في ذكرى رحيله.. بيجوفيتش و«الإسلام بين الشرق والغرب» - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:20 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ذكرى رحيله.. بيجوفيتش و«الإسلام بين الشرق والغرب»

شيماء شناوي
نشر في: الجمعة 19 أكتوبر 2018 - 11:42 ص | آخر تحديث: الجمعة 19 أكتوبر 2018 - 2:33 م

تحل اليوم 19 أكتوبر، ذكرى رحيل المفكر والزعيم ورئيس البوسنة والهرسك الراحل، علي عزت بيجوفتيش، عن عمر ناهز الـ 78، في مستشفى سراييفو بعد إصابته بكسر في الضلوع، إثر سقوطه في منزله.

وفي ذكرى رحيله الـ15 نستعيد أحد أشهر مؤلفات «بيجوفيتش»، وهو كتابه «الإسلام بين الشرق والغرب»، والذي سبق ونال جائزة الملك فيصل الدولية، كما ترجم إلى العديد من اللغات، ولاقى شهرة كبيرة، وانهالت الأقلام في صحف العالم ووكالات الأنباء العالمية تكتب عنه وتشيد بمحتواه و بأسلوب كتابته الأقرب إلى الكتابة الأدبية.

بثقافته الواسعة وفلسفته العميقة ودرايته بفروع العلم والمعرفة المختلفة، وفهمه العميق للإسلام ورسالته، كتب بيجوفتيش كتابه الشهير؛ «الإسلام بين الشرق والغرب» الصادر عن «دار الشروق»، وترجمه إلى العربية محمد يوسف عدس.

وعن طبيعة هذا الكتاب يقول «بيجوفيتش» في مقدمته أن «هذا الكتاب ليس في اللاهوت ولا مؤلفه من رجال اللاهـوت إنه على الأرجح محاولة لترجمة الإسلام إلى اللغة التي يتحدث بها الجيل الجديد ويفهمها؛ إنه كتاب يتناول عقائد الإسلام ومؤسساته وتعاليمه بقصد اكتشاف موقع الإسلام في إطار الفكـر العالمي».

وبأسلوبه الذي يجمع بين العمق والبساطة، يناقش «بيجوفيتش» قضايا شديدة التعقيد، ويتناول عددا من الأفكار العالمية التي تهم البشرية، وقد قسم كتابه إلى قسمين؛ الأول هو «مقدمات: نظرات حول الدين»، ويضم 6 فصول؛ "الخلق والتطور، الثقافة والحضارة، ظاهرة الفن، الأخلاق، الثقافة والتاريخ، والدراما والطوبيا"، أو اليوتوبيا كما نسميها، كما يناقش موقف كل من الدين والإلحاد من قضية أصل الإنسان والقضايا الأخرى المتعلقة بها.

يتحدث «بيجوفيتش» عن الفن في مقابل العلم، شكسبير في مقابل نيوتن، وأن الحضارة بلا ثقافة تقضي على الإنسان، يتحدث أيضًا عن داروين ومايكل أنجلو، والأداة والعبادة، وجاء اختياره لمايكل أنجلو تحديدًا، بسبب رسومه التي تغطي سقف كنيسة السيستين، والتي تعرض تاريخ الإنسان حسب الكتاب المقدس، منذ خلق آدم وحتى يوم القيامة، من خلال رحلة تطورية طويلة المدى، امتدت ملايين السنين، أنتجت هذا الكائن الذي نسميه الإنسان، بينما الدين الإسلامي يقول لنا أن الإنسان لم يكن حيواناً في يوم من الأيام، وإنما هو خلق إلهي، خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه.

أما القسم الثانى والذي حمل عنوان «الإسلام: الوحدة ثنائية القطب»، وتضمن 5 فصول، يتحدث فيه «بيجوفيتش» عن الأنبياء: موسى وعيسى ومحمد، والدين المجرد، وقبول المسيح ورفضه، والطبيعة الإسلامية للقانون، ونوعين من المعتقدات الخرافية، والطريق الثالث خارج الإسلام، والذى يراه من خلال إنجلترا، حيث يعتقد أنها تلزم الطريق الوسط، وأن الثقافة والفكر الإنجليزي حاولا دائماً التوفيق بين ثنائية الروح والمادة، فكتب يقول؛ «ولكن يوجد جزء من العالم الغربي، بسبب موقعه الجغرافي وتاريخه، بقي متحررا من التأثيرات المباشرة لمسيحية القرون الوسطى، متحررا من العقد المستعصية لهذا العصر، هذا الجزء من العالم الغربي كان دائم البحث عن طريق ثالث، وقد اهتدى إليه، وهو طريق يحمل في ثناياه ملامح من الطريق الثالث للإسلام، والدولة التي أعنيها هي إنجلترا وإلى حد ما أيضا العالم الأنجلوساكسوني بصفة عامة».

ويقدم بيجوفيتش نظرة أخيرة بعنوان «التسليم لله»، لذا يعرف بيجوفيتش الإسلام على أنه «يعني أن نفهم وأن نعترف بالازدواجية المبدئية للعالم، ثم نتغلب على هذه الازدواجية».

في هذا الكتاب يقف «بيجوفيتش»، على قمة فروع المعرفة، فمؤلفه قادر على استيعاب العالم الغربى، وكل ما يخصه من معلومات ودراسات وإحصاءات، وتصنيفها وتوظيفها، هذه المقدرة آتية؛ لأن لديه إلمام غير معتاد بالفلسفات الغربية، حسبما يرى المفكر الكبير عبد الوهاب المسيرى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك