«المفتي»: الجماعات المتطرفة لم تفهم النص الشرعي ولا تطبيقه - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 1:08 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«المفتي»: الجماعات المتطرفة لم تفهم النص الشرعي ولا تطبيقه

كتب- أحمد بدراوي:
نشر في: الإثنين 21 مايو 2018 - 2:55 م | آخر تحديث: الإثنين 21 مايو 2018 - 2:55 م

واصل مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، شرحه للمفاهيم المغلوطة للجماعات الإرهابية والمتطرفة، إذ قال إن الخلل في فهم تلك الجماعات يأتي لغياب المنهجية السليمة والمنضبطة.

وأضاف المفتي، خلال برنامجه اليومي في رمضان وهو «مع المفتي» والذي يذاع عبر فضائية «الناس»، اليوم، أن هذه الجماعات ضيَّعت قواعد مستقرة عند علماء المسلمين في تفسير النصوص، فلم تفهم الغاياتِ من تصرفات النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وأفعاله، وخصوصية بعض المواقف دون غيرها، ولعل من أبرزهم الإمام القرافي في كتابه «الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام»، فقد فرَّق بين تصرفات النبي في أنحاء 4، وهي أن النبي قد يتصرف بمقتضى كونه مبلِّغًا عن ربه، وقد يتصرف بمقتضى كونه قاضيًا، أو كونه مفتيًا، أو كونه وليًّا وإمامًا للمسلمين في حالات أخرى، وهذه أمور كانت حاضرة وبقوة ومعروفة عند الصحابة الكرام.

وأوضح المفتي، أن اختصاصات الدولة -أو فقه الدولة- كانت من الأمور الغائبة عن الذين يتصدرون المشهد من هذه الجماعات ظنًّا منهم أن الأحكام كلها على السواء، ولم يدرك هؤلاء أن هناك أحكامًا خاصة بالدولة، خلاًفا لما فهمه جيل الصحابة والتابعين، ولعل نظام الوقف الإسلامي من أبرز الأنظمة المبكرة التي اتَّصفت بنظام المؤسسية، ويبرز من خلاله -فضلًا عن أنظمة كثيرة كانت موجودة- الكثيرُ من فقه الدولة.

ولفت إلى أن الفقهاء رأوا أن انتزاع الاختصاصات من ولي الأمر أو منازعته فيها أو القفز فوق سلطاته يُعد من الافتئات عليه، مما جعلهم يَنصُّون على عقوبتها؛ وهذا يعني أنهم اهتموا بحفظ كيان الدولة، أما المتابع لأقوال المجموعات المتطرفة المعاصرة وأفعالهم فيجد أنها انطلقت من قضية التكفير فادَّعوا أنهم وحدهم مَن يفهمون الشرع، وأنهم وحدَهم مَن يطبِّقونه، بل هم وحدهم المسلمون وغيرهم دون ذلك، فهم لم يفهموا النص الشرعي ولم يُحسنوا تطبيقه.

وأوضح المفتي، أن أمر الحرب هو أمر مُسندٌ فقط لولاة الأمور، فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن يكون هذا القرار الخطير المصيري في حياة الأمة بيد جماعة أو فئة ما، بل يجب أن يكون بيد الدولة التي تقدِّر الظروف وتقرر متى وأين وكيف؟ مؤكدًا أن هناك ثمة فرق بين «أقاتل» و«أقتل» الناس، فأقاتل مِن المقاتلة والمشاركة، وهي المفاعلة التي تحدث بين طرفين، فلا بد من وجود طرفين في المسألة.

وأشار إلى أن تفسير الأدلة الشرعية يجب أن يتم من خلال فقه لغة العرب، كلفظ «الناس» الوارد في حديث: «أُمرت أن أقاتل الناس..» بأنه ليس على العموم، بل إن «الـ» فيه للعهد أي الناس المعهودين، ويُفهم من الحديث أنه نزل في مجموعة معينة من الأشخاص المعيَّنين، وليس كل أحد، وهذا هو الفهم الصحيح، بمعنى أن «الـ» هنا للعهد وليست للجنس كما يقول العلماء، ولا تفيد العموم، فهؤلاء الناس المخصوصون المحدودون الذين يعلمهم رسول الله، ويعلمهم المسلمون هم هؤلاء الذين ورد النص بخصوصهم ولا ينسحب على كل إنسان بدليل أن الله سبحانه وتعالى أمر رسوله الكريم بأنه لو جاء أحد من المشركين يستجيره فلا يقاتله، بل يبلغه مبتغاه كما في قوله عز وجل: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ} [التوبة: 6]".

ورد المفتي على ادِّعاء البعض بأن الإسلام انتشر بحد السيف فقال: «هذا مخالف للأدلة الشرعية وللأحداث التاريخية الثابتة، ولنأخذ على سبيل المثال «مصر»، فبعد دخول عمرو بن العاص مصر أزاح الظلم عن المسيحيين المضطهدين من الرومان، بل أعاد القادة إلى أماكنهم، وقام بتعمير دور عبادتهم، وبرغم هذا لم يحدث إجبار على الدخول في الإسلام كما أفادت الإحصاءات التاريخية؛ ففي خلال المائة سنة الأولى بعد الفتح لم يتجاوز عدد المسلمين 2.5% من عدد المصريين، كما أن المدينة المنورة عاصمة الخلافة وقت الخلفاء الراشدين سيدنا أبي بكر وسيدنا عمر لم تزداد ثراءً، فهذا يعني أن الثروات لم تُنقل إليها من البلدان المفتوحة».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك