مسئولون فلسطينيون يحذرون: «التلفريك» جزء من مخطط استيطاني لتغيير معالم القدس - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 6:55 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مسئولون فلسطينيون يحذرون: «التلفريك» جزء من مخطط استيطاني لتغيير معالم القدس

رام الله - أ ش أ
نشر في: الأربعاء 30 يناير 2019 - 10:09 م | آخر تحديث: الأربعاء 30 يناير 2019 - 10:09 م

حذر مسئولون فلسطينيون من أن المشاريع الاستيطانية التي تنفذ في مدينة القدس المحتلة، والمخطط الاستيطاني لبناء القطار الهوائي المعلق (التلفريك) في بلدتها القديمة، ما هو إلا المرحلة الأولى من مخطط إسرائيلي كامل وضع منذ العام 1983، ويهدف إلى تغيير معالم المدينة والسيطرة عليها وطمس الوجود الفلسطيني والعربي فيها.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الأربعاء، في مقر وزارة الإعلام الفلسطينية، بمدينة رام الله.

وقال محافظ القدس عدنان غيث - خلال المؤتمر وعبر الهاتف، بسبب منع الاحتلال له من دخول رام الله - "إن المدينة المحتلة تتعرض لهجمة غير مسبوقة، وأصبحت منطقة منكوبة بفعل الاعتداءات الاحتلالية التي ارتفعت وتيرتها عقب إعلان القدس عاصمة لإسرائيل من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، مشيرًا إلى أن الاحتلال يحارب الحياة الفلسطينية والوجود العربي بشتى الطرق.
وأوضح أن مشروع "التلفريك" الذي أعلنت عنه ما تسمى بـ"لجنة البنية التحتية الإسرائيلية" على حائط البراق مشروع استيطاني ضخم، تشارك في تنفيذه الجمعيات الاستيطانية، حيث أن وزير السياحة الإسرائيلي "ياريف ليفين" عقب عليه بالقول "حققنا خطوة مهمة لتغيير وجه القدس".
وأضاف غيث أن هناك جملة من المشاريع الضخمة التي تهدف إلى ممارسة التطهير العرقي وتهجير المقدسيين وإحلال المستوطنين مكانهم، وإطلاق العنان للمستوطنين للسيطرة على عقارات المقدسيين.

وأشار إلى أن الاحتلال يسيطر على باطن الأرض - أيضًا - من خلال شبكة الأنفاق الضخمة التي تنفذ أسفل البلدة القديمة و"الأقصى"، ترافقها على الأرض ارتفاع وتيرة هدم منازل المواطنين وآخرها كان في منطقة وادي الجوز، في إطار سعي الاحتلال الدائم لأسرلة المدينة وطمس هويتها العربية، مؤكدًا أن هذه الممارسات تتصاعد بسبب الصمت الدولي الذي يعطي الاحتلال الضوء الأخضر لذلك.

ولفت غيث إلى أن الاحتلال يسعى لتهجير المواطنين من خلال جملة من القرارات تتمثل بإبعادهم عن المدينة ومنعهم من دخول الضفة الغربية والاعتقالات اليومية بحقهم، والاستيلاء على العقارات وملاحقة التجار المقدسيين وفرض غرامات باهظة عليهم، مطالبًا بضرورة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني.

من جانبه، استعرض خبير الخرائط في بيت الشرق المغلق خليل التفكجي، جملة المشاريع الاستيطانية التي سيتم تنفيذها، مؤكدًا على أن هذه المخططات وضعت عام 1973 والتي تهدف إلى تحقيق الأغلبية اليهودية في القدس مقابل الأقلية العربية.

وأكد أنه في عام 1994 وضع الاحتلال مخططا لمدينة القدس والشكل الذي ستكون عليه عام 2020، وهذه الأيام يجري وضع مخطط آخر لما ستكون عليه المدينة في العام 2050، ضمن مشروع (5800) الذي يتحدث عن مدينة تمتد حتى غور الأردن، وإقامة أكبر مطار في الشرق الأوسط في منطقة البقيعة بالقرب من مدينة أريحا، حيث من المقرر حسب المخطط أن يستقبل 35 مليون مسافر، بالإضافة إلى 12 مليون سائح، كذلك خطوط سكك حديدية، لافتا إلى أن ما يحدث في قرية الخان الأحمر شرق القدس جزء من عملية التطهير العرقي في المنطقة.
وأشار التفكجي إلى أن مشروع "التلفريك" هو المرحلة الأولى من برنامج ليس وليد اللحظة وهو جزء من دراسات ومخططات إسرائيلية كانت موجودة طي الأدراج واليوم هي قيد التنفيذ نتيجة للضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية، حيث أن للمشروع هدفين استراتيجيين هما ربط القدس الشرقية بالقدس الغربية بشكل كامل، ودمجهما بحيث لا يمكن عملية فصلهما مستقبلا.

وقال إن المرحلة الأولى من المشروع تتضمن الربط بين المحطة العثمانية للقطارات وجبل صهيون ومنطقة باب المغاربة، والمرحلة الثانية تمتد إلى جبل الزيتون وباب الأسباط.

وأضاف: "تم الإعلان قبل أيام عن مخطط جديد في رأس العامود لمصادرة أرض تبلغ مساحتها دونم ونصف لإقامة مركز للزوار اليهود الذين يزورون المقبرة اليهودية في جبل الزيتون، وإقامة محطة لشرطة الاحتلال، ومصادرة 8.5 دونم لإقامة متنزه وربطه مع المتنزه الموجود في منطقة الصوانة، وعندما يأتي الزوار على القدس بعد خمسة أعوام فإن الأحياء الفلسطينية ستكون قد اختفت".

من ناحيته، قال رئيس وحدة القدس في ديوان الرئاسة الفلسطينية معتصم تيم، "إن الاحتلال عمل على سرقة وتزوير تاريخ مدينة القدس من خلال عمليات الحفر أسفل البلدة القديمة و"الأقصى" ومحاولة خلق رواية تلمودية مزورة تعكس أحقيتهم في المدينة، وقاموا بسرقة الأحجار والكتابة عليها لخلق رواية جديدة".

ولفت إلى أن حكومة الاحتلال ترصد موازنات ضخمة للجمعيات الاستيطانية التي تشرف على تنفيذ المشاريع لتقوم بالاستيلاء على عقارات الفلسطينيين بشكل ممنهج وتزوير الوثائق بتواطؤ من القضاء الإسرائيلي.

وتابع تيم "إن الاحتلال يسيطر على سماء القدس من خلال مشروع القطار الهوائي "التلفريك"، وهو مشروع سياحي أعلن عنه سابقا ما يسمى بمشروع (20-20) الذي يهدف لإذابة الهوية وتغيير معالم المدينة".

وأردف إن الاحتلال عمل منذ احتلال القدس - أيضا - على إحداث التغيير الديمغرافي للمدينة من خلال بناء الجدار العنصري، وتوسيع المستوطنات وضمها لتحقيق مخطط "القدس الكبرى"، بحيث يصبح الفلسطينيون أقلية في القدس أمام أغلبية يهودية، وهذا ما يجري من خلال استهداف المقدسيين وهدم منازلهم وسحب الإقامات منهم.

وطالب تيم بأن تكون قضية القدس قضية الكل الفلسطيني وعلى رأس الأولويات، مؤكدا ضرورة المحافظة على الوحدة الوطنية من أجل الدفاع عن القدس وحمايتها من التهويد تحت إطار منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وشدد على أن المقدسيين لن يقبلوا بالمال السياسي الموجه، لأن قضية القدس ليست للبيع وليست مقترنه بأحد، وهي تحت إطار منظمة التحرير وهي الممثل الوحيد للمقدسيين مضيفا: "من يعتقد أنه برزمة من الأموال يستطيع شراء إرادة المقدسيين فهو واهم".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك