أكد الكثير من الفنانين أنهم سيشاركون في الاحتفال بذكرى مرور عام على بدء ثورة 25 يناير مما أدى إلي إثارة العديد من التساؤلات عن الأسباب التي تدفعهم للمشاركة! .. هل دفاعا عن الثورة أم دفاعا عن مهنتهم؟ ..وهل أجبرتهم تصريحات الإسلاميين ضد الفن على توحيد صفوفهم وإعلان التحدي؟ .. وهل سيحدث صدام بين التيار الإسلامي وحاملي شعلة الفن والثقافة؟ .. وهل تشهد مصر صراعا سياسيا - فنيا مع الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية التي استحوذت على أغلب مقاعد مجلس الشعب؟.
المخرج عصام الشماع قال "إن ما قام به فنانو مصر في الفترة الأخيرة وقفة "استباقية" لما يحدث الآن ، وفيما يحدث خلال الفترة المقبلة ضد تصريحات التيارات المتطرفة للجناح الإسلامي السياسي بخصوص تقييد حرية الإبداع وفرض القيم الرجعية التي توقف مسيرة الفن والثقافة وهى تعد ملامح الشخصية المصرية لكونها مركز الثقافة والإبداع".
وقال "لن تحدث عملية صدام خلال الفترة المقبلة سواء على مستوى الأحزاب أو التيارات المعلنة أو غير المعلنة" .. موضحا أن التيارات الإسلامية أذكى من ذلك لكونها أصبحت تيارات رسمية ولا تريد الدخول في صدام يعطل أهدافها المستقبلية التي تريد تحقيقها في أقرب فرصة ، حيث أن هذا التوقيت فرصتها الذهبية لتحقيق جميع أهدافها".
وأوضح أن تاريخ هذه التيارات السياسية يشهد اعتمادهم على مبدأ "التدرج والتدريج" من أجل تحقيق الهدف المطلوب .. لافتا إلى أنه من الممكن أن يتركوا بعض الأجنحة التي تحمل التبليغ والدعوة للحد من النشاط الثقافي والفني مما يشكل صداما ولكن ليس بشكل معلن.
وترى الناقدة ماجدة خير الله أن اندفاع الفنانين لإعلان ثورتهم الآن هى ردا على تصريحات بعض رموز التيارات السلفية بشأن العمل على تقليص حرية الإبداع ومهاجمة رموزه مثل "نجيب محفوظ". وقالت "إن ما يقوم به الفنانون يأتي بغرض الدفاع عن مهنتهم وفكرهم ، حيث من غير المنطقي أن يقوم تيار معين بفرض فكر معين خاصة في المجال الفني والإبداعي "الثقافة - الفن التشكيلي - المسرح - السينما" وجميعها يبلغ عمره أكثر من 100 عام.
وأوضحت أن قيام نقيب المهن التمثيلية أشرف عبدالغفور بلقاء المرشد بشكل رسمي هى خطة لتسليم مفاتيح الفن للتيارات الإسلامية مما أدى لحالة احتقان بين حاملي شعلة الفن والثقافة لكونها بداية لفرض فكر معين على حرية الإبداع والثقافة والفن. واستبعدت أن يقع صدام مع التيارات الإسلامية لكون الدولة دولة قانون ورقابة
ولا أحد يستطيع فرض فكره على فكر آخرين ، ودعت الفنانين إلى أن يكونوا على قدر المسئولية للدفاع عن هويتهم وفكرهم.
وترى المخرجة إنعام محمد علي أن ما قام به الفنانون خلال الفترة الماضية هى عملية "إستباقية" لوقف موجة الهجوم من جانب "الإسلاميين" الذين هاجموا حرية الفن والثقافة في إطار خطوة لتقييد حرية الإبداع والفكر.
وأضافت أن دعوات "الإسلاميين" تعالت خلال الفترة الأخيرة وأصبحت تصريحاتهم ضد الفن "غير منطقية" ، إذ كان لزاما على الفنانيين أن يعلنوا حركتهم الثورية لتقف ضد أي تيار يندفع من أجل تقييد حرية الإبداع والتفكير والثقافة.
وأشارت إلى أن تصريحات رموز السلفيين تخطت الخطوط الحمر عند مهاجمة الفن والثقافة مما يعني أنهم يريدون أن يطبقوا فكرا بعينه على مجتمع يتطلع نحو الديمقراطية وحرية الإبداع والفكر .. لافتة إلى أن المطالب التي ينادي بها ثوار الفن هى نفس مطالب ثورة 25 يناير مما يعني توافق الرؤى بين "ثوار الفن وثوار 25
يناير".
ولفتت إلى أن الأيام المقبلة سوف تثبت أنه كان هناك صدام بين أنصار التيار الإسلامي السياسي وثوار الفن ، حيث أنهم يبادرون بالهجوم ونحن ندافع عن هوية الفن والثقافة .. مؤكدة أنه بات من الواضح أن الوضع خلال الفترة المقبلة يشهد حالة من الضربات الاستباقية لصد الهجوم ، وأصبح الشعب المصري هو الحكم بين الفريقين.