مروان البرغوثي.. الأسير الذي جعل من زوجته فدوى حارسة الحلم وسفيرة قضية الأسرى - بوابة الشروق
الإثنين 18 أغسطس 2025 1:10 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

مروان البرغوثي.. الأسير الذي جعل من زوجته فدوى حارسة الحلم وسفيرة قضية الأسرى

محمد حسين
نشر في: الجمعة 15 أغسطس 2025 - 6:38 م | آخر تحديث: الجمعة 15 أغسطس 2025 - 6:40 م

أجرى وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، زيارة مثيرة للجدل إلى زنزانة الأسير الفلسطيني البارز مروان البرغوثي، الذي بدا هزيلاً بعد سنوات من الحبس الانفرادي.

وهدد بن غفير موجهًا حديثه للبرغوثي: "لن تنتصر. من يعبثون بأمة إسرائيل سنقضي عليهم. عليك أن تعرف هذا".

وظهر البرغوثي وهو يحاول مقاطعته، لكن المقطع الذي نشرته وسائل الإعلام العبرية انتهى قبل أن يتمكن من ذلك.

قمة الإرهاب النفسي والمعنوي والجسدي من "الإرهابي الفاشي"

أدان حسين الشيخ، نائب الرئيس الفلسطيني، الزيارة، واعتبرها "قمة الإرهاب النفسي والمعنوي والجسدي الذي مارسته سلطات الاحتلال ضد الأسرى، وانتهاكًا للمواثيق والأعراف الدولية".

وأصدرت حركة "حماس" بيانًا وصفت فيه بن غفير بـ"الإرهابي والفاشي"، وأكدت أن اقتحامه لزنزانة البرغوثي وتهديده "لم ينل من عزيمته وصلابته، بل زاده إصرارًا على مواصلة نضاله المشروع، وعزز وحدة الحركة الأسيرة في مواجهة القمع والتنكيل".

فدوى لمروان: ستظل حرا بروحك وعزيمتك رغم قيود يديك

وقالت فدوى البرغوثي، زوجة مروان، عقب نشر الفيديو، إنها لم تتعرف على زوجها في المقطع المصور.

وأضافت في بيان: "ربما جزء مني لا يريد أن يقر بكل ما يعبر عنه وجهك وجسدك، وبما عانيته أنت وبقية الأسرى".

وتابعت: "ما زالوا، يا مروان، يطاردونك ويلاحقونك حتى في الزنزانة الانفرادية التي عشت فيها لعامين. ما زال الاحتلال ورموزه في صراع معك، وما زالت القيود في يديك، لكنني أعرف روحك وعزيمتك، وأعرف أنك ستظل حراً".


ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي

ومن الجهة المقابلة، تأملنا الصورة التي رسمها مروان البرغوثي لزوجته، وقدّر من خلالها نضالها في خدمة قضيته، كما ورد في كتابه "ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي"، حيث روى كيف كانت فدوى البرغوثي "حارسة حلمه" وخير سفير لقضية الأسرى، وكيف تحولت بعد اعتقاله إلى صوت مدوٍّ في المحافل الدولية دفاعًا عن الأسرى الفلسطينيين وحقوقهم.

يقول مروان البرغوثي إن السجّان الإسرائيلي يظن أن العزل الانفرادي سيقضي على الأسير، ويحوّله إلى حطام أو مشروع انتحار، لكنه يؤكد أن هذا وهم كبير، وأنه رغم قسوة العزل الانفرادي، فقد زرع في نفسه إرادة التحدي والبقاء لإفشال هذه النظرية.

ويتابع أن السجّان لا يعرف أنه يمتلك الحلم والمستقبل الذي يتكئ عليه، وأنه قادر على الصمود كما يتوهج بريق الكهرباء، متحمّلًا كل أشكال المعاناة.

ويضيف أنه حين يغلق عينيه في زنزانته، يجد نفسه بين أهله ورفاقه، ويشعر بأصدقاء أوفياء يسيرون معه في أعماقه، يمدّونه بعزيمة على التمسك بأهدافه النبيلة في الحرية والاستقلال لشعبه ووطنه.

 

"السجن الانفرادي زادنا اشتعالا وثورة وغضبا"

ويصف كيف أخطأ مدبّرو السجون حين ظنوا أن العزل سيكسر إرادتهم، قائلاً: "لم نستسلم يومًا، بل ازددنا اشتعالًا وثورة وغضبًا". ويضيف أنه في لحظات الصمت بين الجدران، يستعيد صور أولاده وزوجته "حارسة حلمي"، فيفيض قلبه شوقًا إليهم.

ويقول عن زوجته فدوى إنها شاركته رحلة الحياة بحلوها ومرّها، وتحملت الفقر والعوز والظروف الصعبة، وكانت مثالًا للمرأة الفلسطينية الصامدة، رمز الإخلاص والمحبة والوفاء والتضحية. ويتابع أنها كانت القوة التي تدفعه إلى الأمام، والأم التي منعت عنه القلق على أبنائه، موضحًا: "هي خير أم وأب لهم حتى قبل اعتقالي".

ويصفها بأنها عاشت معه رحلة طويلة من الاعتقالات والمطاردة ومحاولات الاغتيال، ولم تشكُ إلا شكوى المحبة والحرص، وأوصلت لأبنائه رسالة واضحة أن والدهم في السجن من أجل قضية وطنية، حتى قالت له يومًا: "لست في فراغ.. شريكك معك، وكلنا بخير".

 

مشروع حرية الشعب الفلسطيني فوق أي اعتبار

ويضيف البرغوثي أن زوجته قبلت أن يضع مشروع حرية الشعب الفلسطيني فوق أي اعتبار، رغم أن ذلك حرمها وأولادهم من رؤيته إلا مرة واحدة، حين دخلت السجن كمحامية قبل أن يكتشفوا أمرها.

ويتابع أن فدوى انطلقت بعد اعتقاله في حملة دولية، لتصبح خير سفير لقضية الأسرى، وزارت أكثر من أربعين دولة، والتقت مئات الشخصيات الرسمية والشعبية، شارحة جرائم الاحتلال ومدافعة عن المقاومة، ومؤكدة أن النضال ضد الاحتلال حق مشروع ومقدس.

ويصف أداءها السياسي والإعلامي والنضالي بأنه "مدهش" ومتجاوز لكل توقعاته، رغم معرفته العميقة بقدراتها، مؤكدًا أنها "الأم والزوجة المناضلة التي أفخر بها"، ومثال على الوعي الفلسطيني والتضحية بلا حدود.

ويقول إنه كان يتابع نشاطها من خلال الصحف القليلة التي تصله أو عبر إذاعات محلية وتقارير الأصدقاء، مشيرًا إلى أنها لعبت دورًا أساسيًا في إطلاق الحملة الشعبية للإفراج عن الأسرى، وافتتاح مقر خاص بها، وتنظيم الفعاليات واستقبال الوفود المحلية والأجنبية، ومواكبة كل التطورات.

ويختم البرغوثي شهادته عنها قائلًا: "هكذا كانت فدوى بالنسبة لي: حارسة حلمي، وخير سفير لقضية الأسرى، ووجهًا مضيئًا لصمود المرأة الفلسطينية، التي جعلت من الألم قوة، ومن الوفاء طريقًا نحو الحرية".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك