- د. غادة عامر: بدأ في المجتمع العسكري منذ عام 1948
- د. أيمن دياب: أصبح إلزام وذاكرة أساسية في خريطة الدول
- د. حسين حمودة: لا يوجد بصمة لقيمة إبداعية لديه مثل بصمة الإنسان
- الأديب ماجد طوبيا: الفكر الإنساني سيظل هو الأساس
ناقش ملتقى الهناجر الثقافي الشهري، الذي ينظمه قطاع المسرح برئاسة المخرج خالد جلال، موضوع "الذكاء الاصطناعي وتأثيره في حياتنا"، مساء أمس السبت، بمركز الهناجر للفنون.
وأدارت الملتقى الناقدة الدكتورة ناهد عبدالحميد مدير ومؤسس الملتقى، وقالت إن الذكاء الاصطناعي من الموضوعات البالغة الأهمية محليا وإقليميا ودوليا، ومناقشته تحتاج لأكثر من لقاء، حيث إنه من الموضوعات التي تتميز بها الجمهورية الجديدة التي نتطلع إليها، وهو مستقبل الحياة على كوكب الأرض.
وبينت أن الهاجس الأكبر عندنا جميعا اليوم هو كيف نحمي خصوصيتنا من هذا المارد الذي اخترق كل مجالات حياتنا الذكاء الاصطناعي، إذ نعيش الآن في عالم تتصارع فيه التكنولوجيا وتخطو بخطوات متسارعة ومتلاحقة وبشكل يفوق الخيال، وأن الدولة المصرية تنبهت لكل هذا وبذلت مجهودا كبيرا في هذا المجال بما يتوافق مع النظم العالمية، ووفقا لاحتياجات سوق العمل محليا وإقليميا ودوليا.
وقالت الدكتورة غادة عامر عميد كلية الهندسة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا "سابقا"، وزميل كلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية، إن الذكاء الاصطناعي موجود في المجتمع العسكري منذ عام 1948، واستخدم في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وأوضحت أن هناك من الدول التي استخدمت الذكاء الاصطناعي لإسقاط دول أخرى، وأن هناك تحديا لنا كبشر يتمثل في ضرورة تعليم هذه التقنية، وتعلم كيفية توظيفها لخدمة الفرد، مؤكدة أن الدولة المصرية تسعى لامتلاك كوادر وأدوات لتأمين أنفسنا.
وعن تقنية الـ"شات جي بي تي"، تحدث الدكتور أيمن دياب عميد كلية التكنولوجيا الحيوية بجامعة "MSA" وأستاذ بكلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية، عن كيف بدأ الفرد العادي في استخدامه بكل نواحي حياته، منوها إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح إلزام وذاكرة أساسية في خريطة الدول.
كما تحدث عن صنع روبوت جديد يمثل المحتوى الوراثي للإنسان، وأنه في المجال الزراعي صنع روبوت يكشف عن الأمراض الموجودة في الزرع، وأنه حاليا تجري عليه مراحل لتطويره وقيامه برش المبيدات، وغيرها من التطبيقات التي تعمل بالفعل على أرض الواقع في مصر بأيدي مصرية بحتة، مؤكدا أن المستقبل ملك لمن يصنعه ومصر قادرة على أن تصنع المستقبل.
واستعرض الدكتور حسين حمودة أستاذ الأدب المقارن والنقد بكلية الآداب جامعة القاهرة، تجربته مع الشات جي بي تي، إذ سأله عن تأليف قصة بمضمون معين، واستنتج من هذه التجربة أن الذكاء الاصطناعي يعمل على سلسلة من النصوص التي أعطيت له سلفا؛ لذا فهناك جانب من الإبداع من الصعب أن يعطيه لنا، فلا يوجد بصمة لقيمة إبداعية لديه مثل بصمة الإنسان التي تبنى على الموهبة، لافتا إلى أنه فيما يتصل بالإبداع الأدبي فإن الذكاء الاصطناعي يمكنه فقط تقديم مقترحات أو أفكار.
وثمن قرار وزارة التعليم بدراسة مادة الذكاء الاصطناعي في المرحلة الثانوية.
ومن جانبه، أوضح ️الكاتب والمفكر والأديب ماجد طوبيا عضو مجلس النواب السابق، أن الفكر الإنساني سيظل هو الأساس وهو الذي يحاكي الذكاء الاصطناعي، إذ يعطيه معطيات تعبر عن فكره، ويصيغ الذكاء الاصطناعي تلك المعطيات، معبرا عن أفكارنا بأسلوب أجمل وأدق.
وأكد أن الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي يفقد الشخص أحيانا هويته واتجاهاته وقناعاته؛ لذا علينا أن نسعى إلى خطوات جيدة نحو أهداف تساعد على استخدام الذكاء الاصطناعي لتقديم الأفضل والأصلح.
واتفق ضيوف المنصة في ختام الملتقى، أن هناك جيلا مدمنا للإلكترونيات، وأن عملية الإدمان هذه تأتي نتيجة تأثير هذه الأجهزة الإلكترونية في إفراز عدد من الهرمونات بجسم الإنسان، إلى جانب أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يعرض الإنسان لمرض ألزهايمر؛ لذا على مستخدمي تطبيقات الذكاء الاصطناعي أن يقوموا بعمل توازن في استخدامه، ويأتي من خلال تنمية وعي البشر في هذا المجال، الأمر الذي يستلزم تضافر كل الجهات والمؤسسات بالدولة.
وتخللت الملتقى، باقة متنوعة من الفقرات الغنائية، قدمتها فرقة "كورال هنغني" بقيادة المايسترو الدكتور صلاح مصطفى، والتي تغنت الفرقة بمجموعة من أشهر الأغاني الوطنية، لكبار نجوم الطرب فى مصر، منها "مصر تتحدث عن نفسها، وأقسمت باسمك يا بلادي، ومصر هي أمي"، بالإضافة إلى عدد من الأغاني الشهيرة للفنان محمد فوزي، ومحمد عبدالمطلب، وعبدالحليم حافظ، وأغاني من التراث الشعبي والفلكلور الصعيدي.