بيع الكتب في زمن كورونا.. كالمشى على الجمر - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 7:35 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بيع الكتب في زمن كورونا.. كالمشى على الجمر

شيماء شناوي
نشر في: السبت 28 مارس 2020 - 12:49 م | آخر تحديث: السبت 28 مارس 2020 - 2:43 م
أحمد بدير: لماذا نغلق مكتباتنا فى وجه زائرينا فى ظل حرصنا على سلامتهم واتخاذ أعلى إجراءات الحماية
• محمود لطفى مدير مكتبة تنمية: مبيعاتنا بعد أزمة كورونا لا تتجاوز 15%
• كرم يوسف: الوضع الحالى بائس على الجميع وعلى الناشرين النظر فى المحتوى المقدم للجمهور
• ليال الرستم: أغلقنا مكتبات ديوان بشكل كامل ونستقبل طلبات الجمهور «أونلاين»

عادة تزيد القراءة فى أوقات الفراغ والإجازات. لكن التحدى هو كيفية الحصول على الكتب وشرائها فمع الإجراءات الأخيرة التى تتخذها الحكومة لمواجهة خطر تفشى وباء كورونا، أُحجمت حركة المواطنين فضلا عن إغلاق المحال التجارية، ومنها المكتبات التى لجأت إلى البيع «أونلاين» لمواجهة الأزمة التى تتعرض لها سوق النشر وبيع الكتب. والسؤال الذى يطرح نفسه إلى أى مدى يستجيب القراء لدعوات المكتبات البيع أونلاين؟ وهل يمكن أن يكون هذا البيع المباشر عبر الانترنت يضمن ولو قليلا حركة بيع الكتب، وبالتالى منع الخسائر الكبيرة للناشرين وللمكتبات.. وما هى الحلول لدى المكتبات لرواج بيع الكتب فى ظل الأزمة التى يعانى منها العالم أجمع؟

قال محمود لطفى، مدير مكتبة تنمية، إن حركة البيع قبل بداية ظهور حالات لمصابين بمرض كورونا فى مصر، كانت جيدة، إلا أن ظهور حالات إصابة تباعًا، ثم قرار رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولى، بإغلاق جميع المحال التجارية قبل الساعة السابعة مساء، أدى إلى تخفيض المبيعات بنسبة لا تتجاوز 15% من إجمالى المبيعات التى كانت تحققها المكتبة بفرعيها.


وأضاف «لطفي»، أن تقليص عدد ساعات العمل بالمكتبات وإحجام الناس على النزول إلى الشارع، وإلغاء معارض الكتب على المستوى الإقليمى، وغيرها من الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الدولة لمواجهة تفشى وباء كورونا، كل ذلك عوامل أثرت على حركة البيع بالسلب، موضحًا أنه لجأ إلى قرار الإغلاق الكامل لمكتبة تنمية بفرعيها فى وسط البلد والمعادى، استجابة لخطة الدولة فى مواجهة الأزمة، وخاصة بعدما وجد عددا لا بأس به من زائرى المكتبة يرفض اتباع إجراءات السلامة التى وضعتها المكتبة للحفاظ على حياتهم، ومنها تعقيم اليدين بالكحول وتناول القفازات الطبية وارتداء الكمامة قبل الدخول إلى المكتبة لشراء ما يلزمه من الكتب.


وفى إطار رده عن محاولة استعادة الرواج للكتب عن طريق البيع «أونلاين»، رد مدير مكتبة تنمية «البيع الأون لاين لاقى رواجًا واضحًا بعد قرار حظر حركة المواطنين، حيث أصبحت طلبات الكتب تأتينا من أهل القاهرة أيضًا بعدما كانا نستقبلها من سكان المحافظات والأقاليم فقط».


وعن خطة «مكتبات الشروق» المستقبلية فى تفادى أزمة الركود الحالية، أكد أحمد بدير مدير عام دار الشروق، أن حركة البيع المباشر داخل مكتبات «الشروق» تأثرت سلبيًا بطبيعة الحال منذ الإعلان عن تفشى وباء كورونا، وما تبع ذلك من إجراءات احترازية تتعلق بتقليص عدد ساعات العمل داخل المكتبات، وإغلاق المحال التجارية الكبرى؛ ذلك لأن مكتبات الشروق تمتلك 5 فروع من أصل 7 مكتبات موجودة فى تلك المحال التجارية.


وأضاف «بدير» أن الدار اتبعت عددا من الخطط الاستراتيجية التى تأمل من خلالها العبور من هذا النفق المظلم، ومنها على سبيل المثال، البيع «أونلاين» عبر موقع مكتبات الشروق، وهو الأمر يراه مدير عام الدار «مُبشرا» فى هذه المرحلة، خاصة مع العروض الترويجية التى تتبعها الإدارة ومنها خدمة توصيل الكتب إلى الجمهور بشكل مجانى عند طلبات تبدأ من 150 جنيهًا فيما أكثر، وأن يكون الدفع عند الاستلام من المنزل أو من خلال البطاقة الائتمانية للعميل، بالإضافة إلى عدد من العروض التسويقية الأخرى الخاصة بتقديم خصومات على إصدارات الكتب المختلفة. وأشار بدير إلى أن المسؤل عن توصيل الكتب هو شخص معقم فتوصيل الطلبات سيكون عبر شركة أرامكس، وأبلغونه أنهم أخذوا جميع الاحتياطات الصحية.

وتابع «بدير»: أن دار الشروق حريصة دومًا على الوصول لقرائها وإتاحة جميع إصداراتها بجميع الوسائل إلى جمهورها من القراء، حيث تتيح الدار مؤلفاتها على شكل كتاب إلكترونى يباع عبر كبرى المنصات ومنها موقعى «أمازون»، و«كيندل»، بالإضافة إلى توقيع دار الشروق لاتفاقيات تعاون مع منصتى «اقرأ لي»، و«ستوريتل» للكتب المسموعة، والتى تم من خلالهما تحويل عشرات الكتب الورقية إلى مادة صوتية يستطيع الجمهور تلقيها والاستماع إليها فى أى وقت، من خلال تحميل التطبيق الخاص بالمنصة على الهاتف المحمول.


وشدد «بدير» على أن مكتبات الشروق ترحب بزائريها فى فروعها المختلفة على مدار ساعات العمل المحددة وفق قرار رئيس الوزراء مصطفى مدبولى، مشيرًا إلى أن المكتبات تحرص على اتباع جميع الإجراءات الوقائية لحماية عملائها والعاملين فيها على السواء قائلًا: «لماذا نغلق مكتباتنا فى وجه زائرينا، ما دمنا نحرص على سلامتهم ونتبع أعلى إجراءات الحماية من نظافة وتطهير وتعميق، وتوفير قفازات للعملاء على أبواب المكتبات لاستخدامها فى تصفح الكتب كيفما يشاء»، مضيفًا: «إحنا عايزين نقرب للقارئ بقدر استطاعتنا، فلا يصح أن يكون المتنفس الوحيد للأسرة المصرية هو عدة ساعات، فنقوم نحن بإغلاقها فى وجههم، وإن كانت هناك ضرورة من الغلق النهائى لكانت الحكومة طالبت بذلك».


ومن جانبها ترى الناشرة كرم يوسف، مؤسسة دار ومكتبة «الكتب خان»، أن سوق الكتب فى مصر تعانى ركودًا كبيرا من قبل تفشى فيروس كورونا، وحدوث الأزمة الحالية ساهمت فى وضوح الهشاشة التى تعانى منها صناعة النشر فى مصر، كما أوضحت كيف أن أغلب دور النشر هم مجرد «كيانات صغيرة ضعيفة وهشة» حسبما قالت.

وتحكى «كرم» كيف أن سوق بيع الكتاب فى مصر لا تزال ضعيفة وينقصها الكثير، فعلى الرغم من سعى بعض دور النشر لاتاحة مؤلفاتها على مواقع كبيرة مثل «أمازون» و«كيندل»، إلا أن الطريق ما يزال طويلًا أمام هذه المواقع نفسها؛ لكى يصبح لها أسواق كبيرة فى مصر كما هو حالها فى دولة الإمارات وغيرها من البلاد المختلفة.


وتحدثت مؤسسة «الكتب خان» عن ما وصفته برداءة الإنتاج الفكرى والأدبى الصادر فى الأعوام الأخيرة قائلة: «أغلب ما يُنشر مضامين تافهة ولا تستحق ثمن الورق التى طُبعت عليه، واتمنى أن يكون قد حان الوقت لأن ينظر كل ناشر فى المحتوى الذى يقدمه لجمهوره، وأن يكون الانجياز الأول والأخير لقيمة الجدية ونشر مؤلفات تُقرأ وتظل باقية بمرور السنوات وليس بعدد العناوين الصادرة عن دار النشر».
وتابعت كرم يوسف: «هناك أشياء كثيرة فرضتها أزمة كورونا، وعلى الناشرين استغلالها بشكل مناسب، ومنها انخفاض التوزيع فى المكتبات، فضلًا عن ظاهرة تقلص عدد المكتبات نفسها، والعمل على إنشاء تكتل وكيانات قوية تخدم الناشرين أجمع؛ فمن المفترض أن تغطى السوق المحلية توزيع إصدارات دور النشر قبل تصديره للخارج، ذلك لأن الوضع الحالى بائس على الجميع».

وفى سؤال حول حركة البيع مؤخرًا علقت مؤسسة دار ومكتبة الكتب خان: «مفيش بيع اطلاقًا والمكتبات فى مأزق، فالناس الذين يضطرون للنزول إلى الشوارع يعرفون أن سلامتهم وحياتهم أهم، وسيكون الكتاب فى ذيل اهتمامتهم بعد شراء الأطعمة والأدوية. فضلًا عن أن القرصنة الإلكترونية تساعدهم على توفير جميع إصدارات دور النشر على الإنترنت مجانًا دون الحاجة لدفع المال أو عناء الذهاب للمكتبات. ولا عزاء لأصحاب حقوق الملكية الفكرية».


وفى حديثنا معها حول حركة البيع فى سلسلة مكتبات ديوان، قالت ليال الرستم، مدير التسويق وعضو مجلس إدارة مكتبات ديوان فى الشرق، إنه على الرغم من تقلص عدد ساعات العمل فى المكتبات، وغياب الندوات الثقافية وحفلات توقيع الكتب، وقلة عدد زائرى المكتبة بفروعها المختلفة، إلا أن نسبة مبيعات الكتب ذاتها لم تنخفض بشكل كبير، حيث لجأ رواد المكتبة لشراء عدة عناوين بدلًا من عنوان واحد لقرائته أثناء فترة مكوثهم فى المنزل، مضيفة أن أغلب مبيعات الكتب تتمثل فى المؤلفات الخاصة بالتنمية الذاتية والروايات.


وتابعت «الرستم» أن خدمة البيع المباشر فى المكتبات توقفت بشكلٍ كامل، حفاظًا على صحة وحياة رواد المكتبة، وأن البيع فى الفترة المقبلة وحتى انتهاء الأزمة الحالية والنجاح فى قضاء على وباء كورونا، سيكون عن طريق البيع الـ«أونلاين». وأشارت إلى أن المكتبة وضعت لافتة على جميع فروع مكتباتها، وعلى صفحات التواصل الاجتماعى الخاصة بديوان ورسالة موجة إلى جمهورها جاء فيها: «انطلاقًا من حرص أسرة ديوان على سلامة العاملين والعملاء ووضعها كأعلى الأولويات، فقد قررنا غلق أبواب الفروع للمساهمة المجتمعية فى تقليص عدد الإصابات بفيروس كورونا المستحدث فى مصر. بينما يستمر العمل من خلال الموقع الإلكترونى وصفحات التواصل الاجتماعى وتليفونات جميع الفروع وخدمة العملاء، مع توفير خدمة التوصيل المنزلى وإمكانية تجهيز الطلبات بالفروع المختلفة لتسليمها للعملاء بدون الحاجة إلى الدخول للفرع. رغم أن إجراءات السلامة والعزل الاجتماعى تحتم علينا البقاء بعيدًا عن أماكننا المفضلة، فإننا نحاول أن نأتى إليكم بتجربة ديوان على أكمل وجه وأنتم آمنون فى بيوتكم».

وحول الاعتماد على البيع «أونلاين»، علقت ليال الرستم، أن المكتبة شهدت إقبالًا أكبر على تلقى الكتب عن طريق الشراء أونلاين، خاصة أنها أتاحت توصيل الكتب التى تبلغ قيمتها مائتى جنيه فيما أكثر بشكل مجانى إلى أصحابها، وهو الأمر الذى شجع الناس على الشراء.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك