توفيت عصر اليوم الخميس، الفنانة الكبيرة سهير البابلي، عن عمر يناهز 84 عاما؛ بعد تعرضها لوعكة صحية شديدة، نقلت على إثرها للعناية المركزة بأحد المستشفيات أمس الأربعاء.
وحلت سهير البابلي ضيفة في أحد البرامج المذاعة على التليفزيون المصري مع الإعلامي مفيد فوزي، وتحدثت في بداية اللقاء عن قلقها بشأن إجراء الحوارات التلفزيونية؛ لأنها تعتبرها أرشيفها ومكتبتها الخاصة التي تسجلها للجمهور إلى الأبد، ويمكنهم مشاهدتها في أي وقت، ولهذا تكون متوترة لتظهر لهم بأفضل شكل.
أكدت سهير البابلي على أن بدايتها الفنية كانت صعبة، فعلى الرغم من موافقة والدها على دخولها المجال الفني، إلا أن والدتها وخالها رفضا هذا الأمر تماما، وقالت لها والدتها، "هتبقي غازية من سنباط".
ومن ناحية أخرى، صرّحت سهير خلال اللقاء بأن الضحك أمرا ضروريا لكل المجتمعات ولكل إنسان على وجه الأرض؛ لأنه المطهر الذي يغسل النفس، بجانب أنه يقوم بتحريك عضلات الوجه، فيجعل الإنسان شابا إلى الأبد.
أوضحت سهير أنها أصبحت عندما تضحك تقول "اللهم أجعله خير"، على عكس السابق، حيث كانت تضحك ويضحك بقية الشعب المصري من قلوبهم دون أن يخشوا شيئا، مرجعة أسباب ذلك إلى تغير أخلاقيات المجتمع المصري، التي جعلته يواجه العديد من الأزمات المجتمعية، ولذلك أصبح الضحك صعبا.
وعن تلقيبها بلقب غول المسرح، قالت: "الغول هو من يمحي من يقف بجانبه، والمفروض أن أكون سعيدة لأنني أمحي من يتواجد بجانبي على خشبة المسرح، ولكنني لا أحب هذه الألقاب، فالممثلين العالميين لا يضعوا قبل أسمائهم أي لقب، كما أن ممثلينا وفنانينا العظام لم يوضع قبل أسماؤهم أي ألقاب، مثل أنور وجدي، عبد الحليم حافظ، وليلى مراد، فالألقاب هو شيء حديث لا أحبه، لأنه يضعف من اسم الفنان، فأنا سهير البابلي ويكفيني ذلك".
وروت البابلي خلال اللقاء موقفا طريفا جمعها بالمطرب الراحل عبد الحليم حافظ، موضحة أنها مازحته في إحدى المرات بأن الجمهور سيلتف حولها وسيتركه لأنها أشهر منه، بالرغم من أنها وقتها لم تكن مشهورة، مشيرة إلى أنها قالت ذلك فقط لتمازحه، ولكنها فوجئت أنه أخذ كلامها على محمل الجد، واتفق معها على السير في شارع عدلي بوسط البلد في اتجاهين مختلفين، ليشاهدا سويا لمن سيذهب الناس؟.
قالت سهير أن الشارع الذي كانت تسير به، أصبح فارغا تماما من الناس خلال عدة لحظات من ظهور عبد الحليم حافظ، وكأن الشارع كان مهجورا، ثم قالت، "هو الله يرحمه كان غيوظ بس دمه خفيف، فغاظني لما الناس اتلمت عليه، وشاور على جمهوره وقالي هالو تاخدي شوية؟".
الفنانة الراحلة سهير البابلي ولدت في 14 فبراير 1937 في مركز فارسكور بمحافظة دمياط، ولكنها نشأت في مدينة المنصورة المدينة الأصلية للعائلة، بمحافظة الدقهلية، كان والدها مُعلم رياضيات وناظر مدرسة المنصورة الثانوية العسكرية بنين، ووالدتها ربة منزل.
ظهرت على سهير البابلي الموهبة في سن مبكرة، فالتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية ومعهد الموسيقى في نفس الوقت، الأمر الذي كانت ترفضه والدتها على الرغم من تشجيع والدها والذي تنبأ منذ صغرها بأن تكون فنانة مشهورة لأنها كانت تجيد تقليد الممثلين. والفنانة لها رصيد مسرحي وسينمائي وتليفزيوني كبير.