أن مهمة الحكومة هي جمع المنظومة المتكاملة، وجزء من مهمتها عملية الرقمنة، ولكن ليس هذا هو الأساس، مشيرا إلى حلمه بأن يكون لدى الشباب والأطفال الذين يدرسون بنظم التعليم الجديدة أحد مشاريعهم عن الأكلات المصرية أو الأمثال الشعبية أو ما شابه ذلك، متسائلًا: "هل ستكون الرقمنة هكذا ديناميكية؟".

أكد أنه لو ظللنا في فكرة أن رقمنة التراث تخص الحكومة، فإن هذا لن يحدث أبدًا، لأننا بحاجة إلى امتلاك تكنولوجيا جديدة لترميم ما فسد في التراث، ولا بد من تغيير جذري للمنظومة. كما ينبغي إطلاق حرية التفكير في كل شيء وهدم "التابوهات".

وأوضح أن البنية التحتية بحاجة إلى إعادة استثمار فيها، وقد نحتاج لدمج القطاع الخاص بدرجة من الحوكمة بحيث لا يتأثر الاستثمار الحكومي، إضافةً إلى طرح شركات وأسهم في البورصة، "فنحن بحاجة إلى فكر جديد.. قانونيًا واستثماريًا".

- الأمن السيبراني: حتمية الرقمنة ومخاطر الفضاء السيبراني

جاءت مشاركة الدكتور محمد الحماحمي، كبير خبراء الأمن السيبراني بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، حول الأمن السيبراني وكيف تستدعي الرقمنة وجود التأمين.

واستهل حديثه بالتأكيد على أن كثيرًا من الناس لديهم "وهم المعرفة"، وأن الذكاء الاصطناعي يقوم على فكرة توليد المحتوى، وأن الأمن السيبراني يقوم على حماية نظام بأكمله.

وأوضح أن الرقمنة ليست مجرد تحويل من وسيط لوسيط، بل معالجة وتحسين، وفي ظل الاستعانة بآليات الذكاء الاصطناعي يحدث تحسين أقوى في وقت أقل وبجودة أعلى.

كما تحدث عن عدد من مخاطر الأمن السيبراني، ومن بينها أن الفضاء السيبراني قد يتعرض لسرقة المعلومات، فأثناء انتقال المعلومة من مكان لآخر يمكن لأكثر من جهة الاطلاع عليها، إضافةً إلى عدم الإتاحة (وقوع الخادم)، وكذلك العبث والتزييف للمعلومات.

ونوه بأن التكنولوجيا "قطار سريع جدًا لا يمكن إيقافه"، والرقمنة بمفهومها الضيق تعتمد على تحويل البيانات إلى وسيط رقمي، وهذا الوسيط في حد ذاته يمثل خطورة، متسائلًا: "هل تم النقل والتحويل بنسبة 100%؟ وما هي وسائل ذلك التحويل، وهل نجحت في النقل الأمثل؟" مؤكدًا أن البيانات تمر بمراحل كثيرة وتصبح متاحة لجهات كثيرة، وهذا من أهم وأعنف المخاطر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك