إدارة المياه المشتركة تحتاج إلى تنسيق سياسى وفنى دائمين.. ونتعاون مع الجانب المصرى فى تقنيات الرى الحديث
مأساة جفاف بحر آرال خلفت آثارا بيئية واقتصادية خطيرة
قال شوكت رحيموفيتش خامرايف، وزير الموارد المائية والرى فى أوزبكستان: إن المياه هبة من الله لا يجوز لأى طرف الانفراد بها، مشددًا على حق مصر الأصيل فى الحصول على حصتها العادلة من مياه نهر النيل.
وأشاد الوزير الأوزبكى، فى حوار خاص مع «الشروق» على هامش فعاليات أسبوع القاهرة للمياه، بتجربة مصر فى إدارة مواردها المائية، مشيرا إلى وجود فرص التعاون بين البلدين فى مجالات تدريب الكوادر الفنية وإدارة المياه الجوفية وتقنيات الرى الحديثة.
وعن جفاف بحر آرال، الذى وصف بأحد أسوأ الكوارث البيئية من صنع البشر فى القرن العشرين، قال خامرايف، إن هذه «المأساة» خلفت آثارًا بيئية واقتصادية خطيرة، وأثرت بشدة على توافر المياه فى منطقة آسيا الوسطى.
وتعزو تقارير أممية هذا الجفاف إلى تحويل مياه نهرى سير داريا وآمو داريا، المغذيان للبحر، لاستخدامها بكثافة فى رى مزارع القطن خلال الحقبة السوفيتية.
وإلى نص الحوار.
ما أبرز التحديات المائية التى تواجه أوزبكستان حاليًا؟
ــ نحن فى آسيا الوسطى نواجه نقصًا حادًا جدًا فى الموارد المائية. كما أن مأساة بحر آرال، الذى جف خلال جيل واحد فقط، خلفت آثارًا بيئية واقتصادية خطيرة، وأثّرت بشدة على توافر المياه فى المنطقة.
لكن بفضل تعاون قادة دول آسيا الوسطى، بدأنا نحقق تقدمًا من خلال الصندوق الدولى لإنقاذ بحر آرال والهيئات التنفيذية التابعة له، إضافة إلى رابطة إدارة المياه فى حوضى سير داريا وآمو داريا واللجنة الحكومية الدولية لتنسيق إدارة المياه.
نحن نعمل على توزيع الموارد المائية بين الدول، رغم اختلاف أولوياتنا بين احتياجات الطاقة والزراعة، ونسعى للتوفيق بينهما. والصعوبات موجودة، لكنها تُواجه بجهود جماعية ومسئولية مشتركة.

كيف تدير أوزبكستان المياه المشتركة مع الدول المجاورة؟ وهل هناك تشابه مع حالة مياه النيل؟
ــ نعم، هناك تشابه فى التحديات. نحن خمس دول نتشارك حوض بحر آرال وندير موارده المائية بطريقة جماعية، والموضوع معقد ويحتاج إلى تنسيق سياسى وفنى دائم، خاصة أن كل دولة لها أولويات مختلفة.
أقود إدارة المياه فى أوزبكستان منذ 21 عامًا، وأؤمن أن الحوار والتعاون المستمر هما الطريق الوحيد لضمان العدالة المائية للجميع، وقد تباحثت مع وزير الموارد المائية المصرى، هانى سويلم، حول سبل تعزيز التعاون المشترك بين بلدينا.
فى هذا السياق.. كيف تتابعون أزمة سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا؟
ــ أنا مطلع جيد على هذه الأزمة، وأرى أن المياه هبة من الله لا يجوز لأى طرف الانفراد بها. ومن الضرورى الالتزام بالقواعد والمعايير الدولية لإدارة المياه وبالاتفاقيات المنظمة لها.
أؤمن بأن الحوار هو الطريق الوحيد لضمان التوازن بين أنظمة الطاقة والرى، وأن لمصر حقًا أصيلاً فى الحصول على حصتها العادلة من مياه نهر النيل.
كيف أثرت التغيرات المناخية على الموارد المائية والأمن الغذائى فى أوزبكستان؟
ــ التأثير سلبى وواضح، كما أن الذوبان السريع للأنهار الجليدية يقلل من كميات المياه المتاحة ويؤدى إلى حوادث مناخية طارئة، وهذا يشكل تهديدًا حقيقيًا للأمنين المائى والغذائى، ولذلك نعمل على تبنى سياسات صارمة للاستخدام الرشيد للمياه وتحسين كفاءة الرى.
وأرى أن التعاون بين مصر وأوزبكستان فى مجال المياه العابرة للحدود يمكن أن يكون نموذجًا مثاليًا لتبادل الخبرات فى مواجهة هذه التحديات.
ما فرص التعاون بين مصر وأوزبكستان فى مجال إدارة الموارد المائية؟
ــ التعاون بين بلدينا واعد جدًا. لقد درسنا تجربة مصر فى إدارة مواردها المائية واستفدنا منها كثيرًا.
وهناك اهتمام بتبادل الخبرات فى تدريب الكوادر الفنية والإدارية، وفى إدارة المياه الجوفية، وكذلك ترشيد الاستهلاك بتطبيق تقنيات مثل الرى بالرش والتنقيط. كما بدأنا بالفعل التعاون مع عدد من الشركات المصرية فى هذا المجال.