أبلغت جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن، اليوم الأحد، الوفد العماني، عدم قبولها تحويل الملفات الإنسانية مثل صرف الرواتب وفتح مطار صنعاء الدولي، إلى محل تفاوض.
جاء هذا الموقف على لسان مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، خلال لقائه بصنعاء الوفد عماني، وفق ما نقلت وكالة الأنباء (سبأ) التابعة للجماعة.
وأوضح المشاط أنه "لم يعد من المقبول الاستمرار في الوضع الراهن الذي يعيشه أبناء اليمن، وتحويل الاستحقاقات الإنسانية المتمثلة في صرف مرتبات جميع موظفي الدولة، وفتح مطار صنعاء الدولي، وإزالة كل القيود المفروضة على موانئ الحديدة، إلى محل تفاوض".
وأضاف أن "صنعاء مع السلام العادل الذي يضمن حقوق الشعب اليمني، وقد أثبتت ذلك خلال الفترة الماضية".
وتابع: "بات على دول التحالف أن تثبت جديتها في السلام، بتقديم الخطوات العملية في تنفيذ مطالب الشعب اليمني المتمثلة بالملف الإنساني كأولوية إنسانية ومحقة".
وأردف: "صبر شعبنا قارب على النفاد، والحق كل الحق لهذا الشعب أن يدافع عن نفسه إذا أغلق العدو أبواب السلام".
وكان الوفد العماني قد غادر في وقت سابق اليوم الأحد، العاصمة اليمنية صنعاء، بعد سلسلة مشاورات مع جماعة أنصار الله الحوثية، استمرت أربعة أيام، تناولت سبل حل أزمة البلاد.
وأفاد مصدر ملاحي بمطار صنعاء الدولي لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ)، بأن "الوفد العماني غادر متوجها إلى العاصمة العمانية مسقط".
وأضاف أن الوفد العماني يرافقه رئيس فريق المفاوضات في جماعة الحوثي محمد عبدالسلام، دون مزيد من المعلومات.
بدورها، أكدت قناة المسيرة الفضائية الناطقة باسم الحوثيين غادرة الوفد العماني، دون الحديث الفوري عن نتائج الزيارة.
ويوم الخميس الماضي وصل الوفد العماني إلى صنعاء، وذلك للتشاور مع القيادة الحوثية وتقييم المرحلة، واستئناف العملية التفاوضية وفي مقدمتها معالجة الملفات الإنسانية.
وفي اليوم السابق، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج، إن مكتبه يعمل حاليا على دعوة أطراف النزاع في البلاد للاجتماع لتحقيق تسوية مستدامة للصراع.
وقال في إحاطة لمجلس الأمن الدولي إن أطراف النزاع "تواصل إظهار الاستعداد للبحث عن الحلول، إلا أنه لازالت هناك حاجة إلى ترجمة ذلك إلى خطوات ملموسة، وخصوصا الاتفاق على طريق للتقدم يشمل إعادة بدء عملية سياسية يمنية جامعة".
وخلال الأيام الماضية، عقد المبعوث الأممي مباحثات في مسقط مع مسئولين عمانيين وحوثيين، تناولت سبل إيجاد حل مستدام للنزاع في اليمن.
تأتي هذه التحركات الدبلوماسية تزامنا مع مباحثات يعقدها المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينج، الذي بدأ يوم الاثنين الماضي زيارة إلى دول الخليج، من أجل الدفع بعملية السلام في اليمن.
ويشهد اليمن منذ نحو تسع سنوات، حربا بين الحكومة والحوثيين، خلفت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.