حكايات القصور.. الحلقة 11: حذاء «تيتو» الذي أعجب «مبارك» - بوابة الشروق
السبت 4 مايو 2024 7:21 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حكايات القصور.. الحلقة 11: حذاء «تيتو» الذي أعجب «مبارك»

حسني مبارك
حسني مبارك
كتب- حسام شورى
نشر في: الأحد 27 مايو 2018 - 1:25 م | آخر تحديث: الأحد 27 مايو 2018 - 1:25 م

تواصل «بوابة الشروق» نشر حلقات مسلسلة تروي طرائف ولطائف من حياة حكام مصر في العصر الحديث، من واقع حكايات موثقة كتبها أشخاص معاصرون لهم في مذكراتهم أو كتبهم السياسية، أو رواها الحكام عن أنفسهم.

ولا ترتبط «حكايات القصور» بأحداث خاصة بشهر رمضان، وإن كان بعضها كذلك، كما لا تقتصر «الحكايات» على القصص ذات الطابع الفكاهي، أو المفارقات التي تعكس جوانب خفية في كل شخص، بل يرتبط بعضها بأحداث سياسية واجتماعية مهمة في تاريخ مصر.

وإلى الحلقة الحادية عشرة:
---------------
التقى السفير «جمال منصور» وكيل وزارة الخارجية، وسفير مصر في «بلجراد» الرئيس الأسبق «مبارك» لأول مرة عندما كان يشغل منصب نائب الرئيس، وقد كلفه الرئيس «السادات» بنقل رسالة إلى الماريشال «چوزيف بروز تيتو»، رئيس يوجوسلافيا.

وعندما ذهب «مبارك» لمقابلة «تيتو»، وقضى نائب الرئيس والسفير مع الرئيس اليوجوسلافي قرابة ساعة، وخرجا بعدها، وكان أول ما قاله «مبارك» لـ«منصور» حين دخلا معا إلى السيارة سؤاله عن إذا كان يعرف من أين يأتي «تيتو» بأحذيته، فهو طول المقابلة لم يرفع نظره عن حذاء «تيتو»، ويراه بديعا، وهو يريد أن يعرف هل الرئيس اليوجوسلافي يشترى أحذيته جاهزة، أم أنها تفصيل؟.

وكان طلبه من السفير أن يسأل من يعرف في حاشية «تيتو» عن ذلك، مضيفا أن «الأحذية الحلوة» هي هوايته الرئيسية!.

وفي السياق نفسه، يحكي السياسي الكبير «فتحى رضوان» «1911-1988» أنه جاءه اتصالا من رئاسة الجمهورية يبلغوه فيه أن الرئيس «مبارك» يريد أن يراه ويتعرف عليه، وأنه حدد له موعدا في استراحة «الدخيلة» التي كان ينزل فيها من أيام قيادته للطيران، وأن سيارة من الرئاسة سوف تجىء إلى بيته في مصر الجديدة، وتقله إلى مطار «ألماظة» في الساعة السابعة صباحا ليكون في «الدخيلة» ولموعده مع الرئيس في العاشرة.

وتحمَّس «فتحى رضوان» للقاء، وكان لديه كثير يريد أن يقوله، وقد كتب بالفعل نقطا استغرقت خمس ورقات بخطه، وجاءت السيارة، وطارت الطائرة، ووصل «رضوان» إلى مطار «الدخيلة»، وهناك قيل له إن موعده مع الرئيس تأخر ساعتين، لأن ضيفا إفريقيا كان يزور مصر سوف يجىء إليه، وأن هناك غرفة خُصصت له في الاستراحة حتى يحين موعده.

وقضى «رضوان» في الغرفة قرابة خمس ساعات، واعتذر عن تناول غداء جاءوا به إليه في الظهر، وبعد الظهر جاء إليه أحد الأمناء يخبره بأن الرئيس سوف يعود الآن من المطار إلى القاهرة مباشرة، وأنه في الطائرة سوف يكون معه ولمدة ساعة على الأقل، وصعد «رضوان» إلى الطائرة الرئاسية، وجلس ولا أحد بجواره؛ لأن الرئيس كان في الجزء الأمامي من الطائرة مع الضيف.

وبعد حوالي ربع ساعة من الطيران، قام «مبارك» عائدا إلى المقاعد الخلفية، وجلس على المقعد المجاور لـ«رضوان»، معتذرا عما وقع من خطأ، لأنه لم يتذكر موعده مع الرئيس الإفريقى، كما أن مكتبه لم يعرف كيف ينسق ما بين موعدين، وأراد في دفع مظنة الإهمال أن يقول لـ«رضوان» إنه مازال نفس الرجل لم يغيره منصب الرئاسة، وأضاف «مبارك»: تصدَّق بالله يا "فتحي" بيه أنا لا أزال وأنا رئيس الجمهورية أمسح حذائي صباح كل يوم بنفسى، أجلس على الأرض، وأمسح الحذاء بالورنيش، ثم الفرشة، وبعدها قطيفة ألمعه بها».

فأوضح «رضوان» لـ«مبارك» أن رئيس الدولة لا يصح له تضييع وقته في مسح حذائه، وقال «مبارك»: «هذه من عوائدي كل يوم، حتى وأنا تلميذ في ابتدائي، وحتى أصبحت قائدا للطيران، ونائبا لرئيس الجمهورية، والآن رئيسا لمصر».

وقبل أن يقول «فتحى رضوان» شيئا من النقاط التي أراد أن يحدث الرئيس فيها، جاء من يقول للرئيس إن الطائرة على وشك الهبوط في مطار القاهرة، فتذكر «مبارك» ضيفه الإفريقى، وأنه يجب أن يكون معه وقت النزول، فقام بعد أن قال لـ«رضوان» إنه سوف يطلب توصيله بالسيارة بعد الهبوط إلى بيت الرئيس حيث تكون الجلسة الحقيقية بين الرجلين.

وهبطت الطائرة، ونزل الركاب، وكانت هناك سيارة في انتظار «رضوان» لكنها لم تحمله إلى بيت الرئيس، وإنما إلى بيته هو!.

وكان «فتحى رضوان» مستفزا من هذا الموقف، ويقول: «هل يُعقل أن أضيع يوما كاملا فى السفر ذهابا وعودة نفس اليوم، ثم يكون لقائي معه خمس دقائق، ولم أستفد منه إلا أنني علمت أنه يمسح جزمته بنفسه!».

- المصدر: محمد حسنين هيكل، مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان ، دار الشروق



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك