وثق جناح دولة فلسطين بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحالية، أسماء شهداء الثقافة الفلسطينية من الكتاب والصحفيين والفنانين، والذين طالتهم رصاصات الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الغاشم على قطاع غزة.

وقالت وزارة الثقافة الفلسطينية في بيان لها، إن حرب الرواية والسردية التي تقوم بها دولة الاحتلال من أجل استهداف وجود شعبنا؛ هي استكمال الجريمة التي لم تتوقف منذ قرابة 76 عاما.. فالاحتلال يستهدف المباني التاريخية والمواقع التراثية والمتاحف والمساجد والكنائس التاريخية بالإضافة إلى المؤسسات الثقافية من مراكز ومسارح ودور نشر ومكتبات عامة ومحلات بيع وجامعات ومدارس وجداريات فنية، وكتب، ويغتال الشعراء والكتاب والفنانين والمؤرخين.

ونشرت وزارة الثقافة الفلسطينية، تقريرا تضمن معلومات عن أبرز المثقفين الذين اغتالهم الاحتلال الإسرائيلي:

* هبة أبو ندى

استشهدت الكاتبة والشاعرة هبة كمال صالح أبو ندى، 24 عاما، في 20 أكتوبر، وهي لاجئة من بيت جرجا المهجرة والمدمرة عام 1948، وكانت تهتم بالقصة والرواية والشعر.
كان آخر ما كتبته هبة أبو ندى، على منصات التواصل الاجتماعي: «نحن في الأعلى نبني مدينة ثانية، أطباء بلا مرضى ولا دماء، أساتذة بلا ازدحام.. عائلات جديدة بلا ألم ولا حزن، وصحفيون يصورون الجنة، وشعراء يكتبون الحب الأبدي، كلهم من غزة كلهم في الجنة توجد غزة جديدة بلا حصار تتشكل الآن».

* جهاد سليمان المصري

استشهد المؤرخ الدكتور جهاد سليمان المصري، 60 عاما، في 17 أكتوبر الماضي، متأثرًا بإصابته خلال قصف الاحتلال على مدينة خانيونس ليلتحق بزوجته وابنته. ويعتبر المصري مؤرخا وأستاذا جامعيا كان له أثر في الكثير من الأجيال، وشغل منصب مدير جامعة القدس المفتوحة فرع خانيونس، وله العديد من الأبحاث في التاريخ الإسلامي والشفوي الفلسطيني في مجلات عربية ودولية.

* عبد الكريم الحشاش

استشهد الكاتب وسادن التراث الفلسطيني عبد الكريم الحشاش، 76 عاما، هو وعدد كبير من عائلته في 23 أكتوبر في مدينة رفح. وعرف الحشاش، بكتاباته عن التراث الشعبي الفلسطيني كما بحث في التراث البدوي والعادات والأمثال العربية. وجمع في مكتبته عشرات الكتب النادرة عن فلسطين وتاريخها وتراثها.

* مروان ترزي

استشهد المصور مروان ترزي، هو وعدد من أفراد أسرته، خلال العدوان الإسرائيلي على كنيسة برفيريوس للروم الأرثوذكس في غزة بتاريخ 20 أكتوبر الماضي.

مروان ترزي هو حارس تاريخ غزة البصري، فقد حافظ خلال مسيرته على تاريخها وما ورثه من أخيه "موريس" من آلاف الصور الفوتوغرافية التي التقطها لمدينة غزة طوال عقود من الزمن، بما في ذلك تلك الصور القديمة لمصور غزة التاريخي "كيغام" الذي واصل عمله في المدينة قبل النكبة وبعدها وصور مجازر خانيونس وجلاء الجيش الإسرائيلي منها عام 1956 وهي الصورة الوحيدة والنادرة أنذاك.

* مصطفى الصواف

استشهد الكاتب والصحفي مصطفى حسني محمود الصواف، 68 عاما، وعدد من أفراد عائلته إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي على منزله شرق غزة في منتصف نوفيمبر.

ويعد الصواف أحد أشهر الإعلاميين والمحللين الفلسطينيين وله مئات الكتابات والتحليلات الخاصة بالشأن السياسي الفلسطيني. ترأس تحرير العديد من الصحف وكان أول رئيس تحرير لأول صحيفة يومية تصدر من القطاع ومؤسسها.

* سفيان تايه

استشهد الدكتور سفيان تايه، 52 عاما، رئيس الجامعة الإسلامية، هو وعائلته في مجزرة منطقة الفالوجا في جباليا شمال القطاع في 2 ديسمبر. ويحمل الأستاذ تايه، درجة الأستاذية في تخصص الفيزياء النظرية والرياضيات التطبيقية. وحاصل على جائزة عبد الحميد شومان للعلماء العرب الشبان والعديد من الجوائز العلمية الأخرى.

له إسهامات كبيرة في مجال الدراسات والأبحاث العلمية التي يتم نشرها سنويا في مجلات علمية مرموقة. عين خلال العام 2023 حاملا لكرسي اليونسكو العلوم الفيزياء والفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء في فلسطين.

* بلال جاد الله

استشهد الصحفي بلال جاد الله، 45 عاما، مدير بيت الصحافة ورئيس الصالون الثقافي، في 19 نوفمبر، فيما كان ينزح إلى الجنوب ليلتحق بعائلته في خانيونس، والتي نزحت قبله.

كان للشهيد جاد الله، دور كبير في احتضان الإعلاميين وتدريب وتخريج كوادر قادرة على نقل الحقيقة والاستمرار في هذه المسيرة ضمن ظروف صعبة ومعقدة وقاسية يعيشها القطاع دوما. وكان للشهيد دور في ربط الصحافة بالثقافة والتراث بل وتفعيل دورها في دعم المثقف والمبدع، وقد أسس الصالون الثقافي لمناقشة القضايا والمبادرات الثقافية.