الولايات المتحدة ترسل مساعدات على متن طائرة عسكرية وتحذر من المساس بها.. ومادورو يستنفر الجيش
أعلن وزير الخارجية الفنزويلى، خورخى أريازا، أمس، أن الحوار مستمر يين بلاده والولايات المتحدة الأمريكية رغم الخلافات. جاء ذلك بالتزامن مع وصول مساعدات أمريكية جديدة على متن طائرة عسكرية، موجهة للشعب الفنزويلى.
وقال أريازا، فى حديث لتليفزيون «تيليسور» الذى يبث فى فنزويلا وبقية أمريكا اللاتينية، تطرق فيه إلى العلاقات مع واشنطن، إنه جرى عقد لقاءين مع الجانب الأمريكى ولم يتخللهما توتر مثلما ذكرت وسائل اعلام.
وأضاف أريازا أن «هناك اختلافات عميقة، لكن فى نفس الوقت توجد هواجس مشتركة»، معربا عن أمله فى مواصلة هذا الحوار الذى «اقترحه الجانب الأمريكى».
وتشهد فنزويلا توترا متصاعدا منذ 23 يناير الماضى، إثر إعلان خوان جوايدو، رئيس البرلمان وزعيم المعارضة، نفسه رئيسا انتقاليا للبلاد. وسرعان ما اعترف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بجوايدو رئيسا انتقاليا، وتبعته كندا ودول من أمريكا اللاتينية وأوروبا.
فى غضون ذلك، هبطت طائرة شحن عسكرية أمريكية تحمل مساعدات انسانية موجهة للشعب الفنزويلى بمدينة كوكوتا الكولومبية الحدودية، أمس الأول، حيث يتم تخزين شحنات الطعام والأدوية.
وتمثل المساعدات الجديدة ثانى شحنة ضخمة من المساعدات الأمريكية والدولية للفنزويليين الذين يعانى كثير منهم من صعوبة الحصول على الغذاء والدواء منذ أعلن جوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد.
وقال جوايدو إن المساعدات ستدخل فنزويلا يوم 23 فبراير. وأضاف جوايدو الذى كان يتحدث فى كراكاس أمام أنصاره أنه سيعلن مزيدا من التفاصيل، اليوم الاثنين، حول خططه لإدخال المساعدات من كولومبيا والبرازيل إلى بلاده رغم معارضة الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو.
من جانبه، قال مسئول أمريكى لوكالة «رويترز»: إن المساعدات التى وصلت تزن أكثر من 200 طن، فيما قال توليدو إن ثلاث طائرات ستصل فى نهاية المطاف.
من جهتها، قالت السفارة الأمريكية، فى بيان: إن الإمدادات تصل من قاعدة تابعة للقوات الجوية الأمريكية فى فلوريدا. وأضافت أن الامدادات تشمل أدوات تتعلق بالحفاظ على الصحة موجهة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
وكان حشود من مؤيدى جوايدو فى شمال شرق كاراكاس، تجمعوا، استجابة لدعوته للاستعداد لإدخال المساعدات الغذائية لفنزويلا. وواصل جوايدو تعبئة مناصريه استعداد لإدخال المساعدات الإنسانية الأمريكية للبلاد؛ حيث ترأس، أمس الأول، تجمعا لآلاف المتطوعين فى لوس كورخيتوس شمال شرق كاراكاس.
وتتكدس أطنان من الأغذية والأدوية المرسلة من الولايات المتحدة منذ 7 فبراير فى مدينة كوكوتا الكولومبية على الحدود مع فنزويلا، وتمنعها من الدخول حاويات وضعتها سلطات كاراكاس.
ويعتبر الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادور أن إدخال المساعدات إلى بلاده، ما هى إلا محاولة أمريكية للتحضير لتدخل عسكرى فى بلاده.
وطلب مادورو من الجيش الاستعداد للقيام «بانتشار خاص» لتعزيز الحدود مع كولومبيا الممتدة على طول 2200 كلم. وقال إنه يأمل بتقييم «أى قوات جديدة» ستكون ضرورية لجعل هذه الحدود «غير قابلة للانتهاك، لا تهزم، ومنيعة»، وفقا لقناة «الحرة» الأمريكية، أمس.
إلى ذلك، حذرت موفدة وزارة الخارجية الأمريكية جولى شانج، العسكريين الموالين لمادورو من عرقلة دخول المساعدات، مضيفة، فى مؤتمر صحفى عقدته فى كوكوتا: «إن مواطنيكم يفرون ويموتون جوعا.. أنتم ترتكبون خطأ فظيعا عبر عرقلة نقل هذه المساعدة».