حسين عثمان يكتب: سنوات الجري في المكان.. ملمح من سيرة جيل أو لعلها خلاصة سيرته - بوابة الشروق
الجمعة 1 أغسطس 2025 8:02 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

حسين عثمان يكتب: سنوات الجري في المكان.. ملمح من سيرة جيل أو لعلها خلاصة سيرته


نشر في: الأربعاء 30 يوليه 2025 - 5:50 م | آخر تحديث: الأربعاء 30 يوليه 2025 - 5:50 م

- الرواية قراءة ورصد لانعكاس ثورة يناير على وقودها الشباب الفاعلين فيها بقوة وطموح وثراء حلم الشباب وبراءته
- في روايتها واجهتنا نورا ناجي مجددًا بالحقيقة الوحيدة المطلقة في حياة الإنسان
- الحياة في النهاية كما السياسة هي فن الممكن

يحتاج القارئ منا -على الأقل- لعمرين على عمره حتى يقرأ ما يحب أن يقرأه، وما يجب عليه أن يقرأه، وما يستحق أن يقرأه، والكتاب بعد قراءته إما يذهب أدراج الرياح، وإما يترك أثره في شخص قارئه، وإما يتفاعل معه القارئ حد أن يبقى شاخصًا في وجدانه يستدعيه كل حين وآخر، وقناعتي أن الكتاب -حقًا- حدث عمره طويل ويستحق الاحتفاء في كل وقت، أكره جدًا الاحتفال المؤقت بالكتاب حال صدوره وخصوصًا إذا كان من تلك الكتب التي صدرت لتبقى طويلًا، أرى الاحتفال بالكتاب وقتها غالبًا مجاملة فلا يصبح احتفاءً حقيقيًا إلا بعد حين، ويدفعني هذا أحيانًا إلى تصنيف الإصدارات الجاذبة بقائمة القراءات المؤجلة، ولا يمنع هذا تأنيب النفس اللوامة وقتما أجد القراءة المؤجلة بمثابة حرمان من متعة وجدانية وفكرية خالصة قلما نصادفها في أدب هذه الأيام، وهو ما حدث معي في قراءة رواية «سنوات الجري في المكان» لمؤلفتها الروائية المبدعة نورا ناجي، صادرة عن دار الشروق عام 2022، وتقسو النفس في لومها باعتبار أن هذه قراءتي الأولى لأدب نورا ناجي في مجمله، قصرت في هذا فعلًا.

الرواية قراءة ورصد لانعكاس ثورة يناير 2011 على وقودها الشباب الفاعلين فيها بقوة وطموح وثراء حلم الشباب وبراءته، بعد مرور نحو 10 سنوات وبالتزامن مع وباء «كورونا» الفيروس اللعين، خمسة فنانين اتصلوا بالثورة وتقاطعوا فيما بينهم في نفس الوقت كما تحكي فصول الرواية الخمسة، ومن خلال خريطة الرواية كما خطتها المؤلفة بشكل غير مباشر في فصلها الأخير «كمثَلِ تِمثالٍ في شُرفةٍ» نستعرض ملامح الشخصيات بعدما عايشناها ورسمناها في خيالنا طوال أحداث الرواية:

«سعد البيومي: فنان سمعي بصري ومدرس بكلية التربية الفنية، متزوج ولديه طفلة، تعتمد أعماله الفنية على مزج الحركة بالصوت. استشهد في ثورة يناير يوم موقعة الجمل.

مصطفى عبد العزيز: فنان سمعي بصري، تلتقط أذناه الأصوات الخافتة وأحيانًا يتجاهل أو لا يستطيع الاستماع إلى الأصوات العالية. لأنه يعاني من الميسوفونيا أو الميزوفونيا أو متلازمة حساسية الصوت الانتقائية.

ياسمين السيد: طبيبة شرعية تخرجت في كلية طب الأزهر، من عائلة متوسطة، تربت تربية دينية متحفظة، امتلكت مدونة شهيرة في أوائل الألفية ومنها تعرفت على أصدقاء جدد لتبدأ شخصيتها في التغير.

يحيى الصاوي: شاعر نثر، وواحد من أشهر المدونين المصريين في أوائل الألفية، انخرط في العمل السياسي لفترة بعد ثورة يناير ثم اعتزله وامتهن كتابة الأغاني والمسرحيات الكوميدية وبعض الأفلام التجارية.

نانا: اسمها الحقيقي نهال عبد الوهاب لكن الجميع ينادونها نانا، خريجة كلية الفنون الجميلة، تعمل من المنزل محررة في موقع نسائي، وتكتب مقالات نقدية في عدة مواقع ثقافية، وتحلم بكتابة رواية».

5 حواس و5 حكايات


في ربط بالغ الإحساس والذكاء والنضج الشخصي والفني، عشنا مع المؤلفة حكايات الشخصيات الخمسة انطلاقًا من إحدى حواس الإنسان الخمسة إطارًا لسيرة كل شخصية، ونجحت في توثيق الشخصية وفقًا لأكثر الحواس الخمسة اتساقًا معها، فالوحيد بين الشخصيات الذي تجاوز الجري في المكان باستشهاده أمام مجمع التحرير يوم موقعة الجمل، سعد البيومي، كان البصر، أو الرؤية، أو البصيرة هو أصدق ما يصف ملامح شخصيته ويحكي قصته، تمامًا مثلما أن الأنقياء الأتقياء في واقع ثورة يناير هم الشباب شهداء الثورة الذين فقدوا حياتهم بكل إخلاص وبراءة لما آمنوا به، ومَثل إبصار اللون صدىً لصوت الإحساس وعمق الرؤية، وأحسنت نورا ناجي في توصيف الألوان وفقًا لرؤيتها وانفعالًا بموضوع الرواية وسياقها وشخصياتها، ومنها أقرأ معكم «الأزرق» لوني المفضل:

«في الضباب الخفيف يسطع، هو لون الحزن والأحلام البعيدة، ولون الفرح الناقص، والحب الباهت، والكراهية الممزوجة بالحسرة. الأزرق شفاف على الرغم من عتمته، يشف الجلد فوق عروق اليد البارزة، ويطلي الأظافر في الأمسيات الباردة. الأزرق تائه، دائخ، مثل دوخة ولي، مثل دوخة مجذوب. مرتبك مثل الموت، يحوي جميع المتناقضات، ولا يقدم إجابات لضحاياه، يسلبهم المشاعر كلها، ويمنحهم فقط بعضًا من الدهشة».

طعم الموت


من واقع دفتر يوميات ياسمين السيد، الطبيبة الشرعية، الهائمة مفعولًا بها في حياتها وبين الجثث بمشرحة زينهم أو لعلها إحداها تستطيع فقط التواصل مع الأحياء، وفي مزجٍ صادم بين حاسة التذوق والموت، أقسى إحساس عاشه الإنسان في ذروة موجات «كورونا» الوباء القاتل، واجهتنا نورا ناجي بالحقيقة الوحيدة المطلقة في حياة الإنسان، حياة الواحد منا، وكيف أنه السبيل الوحيد لإطلاق كل الحقائق ومعرفة ما خفي عن الإنسان وعاش عمره كله يجاهد ويقاتل لحزم وحسم وإطلاق نسبيته، الحياة ما هي إلا اجتهاد نسبي فيما هو في الأصل نسبي فلا أحد يملك ناصية الحقيقة، لكنه الإنسان بكل جبروته وعنفوان تضخم ذاته بإحساس خلافة الله في الأرض، اقرأ معي:

«أن تفقدي قدرتك على التذوق يعني اقترابك من النهاية، هناك بعد حدود العالم وبعد أن يتساوى كل شيء، طعم الماء مع طعم الخبز، طعم الحزن مع طعم الفرح، ستعرفين أن لا شيء يستحق، وأنك ركضت طويلًا جدًا من أجل اللا شيء، وأنك احترقت وتعبت وبكيت وقاومت لأنك تمسكت بطعم فرح ضئيل يشعلك للحظة ثم يتلاشى. كل شيء هو لا شيء، فقد الشيء مثل العثور عليه، مجرد أمل زائف بالاستمرار. كل شيء تبتلعينه بلا طعم، كل الموجودات تحولت للا لون، أنت نفسك ستبهتين، تتحولين إلى مجرد سطح، ورقة بيضاء، ستفقدين أبعادك والزمان والمكان، ستفقدين طعم الأكلات التي تكرهينها، والأكلات التي تحبينها، وستدركين القيمة الزائفة للأشياء. اللا شيء سيشعرك بالندم، لكنه سيمنحك في نفس الوقت الاكتفاء».

الانتباه إلى الصوت


عنوان معرض الفنان السمعي البصري مصطفى عبد العزيز، أسير «الصوت» الشغوف به إلى حد السمو به فوق كل إنسان أو إحساس أو فكرة أو قيمة وأيضًا فوق ذاته هو شخصه، رسم ملامح شخصية مثل «مصطفى» شديد الحساسية ويتطلب وعيًا خاصًا من المؤلف، نجحت «نورا» في هذا، ليس فقط مع «مصطفى» ولكن أيضًا مع كل شخصيات الرواية الرئيسية الخمسة، كلها بريئة تبحث عن ذاتها وفق تكوينها، أنت تقرأ وقد تحاسب أو تعاتب أو تلوم أو تندهش أو غيره، لكنك كلما تعمقت في استيعاب الشخصيات -إنسانيًا- كلما تعاطفت معها، وأيضًا تنتبه لما يتماس معك شخصيًا من جوانب هذه الشخصية أو تلك، فتهون على نفسك ما قد تكون عشته يومًا أو حتى تعيشه هذه الأيام، اخترت هنا ما يتصل بإحساسي الشخصي -المتزايد- بالصوت في السنوات الأخيرة، ارتباطًا بسطوة تكنولوجيا التواصل:

«صوت الإشعارات على الهواتف، صوت التكة القصيرة أو الرنين الطويل، أو رنتين تفصلهما أقل من ثانية لكنها تسرق نبضة قلب معها. اسمع صوت الرسائل، دقق في النغمة التي اخترتها لهاتفك، وحلل الصوت. أنة خافتة، أو صرخة قصيرة، أو عملة معدنية تُلقى على أرض باردة، أو صرير يثير القشعريرة، وستعرف كل شيء عن نفسك. رسائل الحب، العتاب، العمل، الشجار، الكراهية، الرسائل كلها بصوت واحد، والمشاعر من توحد الصوت اختلطت. الرسائل لم تعد تنجلي في عقلك كصورة لظرف في صندوق بريد، صارت جملًا مصفوفة تنتظر فتحك للشاشة، كتابة الرقم السري أو طبع البصمة، لتظهر لك كلمات قد تقتلك أو تحييك. صوت الرسائل هو صوت العالم الجديد، وهو الدليل على الاختيارات الخاطئة، وقصص الحب الميتة، والحياة التي لا نريدها، والدليل أيضًا على وجود حياة أخرى نتمناها».



الحلاق والملك!

«يُحكى أن ملكًا كان يقتل كل حلاق يحلق شعره ولو لمرة، وذات يوم استدعى آخر حلاق في المدينة، فتى فقير ومسكين خاف أن يقتله الملك، لاحظ الملك ارتعاشته فأخبره أنه لن يقتله، أولًا لأنه لن يجد غيره، وثانيًا لأنه سيخبره بسره مقابل ألا يفشي به أبدًا وإلا قتل عائلته كلها. اكتشف الفتى الحلاق أن للملك أذنين طويلتين جدًا، لا يحب أن يعرف بهما أحد، أقسم الحلاق ألا يفشي السر، لكنه ما إن خرج من القصر حتى شعر أنه غير قادر على تحمل الكتمان، فذهب إلى الصحراء وحفر حفرة، وصاح بها: الملك يملك أذنين طويلتين.. 

 

استعرضت نورا ناجي شخصية يحيى الصاوي، إحدى الشخصيات الخمسة، الشاعر ومؤلف الأغاني والمسرحيات والأفلام التجارية، بعدما كان قبل ثورة يناير مدونًا حالمًا، استعرضتها «نورا» من خلال «الحلاق والملك!» مسرحية من فصلين، خلاصتهما عدة مشاهد بدأت بزيارات «يحيى» إلى طبيب نفسي، آملًا في التعافي من صدمة مقتل سعد البيومي بجواره أمام مجمع التحرير، في مستهل موقعة الجمل يوم 2 فبراير، بطلقة اخترقت إحدى عينيه لتمثل اغتيالًا لبصره وبصيرته، بينما قرأت عينه الأخرى -السليمة- المشهد بعد وفاته من داخل مشرحة زينهم، ولعل مراجعات «يحيى» لطبيب نفسي تفلح في تعافيه من إحباط ثورة يناير أيضًا، وإن كان واضحًا أنه يرغب في ذلك دونما تعافيه من الإدمان، اللا وعي الاختياري في مواجهة الواقع الصادم المحبط، وكان لا بد أن ترتبط الشخصية بحاسة الشم، ولم تخلُ المسرحية -أو الفاصل الروائي- من الحس الفكاهي المرتبط دائمًا بالغياب عن الوعي، وفيه دفع إحساس الثقة والتمكن الروائية نورا ناجي نحو التجريب والرمزية المستمر حتى نهاية الرواية، وكان منطقيًا أن تنتهي المسرحية – الفاصل الروائي بانعكاس الآية بأن يزور الطبيب النفسي «يحيى» في بيته بعدما غاب عن جلسات العلاج في عيادة الطبيب، ومشاركته في التعاطي بكل ابتهاج الغياب عن الوعي، وتركت «نورا» بكل ذكاء حدوتة الحلاق والملك دونما إشارة لما فعله الملك بالحلاق عقابًا على إفشاء سر الأذن الطويلة، فالنهايات المفتوحة دائمًا أجمل وأجل إيحاءًا وخيالًا وتفسيرًا.

حدوتة الثورة المصرية


مشروع رواية لم تكتمل، تمامًا كمشروع ثورة لم تكتمل، وبينهما لا تزال خريجة الفنون الجميلة نهال عبد الوهاب أو «نانا» كما يناديها الجميع تبحث عن ذاتها، تمامًا كما تحاول مصر استعادة هويتها، ويحاول الشباب التكيف مع توابع سنوات ما بعد ثورة يناير، فقد عاشت «نانا» وعاشوا سنوات شبابهم ضبابية غير واضحة المعالم، ولم تكن قسوة تعرضها لكشف العذرية إلا استسلامًا كاملًا لواقع مرير، ولحظة تحول أجمل الأحلام إلى أبشع الكوابيس، كانت دائمًا الملجأ لرغبات وطموحات وإحباطات الآخرين، ولم يهتم أحد يومًا برغباتها وطموحاتها أو حتى إحباطاتها، رغم ما منحتهم من متعة وسعادة حتى وإن كانت مؤقتة، ولم تكن لتعبر عن «نانا» من الحواس أكثر من حاسة اللمس، وارتباط «نانا» نفسيًا بتمثال لا روح فيه، ومشروع روايتها أصبح أملها الوحيد في استعادة الإحساس بالحياة، ومن هوامش «درافت» الرواية نقرأ بعضًا من معاناتها:

«أكتب على الفيسبوك كل شهر، متى ينتهي هذا الشهر؟ أشعر أنني في انتظار شيء ما لا يحدث أبدًا، الانتظار يفقدني الشعور بالحاضر، أحيانًا أشعر أنني غير حقيقية، لا أعني وجودي المادي في الحياة، ولا حتى ما أكتبه على الفيسبوك، أعني شعوري نفسه تجاه نفسي، أشعر أنني بشكل أو آخر مؤقتة، أريد الانتهاء من كل شيء بسرعة، أنتظر شيئًا ما أن يحدث، لكني لا أملك شيئًا ما يحدث. سؤال كيف أخبارك يربكني لأنه لا أخبار، لا أخبار على الرغم من كل شيء، لا أخبار على الرغم من أي تغير، على الرغم من تحديث الحالات على الفيسبوك، على الرغم من الصور والمقالات ومراجعات الكتب. لا أخبار تعنيني بالفعل، لا ردود سوى الحمد لله، ثم اعتصار ذهني في محاولة التفكير في شيء: أقرأ، أكتب، أنام، أسمع موسيقى، أشاهد أفلامًا.. أحداث عادية أو ربما جيدة، لكن لا أخبار».

حدث كثورة يناير يحتاج إلى عشر سنوات -على الأقل- حتى يمكن قراءته واستيعابه على نحوٍ ما، وتحديدًا ممن عاشه شابًا عشرينيًا ويرصده على مشارف منتصف العمر أو سن النضج، التوقيت هنا مهم جدًا، خاصةً إذا جاءت قراءة الحدث وسط أجواء وباء قلما يلف البشرية مثلما فعل «كورونا» دافعًا الجميع إلى إعادة النظر في مفاهيم الحياة والموت، والحقيقة أن رواية نورا ناجي «سنوات الجري في المكان» من أصدق وأعمق ما قرأت وتناول ثورة يناير وأيضًا الوباء القاتل «كورونا» الذي تشعر دائمًا بمؤامرة تجاهله كلما رصد المبدعون في مختلف المجالات أحداث سنواته القريبة، كما أن الرواية عمل فني ناضج جدًا لـ«نورا» على مستوى الرؤية والبناء والتجريب وسرعة الإيقاع وسلاسة السرد -رغم عمق الطرح- وعذوبة لغته الشاعرية جدًا في إحساسها وثرائها ودقتها وتعبيرها وإيحائها واهتمامها بالتفاصيل، انتبه -مثلًا- لتباين مواضع استخدام «الجسد» ارتباطًا بالروح واستخدام «الجسم» فقط كوعاء عضوي مجردًا من الروح، وأجادت «نورا» خاتمة الرواية الواقعية المنطقية باجتماع «مصطفى» و«نهال» مجددًا في ميدان التحرير وتحديدًا أمام مجمع التحرير موقع استشهاد صديقهما سعد البيومي في موقعة الجمل، انطلاقًا هذه المرة نحو حياة «الممكن» التي ندركها حقيقةً مع سن النضج، بعدما يندفع طموحنا في شبابنا آملين في «كل شيء وكل الشيء».. والرواية تُقرأ -وعلى أكثر من مستوى- مرة ومرات، كما أنها نص يصلح بامتياز لأن نراه عملًا فنيًا دراميًا على شاشة السينما أو التليفزيون، فقط إذا كان صناع الدراما جادين في العودة لقراءة النصوص الأدبية، فلا توجد أزمة نصوص، أزمة صناع الدراما الحقيقية فقر الرصد والقراءة.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك