دعا البابا ليو الرابع عشر القادة السياسيين في لبنان، إلى أن يكونوا صانعي سلام حقيقيين، وأن يضعوا خلافاتهم جانبا، في مسعى منه لتقديم رسالة أمل لشعب لبنان الذي يعاني منذ فترة طويلة، وتعزيز مجتمع مسيحي حيوي في الشرق الأوسط.
ووصل البابا ليو إلى بيروت قادما من إسطنبول في المرحلة الثانية من جولته الأولى بصفته بابا للفاتيكان، حيث حث الشعب اللبناني على الصبر والثبات في لحظة حرجة يمر بها البلد الصغير المطل على البحر المتوسط بعد سنوات من الأزمات المتتالية.
ويواجه لبنان حالة من عدم اليقين الاقتصادي، وانقسامات سياسية عميقة، ومخاوف من حرب جديدة مع إسرائيل.
ويحقق البابا ليو وعدا لسلفه، البابا فرنسيس، الذي كان يرغب في زيارة لبنان لسنوات لكنه لم يستطع بسبب الأزمات التي يعانيها البلد وتدهور صحته.
ومؤخرا، انقسم لبنان بشكل حاد حول الدعوات لنزع سلاح حزب الله، وهو حركة مسلحة وحزب سياسي في الوقت ذاته في لبنان، بعد خوضه حربا مع إسرائيل العام الماضي الحقت أضرارا وخسائر بالغة بالبلاد.
ولم يتطرق البابا ليو مباشرة إلى الحرب الأخيرة أو الجدل حول سلاح حزب الله في كلمته بقصر الرئاسة، لكنه أقر بالصعوبات التي تحملها الشعب اللبناني.
وقال البابا ليو: "لقد عانيتم كثيرا من عواقب اقتصاد يقتل، ومن عدم الاستقرار العالمي الذي له تداعيات مدمرة أيضا في بلاد الشام، ومن تطرف الهويات والصراعات. لكنكم دائما رغبتم، وعرفتم كيف تنهضون من جديد."
ووجه البابا حديثه لقادة لبنان قائلا إن عليهم البحث عن الحقيقة والانخراط في عملية مصالحة مع "أولئك الذين عانوا من الأخطاء والمظالم"، إذا أرادوا أن يثبتوا جدارتهم كصانعي سلام.
وأكد أن ثقافة المصالحة يجب أن تنبع من القمة، مع قادة مستعدين لتنحية مصالحهم الشخصية جانبا و"وضع الصالح العام فوق المصلحة الخاصة."
وسيكون الحدث الأبرز في زيارة البابا ليو للبنان بعد غد الثلاثاء، آخر أيامه، عندما يقضي وقتا في الصلاة والتأمل في موقع انفجار مرفأ بيروت الذي وقع 4 أغسطس 2020، الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص وألحق أضرارا بمليارات الدولارات.