قصص من التراث (10).. الأعرابي والكلب السارق - بوابة الشروق
الخميس 12 يونيو 2025 4:23 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

قصص من التراث (10).. الأعرابي والكلب السارق

منال الوراقي
نشر في: الأربعاء 20 مارس 2024 - 2:03 م | آخر تحديث: الأربعاء 20 مارس 2024 - 2:03 م

يزخر التراث العربي بالكثير من القصص والحكايات المليئة بالحكمة والعبرة وأحيانا الفكاهة، والتي أصبحت موروثا ثقافيا في بعض بلداننا رغم اختلاف الزمن وتطور الحياة.

في سلسلة "قصص من التراث" وعلى مدار شهر رمضان الكريم، تقدم لكم "الشروق" قصصا وحكايات تحمل الموروثات الثقافية للدول العربية، تتنوع بين الحكمة والعبرة والقصص الفكاهية، استنادا لكتاب "نوادر الكتب: غريبها وطريفها" للكاتب والباحث والمؤرخ السوري محمد خير رمضان يوسف.

الأعرابي والكلب السارق

نزل شيخ أعرابي من بني نهشل يكنى أبا الأغر على بنت أخت له من قريش بالبصرة، وذلك في شهر رمضان؛ فخرج الناس إلى ضياعهم؛ وخرج النساء يصلين في المسجد، ولم يبق في الدار إلا الإماء.

فدخل كلب، فرأى بيتاً فدخله وانصفق الباب، فسمع الإماء الحركة فظنن لصاً دخل الدار، فذهبت إحداهن إلى أبي الأغر فأخبرته، فأخذ عصاً ووقف على باب البيت.

فقال: إيها والله! إني بك لعارف، فهل أنت من لصوص بني مازن، وشربت نبيذاً حامضاً خبيثاً، حتى إذا دارت الأقداح في رأسك منتك نفسك الأماني، فقلت أطرق دور بني عمرو، والرجال خلوف، والنساء يصلين في مسجدهن فأسرقهنّ، سوءة لك! والله ما يفعل هذا حر، بئسما منتك نفسك، فإخرج بالعفو عنك وإلا دخلتُ بالعقوبة عليك، وأيم والله لتخرجن أو لأهتفن هتفة يلتقي فيها الحيان عمرو وحنظلة، ويصير زيد زيداً، وتجيء سعد بعدد الحصى، وتسيل عليك الرجال من هاهنا وهاهنا؛ ولئن فعلت لتكونن أشأم مولود في بني تميم.

فلما رأى أنه لا يجيبه أخذه باللين، فقال: اخرج بأبي أنت منصوراً مستوراً، إني والله ما أراك تعرفني، ولئن عرفتني لوثقت بقولي، واطمأننت إلي، أنا أبو الأغر النهشلي، وأنا خال القوم وجلدة ما بين أعينهم، لا يعصون لي رأياً، وأنا خفير كفيل، أجعلك شحمة بين أذني وعاتقي، فاخرج فأنت في ذمتي، وإلا فعندي قوصرتان أهداهما إلى ابن أختي البار الوصول، فخذ إحداهما فانتبذها حلالاً من الله ورسوله.

وكان الكلب إذا سمع هذا الكلام أطرق، وإذا سكت وثب يريد الخروج، فتهافت أبو الأغر ثم قال: يا ألأم الناس، أراني بك الليلة في واد وأنت في آخر، وأنت في داري أقلب البيضاء والصفراء، فتصيح وتطرق، وإذا سكت عنك وثبت تريد الخروج، والله لتخرجن أو لألجن عليك،

فلما طال وقوفه جاءت جارية، وقالت: أعرابي مجنون! والله ما أرى في البيت أحداً، ودفعت الباب، فخرج الكلب مبادراً، ووقع أبو الأغر مستلقياً.

فقلن له: قم ويحك! فإنه كلب. فقال: الحمد لله الذي مسخه كلباً، وكفى العرب حرباً.

اقرأ أيضا: قصص من التراث (9).. الملك والوزير والكلاب الشرسة



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك