ــ واشنطن تهدد بقطع المساعدات عن الخرطوم.. ولندن: اعتقال وزراء مدنيين «خيانة للشعب».. والأمم المتحدة تدعو لاستعادة النظام الدستورى
ــ الاتحاد الأفريقى يطالب بإطلاق سراح جميع القادة السياسيين.. والجامعة العربية تدعو للالتزام بالوثيقة الدستورية
توالت، ردود الأفعال العربية والدولية المعبرة عن القلق حيال التطورات السياسية فى السودان، وذلك بعد اعتقال عدد من المسئولين، ووضع رئيس الحكومة عبدالله حمدوك قيد الإقامة الجبرية.
وأعرب المبعوث الأمريكى الخاص للقرن الأفريقى جيفرى فيلتمان عن القلق العميق إزاء التقارير التى تتحدث عن استيلاء الجيش السودانى على الحكومة الانتقالية.
وأكد فيلتمان عبر حساب مكتب الشئون الأفريقية بوزارة الخارجية الأمريكية على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، أن «هذا مخالف للإعلان الدستورى والتطلعات الديمقراطية للشعب السودانى، وغير مقبول على الإطلاق»، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
وأضاف محذرا: «كما قلنا مرارا: أى تغييرات فى الحكومة الانتقالية بالقوة يعرض المساعدات الأمريكية للخطر».
وفى لندن، أبدى روبرت فيرويذر المبعوث البريطانى الخاص للسودان وجنوب السودان قلقه العميق إزاء التقارير التى تتحدث عن اعتقال الجيش لأعضاء مدنيين بالحكومة السودانية. وكتب فيرويذر فى تغريدة على حسابه بموقع تويتر، أن «أى خطوة من هذا القبيل تمثل خيانة للثورة وللانتقال وللشعب السودانى».
وفى برلين، قال وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس فى بيان إن «الأنباء عن محاولة انقلاب جديدة فى السودان مقلقة»، مضيفا: «أدعو جميع المسئولين عن الأمن والنظام فى السودان إلى مواصلة انتقال السودان إلى الديمقراطية واحترام إرادة الشعب».
وشدد ماس «يجب إنهاء محاولة الإطاحة (بالحكومة) على الفور»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
بدوره، دعا الاتحاد الأوروبى إلى إعادة العملية الانتقالية فى السودان لمسارها الصحيح.
وأعرب جوزيب بوريل مسئول الشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبى، عبر حسابه على موقع تويتر، عن بالغ القلق إزاء التطورات فى السودان، مشيرا إلى أن «الاتحاد الأوروبى يدعو جميع أصحاب المصلحة والشركاء الإقليميين إلى إعادة عملية الانتقال إلى مسارها الصحيح».
من جهته، طالب فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال فى السودان (يونيتامس) جميع الأطراف بالعودة للحوار لاستعادة النظام الدستورى.
وأعرب بيرتس فى بيان عبر حساب البعثة على موقع «تويتر»، عن بالغ القلق «بشأن التقارير حول انقلاب جارٍ ومحاولات لتقويض عملية الانتقال السياسى فى السودان».
وأضاف أن «الاعتقالات التى تردد أنها طالت رئيس الوزراء والمسئولين الحكوميين والسياسيين غير مقبولة».
وتابع: «أدعو قوات الأمن إلى الإفراج الفورى عن الذين تمّ اعتقالهم بشكل غير قانونى أو وضعهم رهن الإقامة الجبرية»، مشددا «تقع على عاتق هذه القوات مسئولية ضمان أمن وسلامة الأشخاص المحتجزين لديها».
كما حث المسئول الأممى جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، داعيا جميع الأطراف العودة فورا إلى الحوار والمشاركة بحسن نية لاستعادة النظام الدستورى.
من جهته، أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى موسى فقى محمد أن الحوار والتوافق هما السبيل لإنقاذ السودان وانتقاله الديمقراطى، داعيا إلى إطلاق سراح جميع القادة السياسيين فى السودان واحترام حقوق الإنسان، وفقا لوكالة رويترز.
وفى القاهرة، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط عن بالغ القلق إزاء تطورات الأوضاع فى السودان، مطالبا جميع الأطراف السودانية بالتقيد الكامل بالوثيقة الدستورية.
ونقل بيان نُشر على موقع الجامعة، عن مصدر مسئول بالأمانة العامة القول إنه «لا توجد مشكلات لا يمكن حلها بدون الحوار، ومن المهم احترام جميع المقررات والاتفاقات التى تم التوافق عليها بشأن الفترة الانتقالية وصولا إلى عقد الانتخابات فى مواعيدها المقررة».
وحث المسئول على «الامتناع عن أية إجراءات من شأنها تعطيل الفترة الانتقالية أو هز الاستقرار فى السودان».
كما دعت منظمة التعاون الإسلامى جميع الأطراف السودانية إلى الالتزام بالوثيقة الدستورية وبما تم الاتفاق عليه بشأن الفترة الانتقالية.
وقالت المنظمة، فى بيان نشرته على موقعها الإلكترونى، إن الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامى تتابع بانشغال تطورات الوضع فى السودان.
وأكد الأمين العام للمنظمة، الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين أن الحوار هو السبيل لتجاوز الخلافات تغليبا للمصلحة العليا للشعب السودانى، ولتحقيق تطلعاته فى الأمن والاستقرار والتنمية الازدهار.