كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن كواليس مباحثات بين مسئولين إسرائيليين وأمريكيين بشأن خطة لإخراج مقاتلي حركة حماس الفلسطينية من قطاع غزة، مع التفكير في تكرار نموذج بيروت عام 1982 عندما غادر مقاتلو منظمة التحرير الفلسطينية العاصمة اللبنانية.
- التحدي الذي تمثله قاعدة الحركة
وذكرت الصحيفة الأمريكية، خلال تقرير عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الخميس، أنه بينما تستعد قوات الاحتلال الإسرائيلي لهجوم يستهدف أبرز قادة حماس في قطاع غزة، يواجه القادة العسكريون والسياسيون الإسرائيليون تحدي ما يتعين فعله حيال آلاف المقاتلين الذين يمثلون قاعدة الحركة.
ولمواجهة هذا التحدي، يناقش بعض المسئولين الإسرائيليين والأمريكيين فكرة طرد آلاف المقاتلين من المراتب الأدني من قطاع غزة باعتبارها وسيلة لتقصير الحرب، والتي قالت "وول ستريت جورنال" إنها تذكر بالاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وسمح للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وآلاف المقاتلين من منظمة التحرير الفلسطينية بمغادرة بيروت خلال حصار إسرائيل للعاصمة اللبنانية عام 1982.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن احتمال طرد مقاتلي حماس يعتبر جزءاً من محادثات إسرائيلية وأمريكية متطورة بشأن من سيدير غزة عند انتهاء الحرب، وما يمكن فعله للتأكد من عدم انطلاق هجوم آخر على إسرائيل من القطاع كما حدث في السابع من أكتوبر الماضي.
وسيبدأ أحد المقترحات بشأن كيفية حكم غزة بعد حماس، الذي وضعه مركز أبحاث تابع لجيش الاحتلال واطلعت عليه "وول ستريت جورنال" بإنشاء ما أسمته "مناطق آمنة خالية حماس" والتي ستحكمها سلطة جديدة في غزة.
وتستهدف مناقشات أمريكية إسرائيلية منفصلة بشأن نقل مقاتلي حماس وعائلاتهم من قطاع غزة تزويد بعض مقاتلي حماس باستراتيجية خروج.
ومع استمرار وقف إطلاق النار الذي بدأ يوم الجمعة، لا إجماع ناشئ حول المساءل الأساسية التي يمكن أن تنهي الحرب.
وتختلف إسرائيل والولايات المتحدة حول الدور الذي يجب أن تلعبه السلطة الفلسطينية - إن وجد-، وكذلك لا توجد خارطة طريق لما يجب أن يحدث للآلاف من مقاتلي حماس وعائلاتهم.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن أحد الخيارات التي تناقشها إسرائيل والولايات المتحدة هو مقترح إجبار المقاتلين الأدنى رتبة على مغادرة قطاع غزة، لمنع الحركة من استعادة السلطة.
- نموذج بيروت 1982
ووفقا لـ"وول ستريت جورنال"، دفع تحديد كيفية التعامل مع العدد الكبير من مقاتلي حماس وعائلاتهم المسئولين إلى التفكير في "نموذج بيروت".
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه في عام 1982، حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بيروت في محاولة لإضعاف قوة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، مشيرة إلى أن الحصار الذي استمر شهرين والقصف الإسرائيلي العنيف لبيروت خلق صدعاً بين إسرائيل والولايات المتحدة، التي توسطت في اتفاق لإنهاء القتال مع السماح لعرفات ونحو 11 ألف مقاتل فلسطيني بمغادرة لبنان إلى تونس.
ولفتت الصحيفة إلى أنه لم تكن هناك مناقشات مؤخراً بشأن السماح لمسئولين بارزين في حماس، مثل رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة يحيي السنوار والقائد العسكري محمد الضيف بمغادرة غزة بسبب دورهما في التخطيط لعملية طوفان الأقصى.
واعتبرت "وول ستريت جورنال" أن مغادرة غزة ستكون مختلفة اختلافا جوهرياً عن لبنان عام 1982. ففي حين كان المقاتلون الفلسطينيون ضيوفا في بيروت، فإن غزة هي موطنهم وجزء من الدولة الفلسطينية المستقلة المأمولة.