طالب حزب الخضر الألماني بوقف شامل لصادرات الأسلحة الألمانية إلى السعودية، وذلك عقب وفاة الصحفي السعودي المنتقد لحكومة المملكة جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.

وقالت رئيسة الحزب أنالينا بيربوك في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني (زد دي إف): "يتعين أيضا تجميد صادرات الأسلحة التي تم إصدار تصاريح بها، هذا سيمس السعودية للغاية".

وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أعلنت أمس الأحد مراجعة صادرات الأسلحة الألمانية للسعودية.

وعن ذلك قالت بيربوك: "هذا رد فاتر"، مضيفة أنه يتعين على ألمانيا إنهاء "الشراكة الاستراتيجية" مع السعودية المتعلقة بصادرات الأسلحة والعلاقات الاقتصادية، وقالت: "قد يتسبب ذلك في إيلام ألمانيا نوعا ما، لكن هذه هي النقطة الحاسمة الآن... يتم التعامل مع السعودية كما لو كانت لاعبا عاديا تماما. لكن هذا ليس الحال".

وتتهم مصادر في تركيا السعودية بتعذيب وقتل خاشقجي خلال زيارته للقنصلية السعودية في إسطنبول.

وفي المقابل، تقول السلطات السعودية إن خاشقجي مات خلال شجار داخل القنصلية.

وكان الائتلاف الحاكم الألماني اتفق في معاهدة تشكيل الائتلاف على عدم تصدير أسلحة للدول المشاركة في حرب اليمن، والتي من بينها السعودية. ولا تندرج صفقات الأسلحة التي تم إصدار تصاريح بشأنها ضمن هذا الاتفاق.

يذكر أن الحكومة الألمانية، التي تضم التحالف المسيحي المنتمية إليه ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي، وافقت على صفقات بيع أسلحة للسعودية بقيمة تقارب نصف مليار دولار حتى الأن خلال عام 2018، مما يجعل من المملكة ثاني أكبر مشتر للأسلحة الألمانية بعد الجزائر، وفقا لوثيقة لوزارة الاقتصاد الألمانية اطلعت عليها وكالة الأنباء الالمانية (د.ب.أ) يوم الجمعة الماضي.

وجاء في الوثيقة، التي أعدتها الوزارة بناء على طلب من النائب البرلماني المنتمي لحزب الخضر أوميد نوريبور، وافقت برلين على مبيعات أسلحة للسعودية بقيمة 4ر416 مليون يورو ( 477 مليون دولار) في الفترة من الأول من يناير وحتى 30 سبتمبر من العام الجاري.

وفي سياق متصل، طالبت بيربوك الحكومة الألمانية بإبلاغ رئيس شركة "سيمنس" الألمانية جو كيزر بعدم المشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض الذي سينعقد خلال الأيام المقبلة.

تجدر الإشارة إلى أن شركة "سيمنس" للصناعات الإلكترونية والهندسية تتطلع لصفقات بالمليارات مع الرياض.

لا تزال مشاركة رئيس مجلس إدارة شركة سيمنس في المنتدى الاقتصادي بالسعودية غير محسومة على خلفية وفاة خاشقجي.
وقال متحدث باسم الشركة أمس الأحد لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن رئيس مجلس إدارة الشركة جو كيزر لم يحسم ذلك بعد.