- الفضائيات الدينية أسهمت فى انتشار الفكر المتشدد.. وغياب الوعى الدينى المستنير أدى إلى وجود أفكار وجماعات متطرفة تسعى لهدم المجتمع
- الأزهر هو الجهة الوحيدة المعنية بشئون الفتوى وليس أى جهة أخرى حتى وزارة الأوقاف نفسها
قال الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، إن الفضائيات الدينية أسهمت بشكل كبير فى انتشار الفكر المتطرف والمتشدد خلال الفترة الأخيرة، كما أن غياب الوعى الدينى المستنير وعدم وجود رموز دعوية جيدة يلتف حولها الشباب أدى إلى وجود أفكار وجماعات متشددة تسعى لهدم المجتمع، مضيفا فى مقابلة مع «الشروق»، أن الأوقاف فرضت سيطرتها بشكل تام على جميع المساجد والزوايا على مستوى الجمهورية، مؤكدا أن مصر آمنة بفضل مجهودات رجال الأزهر الذين توارثنا منهم الاختلافات الفقهية والمذهبية، التى لا يمكن أن تصل إلى حد التشكيك أو الاقتتال، وإلى نص الحوار..
• بداية ما رؤيتك لواقع الخطاب الدينى فى مصر؟
ــ الخطاب الدينى فى مصر يحتاج إلى بعض المراجعات، ولكنه فى المجمل أصبح جيدا، وأفضل مما كان عليه بعد ثورة 30 يونيو مباشرة، حيث شهدت تلك الفترة خطابا عنصريا وطائفيا بين الجماعات والفصائل فى البلاد، واستطاعت وزارة الأوقاف منذ تلك الفترة أن تسير بمصر نحو بر الأمان عبر الخطاب الدينى الموحد فى صلاة الجمعة على مستوى جميع مساجد مصر.
كما حددت الأوقاف خلال خطبة الجمعة الموحدة موضوعات أخلاقية يحتاجها المجتمع المصرى، وساهمت بشكل فعال فى تطوير الخطاب الدينى والقضاء على الخطاب المتطرف الذى تبثه عناصر الجماعات المتشددة.
• ما آليات تطوير الخطاب الدينى من وجهة نظر الأوقاف؟
ــ وزارة الأوقاف تعقد دورات تدريبية لجموع الأئمة يشارك فيها أساتذة من جامعة الأزهر، وذلك لتوعية الدعاة والأئمة وتطوير أدائهم، كما أنشأت الوزارة أكاديمية فى مسجد النور بالقاهرة لتدريب الأئمة على الفقه والحديث والمواد الشرعية والثقافية والفكرية وكيفية تفكيك الفكر المتطرف ومناقشة القضايا العصرية، التى من شأنها أن تخدم على المجتمع المصرى، إلى جانب القوافل الدعوية التى تطلقها وزارة الأوقاف على مستوى الجمهورية من الإسكندرية إلى أسوان لنشر الفكر الوسطى المستنير، إضافة إلى الأمسيات الدينية التى تنظمها الوزارة فى القرى والنجوع، وهذه من شأنها أن تساهم فى تطبيق آليات مواجهة الفكر المتطرف فى مصر، لتصبح مصر آمنة بفكرها وسلامة عقيدتها، ولا يمكن أن تنحرف إلى ما انحرف إليه الآخرون.
• ما تعليقك على الفتاوى المتطرفة التى تخرج من غير المتخصصين فى الفتوى؟
ــ أقول لأصحاب تلك الفتاوى عودوا إلى رشدكم، والأزهر الشريف متمثلاً فى لجنة الفتوى ودار الإفتاء المصرية، هما الجهتان المعنيتان بشئون الفتوى، وليس أى جهة أخرى حتى وزارة الأوقاف نفسها، ولا ينبغى أن يكون الدين سبوبة من لا سبوبة له، ومن يفتى بغير علم يجب معاقبته وفقا للقانون.
• ما سبب انتشار وظهور الجماعات المتطرفة المتشددة خلال الفترة الأخيرة فى مصر؟
ــ الفكر المتطرف لم يكن وليد اللحظة، لكنه بدأ منذ أربعة عقود من الزمن، وبخاصة بعد مقتل الرئيس الراحل السادات، والأفكار المتطرفة تنشط أحيانا وتضعف فى بعض الأوقات حسب قوة الدولة، لكن الأزهر والأوقاف لا يمكن أن يكونا بعيدين عن المشهد بخطابهما الوسطى المستنير، وإلا كانت البلاد قد وصلت إلى ما وصلت إليه دول أخرى، مثل ليبيا وسوريا والعراق واليمن.
ومصر آمنة بفضل مجهودات رجال الأزهر الذين توارثنا منهم الاختلافات الفقهية والمذهبية التى لا ترقى إلى الاقتتال، كما أن أى فكر شاذ المجتمع المصرى ينكره ويرفضه بشكل قاطع.
الفضائيات الدينية أسهمت بشكل كبير فى انتشار الفكر المتطرف والمتشدد خلال الفترة الأخيرة، كما أن غياب الوعى الدينى المستنير وعدم وجود رموز دعوية جيدة يلتف حولها الشباب أدى إلى وجود أفكار وجماعات متشددة تسعى إلى هدم المجتمع، هذا بجانب بعض الجامعات والزوايا، التى يتلقى فيها المواطنون العلوم الدينية من غير متخصصين فى الدين هذا ساهم بشكل فعال فى نشر الفكر المتشدد.
• هل تمكنت الأوقاف من بسط سيطرتها على المساجد بعد إعتلاء متشددين الفترة الأخيرة المنابر؟
ــ الأوقاف فى الفترة الأخيرة فرضت سيطرتها بشكل تام على جميع المساجد والزوايا على مستوى الجمهورية، بنسبة تصل إلى 100%، وتم التعامل مع بعض المخالفات، التى وردت فى عدة مساجد من قبل بعض العناصر المتشددة، التى حاولت اعتلاء المنبر بدون تصريح من الوزارة، كما تم ضم عددا من مساجد الجمعية الشرعية والسنة المحمدية، التى حاول بعض الأئمة أداء خطبة الجمعة بها ومخالفة قانون ممارسة الخطابة.
• فيما يتعلق أموال النذور أين تذهب تلك الأموال؟
ــ النذور تصاعدت فى الآونة الأخيرة وهذا نتيجة استقرار المنظومة داخل وزارة الأوقاف إلى جانب كاميرات المراقبة، التى رُكبت فى مساجد النذور الكبرى، إضافة إلى الضبط من المشرفين، والشخصيات، التى تتولى رئاسة فتح الصندوق، كل أدى ذلك إلى زيادة أموال صناديق النذور هذا العام بنسبة 49% عن العام الماضى.
وأموال النذور تذهب فى أكثر من مكان، حيث يتم تخصيص جزء منها لترميم وتطوير وإعمار المساجد، كما يتم تخصيص 10% من تلك الأموال للطرق الصوفية.
• ما أسباب تأخر إعلان نتيجة مسابقة الأوقاف لتوظيف العمال التى أعلنت عنها الوزارة منذ أكثر من عام؟
ــ المسابقة مر عليها أكثر من عام ومستمرة حتى الآن، وقد تستمر عدة أشهور أخرى، لأننا نتحرى الدقة فيها حتى يأخذ كل صاحب حق حقه، خاصة أنه تقدم فيها أكثر من 80 ألف شخص، ونحن بحاجة إلى 4 آلاف فقط، ووجدنا 89 شهادة محو أمية مزورة من المتقدمين للمسابقة، وتمت إحالة ذلك إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية تجاه أصحابها، والدقة التى تتبعها الوزارة قد تؤخر السير فى إجراءات التعيين، ولكن ذلك سيصب فى مصلحة المواطن والمتقدمين.