حذّر الإعلامي محمد علي خير من تصاعد وقائع التحرش الجنسي بالأطفال في عدد من المؤسسات التعليمية والرياضية، معتبرًا أن ما يحدث يمثل «إهدارًا أخلاقيًا خطيرًا»، متسائلًا: «إيه اللي حاصل؟ وإيه القذارة اللي بقت منتشرة تجاه بعض ولادنا في المدارس؟».
وقال محمد علي خير، خلال حديثه في برنامجه بقناة الشمس، إن وقائع التحرش لم تعد حالات فردية معزولة، مشيرًا إلى واقعة مدرسة النيل الدولية، التي شهدت اتهام فرد أمن بالتحرش بأحد التلاميذ، متسائلًا عن مدى كفاية الإجراءات التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم، مضيفًا: «هنكثف كاميرات ونعمل توعية.. طب وبعدين؟».
وانتقد الإعلامي قرار تكليف لجنة من وزارة التربية والتعليم لإدارة مدارس النيل المصرية الدولية، معتبرًا أن الإدارة الحالية تتبع الوزارة بالفعل، قائلًا إن «الوزارة جايبة إدارة من نفس الإدارة.. يعني من نفس القصة»، وهو ما يثير تساؤلات حول جدوى القرار وطبيعته.
وتطرق خير إلى واقعة أخرى تمثلت في القبض على مدرب بإحدى أكاديميات كرة القدم في المنصورة، بتهمة التحرش بأطفال تقل أعمارهم عن 12 عامًا، مشيرًا إلى العثور على مقاطع مصورة بحوزته، وتداول معلومات عن تورطه في الاعتداء على عدد كبير من الأطفال، وعلّق قائلًا: «أنا بأمّن على ابني عند كابتن.. الكابتن بيعمل معاه إيه؟».
وأكد أن هذه الوقائع لا تعني تعميم الاتهام على المجتمع المصري، مشددًا على أن ظهور حالات شاذة لا يمثل الأغلبية، لكنه يستوجب إجراءات حاسمة، مضيفًا: «إحنا 110 مليون، ما نقدرش نعمم، بس الحوادث دي ما ينفعش تعدي كده».
وطالب خير مجلس النواب بإعادة النظر في العقوبات المقررة لجرائم التحرش والاعتداء الجنسي على الأطفال، منتقدًا ما وصفه بالأحكام غير الرادعة، قائلًا: «إيه الأحكام دي؟ واحد يتحاكم وياخد 25 سنة وتنزل 15؟ فين الزجر العام؟».
كما كشف عن وجود وقائع تحرش داخل جامعة خاصة شهيرة، دون ذكر اسمها، مشيرًا إلى أن الاكتفاء بالتحقيقات الإدارية أو فصل المتهمين لا يحقق الردع المطلوب، مطالبًا بتدخل النيابة العامة، التي وصفها بأنها «ضمير الأمة».
وأشار الإعلامي إلى أن هذه الجرائم لا تقتصر على مصر فقط، مستشهدًا بحكم قضائي في تركيا بالسجن 130 عامًا على مدرس تحرش بعدد من الطلاب، مؤكدًا أن ما يُعرف علميًا بـ«البيدوفيليا» مرض خطير، وأن التعامل معه يحتاج إلى تشريعات صارمة ووعي مجتمعي حقيقي.
واختتم خير حديثه بالتشديد على أهمية دور الأسرة في حماية الأطفال، داعيًا الآباء والأمهات إلى تعزيز التواصل مع أبنائهم، قائلًا: «احمي ابنك، خلي ابنك وبنتك صديقتك، اطمن عليه كل يوم، وفهمه إن محدش يمس جسمه»، معتبرًا أن الوقاية تبدأ من البيت قبل أي إجراء قانوني.