أنطوان زند يروي شهادته على نصف قرن من التوزيع السينمائى بمصر - بوابة الشروق
الجمعة 10 مايو 2024 5:02 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أنطوان زند يروي شهادته على نصف قرن من التوزيع السينمائى بمصر

انطوان زند ندوة فيلم الموزع السينمائي بسيتى ستارز تصوير لبنى طار
انطوان زند ندوة فيلم الموزع السينمائي بسيتى ستارز تصوير لبنى طار
خالد محمود 
نشر في: الثلاثاء 24 أكتوبر 2017 - 8:50 م | آخر تحديث: الثلاثاء 24 أكتوبر 2017 - 11:13 م
- فى مطلع التستينيات كانت مصر مركز توزيع إقليمى للأفلام فى العالم العربى وإفريقيا.. وتراجعت فى السبعينيات.. والقرصنة بدأت مع ظهور الفيديو فى الثمانينيات 

- إجراءات حماية الفيلم المحلى سوف تؤدى لانصراف الجمهور عن السينما
شهدت ندوة تكريم الموزع السينمائى الكبير أنطوان زند والتى أقيمت بأحد دور العرض بمدينة نصر وأدارها الناقد خالد محمود، مناقشة أزمة التوزيع فى مصر وتاريخها منذ الستينيات وحتى الآن، وكيف تأثرت عملية التوزيع فى فترة المقاطعة العربية لمصر وكذلك بمنظومة الاحتكار خلال العشر سنوات الأخيرة.

ورصد أنطوان زند الذى تخصص فى توزيع الأفلام الأمريكية بمصرلمدة أكثر من ٥٠ سنة، تاريخ علاقة المجتمع المصرى بالسينما، فى فترات صعود الصناعة وانكماشها وقال: فى مطلع الستينيات كانت مصر مركز توزيع إقليمى للأفلام الأمريكية فى أغلب الدول العربية وبعض دول إفريقيا، فيما تخطت عدد شاشات العرض الـ٣٠٠ موزعة فى جميع محافظات الجمهورية، وهو رقم كبير بالنسبة لتعداد السكان الذى كان نحو ٢٦ مليون نسمة عام ١٩٦٠.
وقال أنطوان إنه بنى خبراته فى التوزيع من خلال الاحتكاك المباشر مع دور العرض فى القاهرة والأقاليم، لتسويق الأفلام؛ حيث كانت نصف الإيرادات المتوقعة للأفلام تأتى من هناك، خاصة فى مدن القناة التى كانت تضم جاليات أجنبية. 
ولأن نسخ الفيلم كانت تقتصر على اثنتين فقط، كان يتم عرضهما بالقاهرة والإسكندرية اللتين تستحوذان على دور العرض الكبرى (أكثر من ١٠٠٠ كرسى للشاشة)، ثم يتم عرضهما فى الأقاليم تباعًا.
ويضيف زند: «كان علينا أن نتعرف عن قرب على جميع دور العرض؛ حيث كان يبدأ دورنا فى التسويق بعرض قائمة أفلامنا وخطة وتواريخ عرضها خلال العام على أصحاب دور العرض، ويستلزم هذا أيضا أن نختار أسماء عربية جذابة للأفلام تناسب تفضيلات الجمهور، وبحلول النصف الثانى من الستينيات تغير مشهد صناعة السينما فى مصر؛ حيث برز دور الدولة فى إنتاج الأفلام وتوزيعها فى مقابل تقليص عدد دور العرض إلى ٢٥٥ شاشة، وفى عام ١٩٦٦ خسرت مصر دورها كمركز إقليمى فى توزيع الأفلام الأمريكية بعد قرار حكومى يجبر العملاء فى الدول الأخرى على تحويل ٢٥ ٪ من حصيلة شراء الأفلام إلى مصر، فاتفقت معظم الشركات الأمريكية على نقل مركز عملياتها الإقليمى إلى لبنان، واقتصرت عملياتها فى مصر على التوزيع المحلى فقط.
ويستطرد أنطوان: بطبيعة الحال شهدت فترة السبعينيات تراجعًا فى صناعة السينما بمصر، فبعد ١٩٦٧ خرجت دور العرض بمدن القناة نهائيًا من الخدمة، وأضعفت ظروف الحرب فرص التوزيع، ومع تراجع دور الدولة من جديد فى الإنتاج السينمائى عام ١٩٧١، لم يحدث أى تطور على مستوى إتاحة فرص أكبر للأفلام الأجنبية التى أصبح مسموحًا باستيراد ٣ نسخ للفيلم الواحد بدلًا من نسختين فقط؛ حيث انخفض عدد دور العرض إلى ١٩٠ شاشة فقط عام ١٩٧٧، وأدى هذا إلى تأخر وصول الأفلام لدور عرض الأقاليم التى ساءت حالتها وبدأ ملاكها فى بيعها وتحويلها لأنشطة أخرى، بينما حملت فترة الثمانينيات وسيط عرض جديد، وهو الفيديو الذى فتح مجالًا لقرصنة الأفلام، وبالتحديد مع صعود أسهم الأفلام الهندية بقوة لدرجة أن المنتجين المصريين نجحوا فى استصدار قرار بمنع عرض الأفلام الهندية لأكثر من ٥ أسابيع متتالية.
ومع مطلع التسعينيات بدأت بوادر انتعاش جديدة فى دور العرض والتوزيع مع بدء إنشاء سينمات جديدة متعددة الشاشات فى ضواحى القاهرة، ثم امتد هذا التوجه إلى الإسكندرية والمحافظات، إضافة إلى تطوير دور العرض القديمة، وفتحت المنافسة أمام جميع الموزعين بسبب تعدد ملكية دور العرض بين أكثر من جهة، فيما تم رفع عدد النسخ المتاحة للفيلم الأجنبى إلى ٥ نسخ، لكن للأسف تركز ملكية دور العرض لدى كيان واحد فقط فى منتصف التسعينيات، وتخوفت وقتها من أن يصل الأمر إلى الاحتكار، وأن نجبر على نسب معينة فى الإيرادات لعدم قدرتنا على الرفض، وكان المتعارف عليه وقتها أن الإيرادات تقسم بالتساوى بين دار العرض والموزع، فاتفقنا كموزعين ومنتجين على الاستثمار فى دور العرض، وفى النهاية تم الاتفاق أن توزع النسخ على الجميع،
ويستمر الفيلم فى السينما طالما استمر بالنجاح، ثم تزايدت الضغوط بعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، والتى كان من آثارها عدم قدرة دور العرض على العمل بسبب الاضطرابات السياسية، بجانب صعوبات تحويل النقد الأجنبى للشركات الأجنبية، وشكل تحديد عدد النسخ خسارة للصناعة
بشكل عام، ومع تقليل نسب إنتاج الأفلام المحلية، لا تجد دور العرض أفلامًا كافية للعرض، وبالتالى تتزايد الضغوط عليها، ولن تفلح إجراءات حماية الفيلم المحلى بل قد تؤدى لانصراف الجمهور عن السينما».
وفى ٢٠١٥ وصل عدد النسخ المسموح باستيرادها للفيلم الأجنبى إلى ١٠ نسخ، وارتفع عدد الشاشات إلى أكثر من ٥٠٠ شاشة سينما، وهو رقم غير مسبوق فى مصر لكنه الأقل مقارنة بعدد السكان، مع معدل إنتاج محلى ٤٢ فيلمًا فى ٢٠١٦، وبالتالى فإن دور الأفلام الأجنبية هو أساسى
فى استمرار هذا النمو.
وقد شهد حفل تكريم أنطوان زند عددا كبيرا من صناع السينما والشخصيات العامة، منهم شادى زند، مدير التوزيع والمبيعات بيونايتد موشن بيكتشرز، والمحلل السينمائى علاء كركوتى رئيس MAD Solutions والشريك المؤسس فى مركز السينما العربية، والمنتج محمد حفظى، وشيرين زند العضوة المنتدبة ليونايتد موشن، والمخرج تامر حمزة، والمؤلف هانى سرحان، والذين تحدثوا عن دور أنطوان زند فى مسار التوزيع بمصر، بينما قالت ماجى أنور مخرجة فيلم «الموزع» إن الفيلم يحكى السيرة الذاتية للموزع أنطوان زند، وهو من تأليف وإخراج ماجى أنور، التى شاركت فى الإنتاج مع الفنان الكبير هشام سليم، وينتمى الفيلم إلى سلسلة كلاسيكيات لماجى أنور تعتمد على تكريم الرموز الفنية المهمة التى أثرت فى السينما من خلال دورها الفعال فى تاريخ صناعة السينما، وذلك من خلال إنتاج فيلم وثائقى يروى مسيرة بطل الفيلم، وتعتمد على سرده لتاريخه والعقبات والنجاح الذى حققه خلال رحلته، هى سلسلة تعتمد على البطل نفسه وليست على آخرين يوثقون حياة الشخص. 
أنطوان زند موزع سينمائى تخصص لأكثر من خمسين عاما فى توزيع الأفلام الأمريكية بمصر، وهى المسيرة المهنية الطويلة التى شكلت مصدر إلهام لجميع صناع السينما المتابعين لها ولاسيما فى فترات صعودها أو انكماشها، حيث علق زند على مسيرته قائلا: «أعمل بالسينما منذ أكثر من 55 عامًا، والتوزيع هى مهنة لا يعمل بها إلا من يعشقها، وأعتقد أننى زرت كل المدن المصرية والأقاليم خلال رحلاتى كموزع، كان على أن أصعد السلم بالتدريج، وأن أبنى خبرات فى جميع جوانب التوزيع».
وعرض عقب الندوة الفيلم الوثائقى «الموزع» للمخرجة ماجى أنور والذى تدور أحداثه حول قصة كفاح وحياة الموزع أنطوان زند الوكيل الحصرى لكبرى شركات هوليوود لتوزيع الأعمال السينمائية بالوطن العربى. 
يذكر أن فيلم «الموزع» استغرق تصويره عدة أشهر وانتهت ماجى منه بالعام الماضى. وأكدت أنه يحمل العديد من الأسرار حول مقر شركة زند التى كانت بيتا لأسرته، بالإضافة إلى الكشف عن عدد من آلات المونتاج والعرض النادرة والتى لم تعد تستخدم بالسوق السينمائية ولكن الزند لا يزال محتفظا بها.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك