الفيلم هو مخلوق جميل كالمرأة.. خيري بشارة ونظرته للسينما - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 11:58 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الفيلم هو مخلوق جميل كالمرأة.. خيري بشارة ونظرته للسينما

خيري بشارة
خيري بشارة
الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الثلاثاء 30 يونيو 2020 - 5:48 م | آخر تحديث: الثلاثاء 30 يونيو 2020 - 5:48 م

من مدينة طنطا إلى حي شبرا، ومنها إلى بولندا للدراسة، أماكن مختلفة وبيئات متنوعة، نشأ وسطها مخرج من جيل المجددين في الثمانينيات الذين أطلق عليهم مخرجي الواقعية أمثال عاطف الطيب ومحمد خان، إنه المخرج خيري بشارة.

بدأ بشارة، حياته الفنية بأفلام وثائقية وقصيرة، ثم اتجه للأفلام الروائية وانتقل فيما بعد للتليفزيون، وقدم خلال هذه الرحلة مجموعة من الأعمال المتميزة مع كبار نجوم الدراما.

من أشهر الأعمال التي قدمها (يوم حلو ويوم مر، وكابوريا، وآيس كريم في جليم، وحرب الفراولة، والفريسة والصياد، وريش نعام، وبنت اسمها ذات، وأهل إسكندرية "الذي منع من العرض").

وفي عيد ميلاد المخرج خيري بشارة، نسلط الضوء على جانب من آراءه الفنية، والتي تتضح في مقال كتبه عام 1994، في مجلة "الكتابة الأخرى"، والذي كان جزء منه مخصص للدفاع عن فيلمه "كابوريا" للنجم أحمد زكي.

وقال بشارة في مطلع حديثه: "السينما بالنسبة لي من أول فيلم عملته -صائد الدبابات- وحتى آخر فيلم أعمله في حياتي لها علاقة بالتنوير.. أكيد أن السينما باعتبارها ظاهرة شعبية لها جانب أساسي هو المتعة ولا بد أن تحدث نوعا من الاتزان النفسي عند المتلقي ولا أنكر أنني مهتم بذلك، ولكنني مهتم بالسينما بالدرجة الأولى كأداة للتنوير وأشعر بأن دوري له علاقة بالتقدم".

ثم وجه انتقاداً للمجتمع النقدي والفني العربي، وقال: "المجتمع العربي ما زال يعيش بساق في القرون الوسطى وساق في القرن العشرين، وأشعر أن المجتمع يعيش فقداناً للاتزان وللأسف كلما تقترب من نهاية القرن العشرين نجد الساق الممتدة في القرن الوسطى تزداد طولاً وبالتالي يزداد فقدان المجتمع العربي لتوازنه".

وأكمل: "معظم التراث الذي يعيش عيه المبدع والناقد في العالم العربي تراث أساسه أرسطي ويحتل كتاب فن الشعر لأرسطو مكانة تماثل مكانة الكتب المقدسة وتأثيره ينسحب على المجتمع العربي المولع بالحدوته أو القصة المنطقية ذات الحبكة القوية والتي بها عضوية وثمة ثبات وأنت مطالب بأن تكون مؤمناً أو غير مؤمن بهذا".

وكان في هذا الجانب ينتقد بشارة الثبات على الأفكار وهو ما أوضحه في بقية حديثه، عندما قال: "لكي أكون متمردًا، علىٌ أن أقاوم أي إفلاس أو أي عجز داخلي. أن أقاوم أي ثبات في الأفكار أو الوعي وقبل أن أبدو متمرداً من الخارج، علىٌ أن أكون متمرداً من الداخل، وهذا هو الأساس بالنسبة لي، ففي مجمل عملي الإبداعي أنا متمرد من الداخل وضد ثبات الوعي والأفكار وذلك فيما يتعلق بالحياة أو بالشكل أو باللغة التي أتعامل بها مع الحياة والسينما".

أما عن نظريته الإبداعية، فقال عنها: "هي الاحتياج الذي أكون في توق لإشباعه الشكل الذي أراه بداخلي وما عدا ذلك لا أعبأ بأي نظرية أو بأي فهم ضيق للإبداع"، وهنا انتقل للحديث عن فيلم كابوريا كنموذج على حديثه، وقال: "يمكن النظر لفيلم كابوريا على أن شخصياته ليست من لحم ودم وأقرب للكاريكاتير وهناك اعتماد للإكليشهات وغير ذلك ولكن العبرة لدي بالأسلوب وكيف استخدم كل أسلوب".

ثم عبر في النهاية عن منظوره للفيلم السينمائي، وقال: "الفيلم بالنسبة لي هو مخلوق جميل جداً كإمرأة، وأتعامل معه بنفس الروحانية والعاطفية والوجدانية والحسية التي اتعامل بها مع المرأة".

وفيلم كابوريا، بطولة أحمد زكي ورغدة وحسين الإمام وسحر رامي، وتأليف عصام الشماع، وتدور أحداثه حول حسن هدهد ملاكم فقير يحلم بالبطولات والمجد، يشترك بالصدفة في مباراة في قصر أحد الأثرياء، فيعجب به الحضور ويحصل على عائد مادي كبير وينتقل للحياة في القصر.

وكان الفيلم ذو مكانة عند خيري بشارة، واتضح ذلك، في حديثه عنه في أكثر من حوار صحفي، ومنهم في مجلة آخر ساعة عام 1990، وقال فيه: "الجديد في فيلم كابوريا.. أنك لو قرأت كثير عن الملاكمة وعرفت أن هذه اللعبة العنيفة دائماً أبطالها يعيشون حياة متوسطة أو في أغلب الأحيان في أسرة فقيرة ولذا فهم يتصارعون بدمائهم من أجل الصعود إلى القمة محاولة منهم التخلص من واقعهم الاجتماعي وهذا ما أحاول أن أجسده مع الكاميرا على الشاشة".

ومما كتب عن الفيلم عند عرضه، ما ذكرته الناقدة إيريس نظمي في مقال لها بمجلة آخر ساعة، وقالت: "إن الإخراج أهم مزايا هذا الفيلم الذي لا أعتبره فقط عملاً جيداً لخيري بشارة بل أعتبره من أجود الأفلام المصرية خلال السنين الخمس الأخيرة، وميزته في بساطته فيلم يفهمه المشاهد المثقف كما يفهمه المشاهد العادي واللمسات الفنية للمخرج كثيرة".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك