«القلل القناوى» تصارع «الحداثة» من أجل البقاء - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 10:51 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«القلل القناوى» تصارع «الحداثة» من أجل البقاء

حمادة عاشور
نشر في: السبت 25 مايو 2019 - 11:36 م | آخر تحديث: السبت 25 مايو 2019 - 11:36 م

حشمت: ارتفاع أسعار الخامات أثّر على كل الصناعات اليدوية.. والتطور التقنى أدى إلى عزوف الأهالى عن تلك المنتجات

 

عُرفت محافظة قنا بفنون الصناعات والحرف اليدوية التى توارثتها الأجيال، فاشتهرت بصناعة الفخار والخزف والفركة والعسل الأسود، لكن «القلل القناوى» والبلاليص أخذت شهرة خاصة ومكانة متقدمة على جميع الحرف لتمكن الأهالى من تلك الحرفة.
قرية «جراجوس» التابعة لمركز قوص جنوبًا، اشتهرت بصناعة الفخار والخزف، ومدينة قوص نفسها اشتهرت بمعاصر زيوت النباتات الطبية، أما مدينة نقادة وقراها فاشتهرت بصناعة الفخار والفركة والسلاسل من سعف النخيل والأثاث، فى حين اشتهرت مدينتا فرشوط ونجع حمادى شمالا بصناعة العسل الأسود من قصب السكر.
وتعد صناعة الفخار من الحرف الشائعة فى قنا بالكامل، لامتهان وشهرة عدد كبير من قرى المحافظة بهذه الصناعة، التى تحارب شبح التكنولوجيا الحديثة، ففى قرية الطويرات التابعة لمركز قنا، يمتهن معظم أهالى القرية هذه الصناعة التى توارثوها عن أجدادهم، ويعتبرونها مصدرا للرزق.
صناعة الفخار بحسب الحاج على الناظر، أحد أبناء قرية الطويرات هى مهنة توارثها عن أجداده، فهى من الحرف الخالدة، وتمر بعدد من المراحل تبدأ بجلب الأحجار من الجبال لتصنيع عجينة الطينة التى توضع فى مخمرة ويوضع فيها الماء، وبعد ذلك توضع على صينية دوارة وتصنع على أيدى الحرفى.
هذه الصناعة رغم أنها من الصناعات الشائعة فى قنا، وهى صناعة فرعونية الأصل، إلا أنها يُخشى عليها من الاندثار خلال السنوات القادمة، وربما تصبح القلل القناوى التى غنى لها سيد درويش «مليحة القلل القناوى» أثرا بعد عين.
الدكتور عصام حشمت، المدرس بكلية الآثار بجامعة جنوب الوادى، وصاحب دراسة عن المهن والحرف فى قنا، أكد لـ«الشروق» أن الحرف اليدوية شهدت تراجعا لعدة أسباب منها عمل أرباب الحرف فى إطار غير مؤسسى، فمعظم هذه الأنشطة تعمل فى صورة عائلية ــ مهنة توارثها الأبناء عن الآباء ــ ومن ثم لا يوجد دعم مالى كافٍ لهذه الحرف وفى نفس الوقت يعانى أصحاب الحرف والصناعات التقليدية من عدم المعرفة بكيفية الحصول على خدمات تمويلية مناسبة، فهناك عدة عوامل تمثل معوقات أمام هذه الصناعات منها تدنى أجور الحرفيين بالرغم من الجهد الشاق الذى يقتضيه العمل اليدوى وضعف الإنتاج مقارنة بالصناعات الأخرى الكبيرة التى تعتمد على التقنيات التكنولوجية الحديثة، إضافة إلى ارتفاع أسعار الخامات المستخدمة فى هذه الصناعات.
وأوضح «حشمت» أن التطور التقنى الذى تعيشه معظم دول العالم وتغير نمط ومستلزمات الحياة العصرية نتيجة لوفرة مثيلاتها المصنعة ميكانيكيا وبأسعار متدنية كثيرا عما يمكن صنعه يدويا، أدى وبشكل واضح لعزوف الكثيرين من العاملين فى مجال الصناعات والحرف التقليدية للبحث عن سبل كسب تعود عليهم بما يحتاجون إليه من عوائد مالية أعلى، هذا بالإضافة إلى قلة عدد المؤسسات التعليمية المهتمة بالحرف والصناعات التقليدية التراثية سواء على مستوى الجامعات أو المعاهد أو المدارس الفنية ومن ثم لا تتوافر الأيدى العاملة المدربة تدريبا حرفيا وأكاديميا بصورة كافية كل ذلك أدى إلى انصراف الكثير من الحرفيين عن الاستمرار فى مزاولة النشاط الحرفى أو حتى الإقبال عليه، ولذلك تتعرض الحرف اليدوية لمرحلة حرجة.
واقترح حشمت، لمواجهة مخاطر الاندثار، إنشاء مركز لتدريب شباب الخريجين على الصناعات والحرف اليدوية ويكون من مهام المركز التفاعل مع الخريجين ممن لديهم أفكار أو مبادرات فردية يمكن تطويرها لتصلح كأساس لإقامة مشروعات جديدة، وتنمية وعى وتشجيع الخريجين وتسهيل طريقهم إلى بدء مشروعات خاصة بهم بشتى الوسائل وذلك إسهاما فى القضاء على البطالة بينهم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك