يوميات ثورة1919 (17): أضخم مظاهرة وأكثرها تنظيما تتعرض لإطلاق نار من طرف مجهول - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 6:43 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يوميات ثورة1919 (17): أضخم مظاهرة وأكثرها تنظيما تتعرض لإطلاق نار من طرف مجهول

هاجر فؤاد:
نشر في: الأحد 17 مارس 2019 - 1:48 م | آخر تحديث: الأحد 17 مارس 2019 - 1:48 م

تواصل "الشروق" على مدار شهر مارس، عرض يوميات ثورة 1919، التي اندلعت أولى مظاهراتها في 9 مارس بالتحديد، وذلك لإطلاع الأجيال الشابة على أحداث هذه الثورة التي تعتبر أول حراك شعبي سياسي واجتماعي في تاريخ مصر الحديث، شاركت فيه كل فئات وطوائف المجتمع.

الكتاب الذي نعتمد عليه لاسترجاع هذه الأحداث هو «تاريخ مصر القومي 1914 -1921» للمؤرخ الكبير عبدالرحمن الرافعي، الذي يروي في قسم كبير منه يوما بيوم حالة مصر بعاصمتها وأقاليمها وشوارعها وجامعتها في فترة الثورة.

••••••••••••

كانت المظاهرات في يومها الثامن من أكبر مظاهرات الثورة وأكثرها تنظيما، حيث أبلغوا بها الحكمدارية، فرأت السلطة العسكرية أن لا تتعرض لها حقنا للدماء، حيث تولى رسل بك (باشا) حكمدار العاصمة حفظ النظام، وركب سيارة في مقدمتها، حتى لا يصطدم بها الجنود البريطانيون.

بدأت المظاهرة سيرها من الأزهر، مؤلفة من مواكب متلاحقة تحمل أعلامها وشارات طوائفها وانتظم فيها الكثير من من طبقات الأمة، فسار فيها العلماء والمعلمون والمحامون والتجار وأرباب الأعمال وطلبة الأزهر والمدارس جميعها بالإضافة لطوائف الصناع، ينادون جميعا الحرية والاستقلال.

استمر سيرها 8 ساعات كاملها فسارت جموع المتظاهرين من الأزهر فالتبليطة فالغورية، حتى وصلوا للقصر العيني، ثم عادت إلى شارع سليمان باشا ومرت بعدد من الشوارع حتى انتهت في رمسيس، برجاء من الحكمدار، وكان اجتيازها كل شارع يستغرق أكثر من ساعة، فكانت تضم نحو 50 ألفا من المتظاهرين، جمعتهم روح واحدة وهي الهتاف بحياة مصر ةحريتها واستقلالها.

نال تنظيمها إعجاب كل من يراها فلم يحدث فيها هرج ومرج بالرغم من كثرة أعداد المتظاهرين، واستمرت المحال التجارية مفتوحة في الشوارع التي اجتازتها المظاهرة ولم يحدث أي اعتداء عليها من قبل المتظاهرين.

بالرغم من ذلك أطلقت النيران على المتظاهرين من نوافذ بعض البيوت ولم يعرف مصدرها، لكن أصيب بعض المتظاهرين وسقط بعضهم قتلى، ومع ذلك لم يضطرب حبل النظام.

وأثنت عليها السلطة العسكرية وعلى تنظيمها في بلاغها فقالت: «في 17 الجاري حدثت مظاهرة منظمة في القاهرة بإذن من السلطة العسكرية، فسار موكب مؤلف من بضعة آلاف من الناس في شوارع المدينة ولم يقع حادث سيئ بفضل الاحتياطات التي اتخذها كل من ولاة الأمور ومنظمي المظاهرة».

ففي نفس اليوم برغم من نجاح المظاهرة الكبرى في القاهرة وسيطرة السلطة العسكرية ومنعها الجنود من عرقلة المظاهرات وإيقاف إطلاق الرصاص على المتظاهرين، إلا أن اختلف الوضع الأمني في محافظة الأسكندرية، فكانت القوات الإنجليزية المسلحة منتشرة في بعض الشوارع، وعلى مداخل الطرق والحارات في الأحياء الوطنية، وكان يظن المتظاهرين أن الجنود لا تتعرض لهم ما داموا في حدود النظام والقانون، لكن حدث عكس ذلك وتعرضت لهم الجنود الإنجليز وضربت نطاقا حولهم ومنعتهم من السير، فلم يمتنعوا وأطلق الجند عليهم الرصاص فسقط منهم 16 قتيلا و24 جريحا ونقل الجميع إلى الإسعاف بحالة مروعة.

أذكت دماء المتظاهرين نار الحماسة في الشباب السكندري وتعددت المظاهرات العنيفة في الثغر، وحددوا موعدا للمظاهرات الكبرى يوم الجمعة من كل أسبوع، تأخذ مسيرها من ميدان أبي العباس مخترقة أهم شوارع المدينة.

في نفس اليوم قامت مظاهرة كبرى في البحيرة، طافت المظاهرة شوارع المدينة، وتعرض مدير البحيرة للمتظاهرين وأهانهم، وتحداهم أن يكون بينهم رجل، فانقضوا عليه ضربا بالنعال، حتى كادوا يجهزون عليه لولا تدخل الشرطة، وقتل فيها 12 شخصا.

وقمعت القوات البريطانية حركة البدو وصدتهم بعدما هجموا على مركز كوم حمادة.

وبناء على كل ما حدث في دمنهور في هذا اليوم أصدرت السلطة العسكرية أمر عسكري يحظر على الأهالي الخروج من منازلهم من الساعة 7 مساء وحتى 4 صباحا، بالإضافة لمنع السفر من دمنهور وإليها بغير جواز رسمي.

غدا حلقة جديدة.....



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك