على هامش ثورة 1919 (16): تحسين رواتب القضاة ومطالبات بالزيادة لباقي موظفي الدولة - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 5:31 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

على هامش ثورة 1919 (16): تحسين رواتب القضاة ومطالبات بالزيادة لباقي موظفي الدولة

حسام شورى:
نشر في: السبت 16 مارس 2019 - 2:49 م | آخر تحديث: السبت 16 مارس 2019 - 6:43 م

تواصل "الشروق" على مدار شهر مارس، إبراز مجموعة من الأخبار والموضوعات والطرائف واللطائف التي نشرتها الصحف المصرية في شهور فبراير ومارس وأبريل 1919، تزامنا مع اندلاع ثورة 1919، في محاولة استرجاع صورة للمجتمع المصري أيام الثورة، بعيدا عن السياسة، بالتركيز على الأنشطة والأحداث الاجتماعية والثقافية والفنية.

•••••••••••


في مايو 1919 تشكلت وزارة محمد سعيد باشا الثانية، بعد أن بقيت البلاد بغير وزارة لمدة شهر تقريبًا بعد استقالة وزارة رشدي باشا الرابعة، واعتبرت الوزارة الجديدة بأنها محاولة جريئة لكسر شوكة الثورة، بحسب تعبير المؤرخ الكبير عبدالرحمن الرافعي في كتابه «تاريخ مصر القومي 1914 -1921» ومن ثم قوبلت بالاستياء والسخط والمظاهرات، لأن تشكيلها لم يسبقه تفاهم على برنامجها، ولم يخفف تيار الاستياء ما أعلنه سعيد باشا من أن وزارته «إدارية» لا تمت إلى السياسة، وهو أول من ابتدع فكرة الوزارة الإدارية.

كما أنه كان لسعيد باشا خصومة سابقة مع سعد زغلول منذ أن استقال سعد من وزارة سعيد الأولى، ثم صار زعيما للمعارضة في الجمعية التشريعية، واستمر الجفاء بينهما حين تأليف الوفد وبعد قيام الثورة، فتشكيل سعيد للوزارة في مايو 1919 كان معنى التحدي لسعد.

وعلى ما يبدو أن مصطلح الوزارة «الإدارية» كان صحيحا، ففي 9 يونيو 1919 أثنت مجلة «الكشكول» التي كان يملكها سليمان فوزي على تفكير الوزارة السعيدية في «تحسين رواتب القضاة تحسينا يتلاءم مع مطالب الحياة».

وتمنّت «الكشكول» التي توقفت في الفترة من 15 مارس وحتى 31 مايو (أشد أيام التظاهرات) دون ذكر سبب، أن ينتقل هذا التحسين إلى سائر طبقات الموظفين، «وخصوصا موظفي النيابة والبوليس، والإدارة»، مضيفة: «أن منظر بعض المستخدمين وهم يمضون إجازاتهم في المدن وبين الأعيان الذي يتقدمونهم إليها يجعلنا نعتقد أن مرتباتهم في حاجة قصوى إلى التحسين، ولولا ذلك لما بحث الواحد منهم بين اغنياء المركز عن وجهيين أو ثلاثة وطلب منهم أن يتقدموه إلى القاهرة أو الإسكندرية بل يمضوا معه إجازته، فيسبقونه إلى المدينة التي يعنيها وقد ينزلون في الفندق الذي يعنيه كذلك».

وتتابع المجلة شرح وضع الموظفين خلال فترة إجازتهم: «ويبقى هو طول إجازته وفي كل تنقلاته يأكل في المطاعم ويجلس في القهاوي وينزل في الفنادق ويمشي في الملاهي على حساب الأعيان، ولنظرة واحدة إلى هؤلاء الأعيان وهم جلوس في القهاوي ينتظرون تشريف ذلك البعض من الموظفين ومن حولهم من الظرفاء، ينظرون إليهم ويتغامزون، ويقولون فيما بينهم هذا «طقم» فلان وهذا «طقم» فلان.

وشددت «الكشكول» على شكرها لسعيد باشا لـ«عنايته بتحسين الرواتب؛ حتى لا يكون العذر بقلتها باعثا على هذا المظهر».

وبحسب المؤرخ عبدالرحمن الرافعي فبالفعل قد قرر مجلس الوزراء في 26 يونيو1919 تخصيص مبلغ 800 ألف جنيه لمنح الموظفين علاوات في شكل استبقاء إعانة الحرب مع زيادتها بمقدار 50%، هذا إلى تحسين درجات كثير من الموظفين والإغداق عليهم بالرتب والنياشين، وأرادت الوزارة بذلك كله اجتذابهم إلى صفها وإبعادهم عن الحركة الوطنية!

وغدا حلقة جديدة.....



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك