التشدد الدينى فى إسرائيل - نافذة - بوابة الشروق
الخميس 16 مايو 2024 3:06 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التشدد الدينى فى إسرائيل

نشر فى : الخميس 1 سبتمبر 2016 - 9:30 م | آخر تحديث : الخميس 1 سبتمبر 2016 - 9:30 م
نشر موقع Observer مقالًا لـ«ميخا هالبيرن» يتحدث فيه عن التشدد الدينى فى بعض القنوات والمحطات الإعلامية الإسرائيلية التابعة لطائفة «الحريديم». يقول هالبيرن إن الاعلام اليهودى المتشدد «الحريديم» يواجه فضيحة وأزمة كبيرة خاصة فى تغطيته للانتخابات الرئاسية الأمريكية. والمشكلة هنا لا تتمثل فى البرامج السياسية أو السياسات أو الوعود التى يقدمها المرشحون، وإنما تكمن المشكلة فى أن أحد المرشحين الذين يتنافسون للحصول على منصب أقوى قائد/ة فى العالم الحر هى امرأة.

إن الإعلام أو الصحافة الحريدية تفتخر دائمًا بأنها صديقة الأسرة ولا تختلف فى ذلك كثيًرا عن الاعلام المسيحى الإنجيلى فى الولايات المتحدة، ولكن للأسف هذا الاعلام ــ متشدد للغاية ــ خاصة فى استبعاده لصور النساء وعدم نشره أو إذاعته لأسمائهن.

ويتساءل هالبيرن ما الذى يمكن أن يحدث عندما تصبح أهم قصص العام تدور حول امرأة؟ كيف سيقومون بتغطية الأحداث والانتخابات الرئاسية الأمريكية خاصة وأن أحد المرشحين تدعى «هيلارى»؟

والإجابة هنا بالنسبة له تتوقف على «أين تعيش!». فرغم أن المتشددين الأمريكيين والإسرائيليين عادة ما يمثلون جبهة موحدة، إلا أن هناك اختلافا بينهم فى تلك الانتخابات تحديدًا. فى اسرائيل، لا توجد صورة واحدة لهيلارى كلينتون بل الحقيقة إنهم لم يذكروا اسمها الأول أبدًا، وإنما تتم الإشارة اليها بـ «كلينتون» فقط. أما فى الولايات المتحدة قام الإعلام بكسر قاعدته المعتادة فلم يتجهوا لاستخدام اسمها فقط وإنما بدأوا أيضًا فى عرض صورها.

ويستطرد الكاتب قائلًا إنه عندما تولت كلينتون وزارة الخارجية، تناولت الصحافة فى المجتمعات الحريدية «المتشددة» الأخبار بالإشارة دائمًا إلى «وزارة الخارجية» بدلًا من الإشارة «للمرأة» التى تتولى الوزارة وتقودها. وحتى اليوم الذى أمر فيه الرئيس باراك أوباما بقتل أسامة بن لادن، والذى جمع فيه كبار القادة والمسئولين، شاهد العالم أجمع صورة أوباما ومن حوله الجنرالات والمسئولين فى الغرفة، وعرضت الصورة أيضًا فى الصحافة الحريدية ولكن اختفت صورة هيلارى كلينتون من بين المسئولين.

موقف آخر هو عندما هز الإرهاب باريس بالهجوم على مقر تشارلى ابدو وعلى المتجر اليهودى، مما جعل قادة العالم يتجمعون معًا، ويسيرون متشابكى الأذرع فى شوارع باريس. عرضت الصحافة الحريدية حينها الصورة الشهيرة للقادة ولكنها رفعت ومسحت صورة مستشارة ألمانيا «أنجيلا ميركل» والتى كانت فى الصف الأمامى ــ ذراع إلى ذراع ــ مع الرئيس الفرنسى هولاند وقريبة من رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو.

وبالتالى ففى ضوء تلك المعتقدات كانت الطريقة الوحيدة التى تمكنت من خلالها الصحافة الحريدية تغطية الانتخابات الرئاسية الأمريكية هى بالإشارة إلى المرشحة «الأنثى» باسمها الأخير فقط. فهى ببساطة «كلينتون» وعندما يضطرون لعرض صورة فإنهم يستخدمون صورة زوجها أو صورة البيت الأبيض. فهم لم يبتعدوا عن تغطية الانتخابات نفسها وإنما فقط الاسم والصورة.

واختتم الكاتب بأن المجتمع اليهودى المتشدد «الحريدى» فى الولايات المتحدة واسرائيل يعتقد أن المرأة يجب ألا ترتدى بنطالًا أو أى زى رجالى لأن ذلك يعد انتهاكًا لتعاليم الكتاب المقدس. وحتى عندما نوت كلينتون فى عام 2006 بزيارة «المتشددين» قامت بالتحايل على الأمر بارتداء معطف طويل فوق بنطالها وتم التقاط الصورة ونشرت فى جميع أنحاء العالم إلا فى صحافتهم.
التعليقات