أصحاب العيون الوقحة يمتنعون - وائل قنديل - بوابة الشروق
الجمعة 3 مايو 2024 1:38 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أصحاب العيون الوقحة يمتنعون

نشر فى : السبت 1 يناير 2011 - 9:26 ص | آخر تحديث : السبت 1 يناير 2011 - 9:26 ص

 كالعادة تظل المؤسسة العسكرية هى الجهة الأكثر مصرية والأعمق إحساسا برموز الوطنية المصرية، وفى طليعة الصفوف منهم البطل جمعة الشوان.

وبينما غابت كافة أجهزة الدولة عن أزمة الشوان، حضرت المؤسسة العسكرية، كما تحضر دائما فى مناسبات عديدة تكون الأجهزة الأخرى المعنية فيها غارقة فى مستنقعات التخبط والإهمال والنسيان والتجاهل.

وفى جملة واحدة تظل هذه المؤسسة العريقة هى الحصن والحضن والمأوى عندما يضيع الآخرون فى متاهات البيروقراطية والانشغال بتوافه الأمور.

وعلى الرغم من نوبة الانتباه والتعاطف والالتفاف والاصطفاف من أجل تبنى قضية الشوان من قبل شخصيات ورموز مصرية محترمة، فى تجسد رائع لحضور المجتمع المدنى تعويضا لغياب الدولة، فإن بادرة القوات المسلحة المصرية بإعلان تكفلها بنفقات علاج البطل المصرى لها مذاق خاص ومدلولات أخرى.

وكانت اللقطات واللقاء الذى عرض أمس فى قناة «أون تى فى» واليوم فى «صباح دريم» لمندوب وزارة الدفاع وهو يحتضن الشوان ويسلمه قيمة نفقات علاجه ويبلغه رسالة واضحة وناصعة بأن القوات المسلحة لا تنسى الأبطال الذين ساهموا فى صناعة انتصارات هذا الشعب.. كان ذلك مشهدا عبقريا أثار شجون المصريين وحرك الدموع فى العيون، واستعاد الناس قبسا من دفء ملاحم العمليات الخارقة للقوات المسلحة والمخابرات المصرية والتى لقنت العدو الصهيونى دروسا لا تزال كالوخز فى عظامه حتى الآن.

واكتملت الصورة الرائعة بحضور مصر بكافة أطيافها السياسية والاجتماعية والثقافية الاحتفالية الجميلة التى أقامتها قنادة دريم أمس، تكريما للبطل ولمعنى البطولة فى شخص الشوان، وتدشينا لحالة وحملة وطنية نبيلة كى لا يتكرر الموقف المخجل ويشعر بطل من الأبطال بالتجاهل والنسيان والإهمال.

أما أولئك الخفافيش أصحاب العيون الوقحة ــ هناك وهنا ــ والذين أرادوا إفساد جلال هذه اللحظة الوطنية المهيبة، ببذاءات وتخرصات مسيئة ومهينة للبطل المصرى، فهؤلاء مكانهم يظل بعيدا فى خرائب الوجدان المعطون، ومدافن نفايات الكلمة الساقطة والتلميحات المنحطة.

كما أن هؤلاء الذين ينفقون الملايين من أجل اختطاف مقعد برلمانى مبلل بأحكام البطلان والتزوير، بينما تغل أيديهم إلى أعناقهم حين يتداعى الجميع لتحمل نفقات علاج رمز وطنى. هؤلاء أيضا عليهم أن يبقوا بعيدا خارج إطار الصورة المصرية المدهشة.

على أن أجمل لفتة فى هذا العرس الوطنى أن يهتم الشوان بأن يكون أبطال المقاومة الشعبية فى السويس حاضرين لهذه الاحتفالية التى تجاوزت كونها تكريما لشخص إلى مناسبة لبعث قيم محترمة دهستها عجلات زمن مختل واجتاحتها رغبات مجنونة فى احتكار وطن كامل.

وائل قنديل كاتب صحفي