«دايفيد فريدمان» رجل ترامب فى الشرق الأوسط أبعد ما يكون عن الدبلوماسية - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 8:12 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«دايفيد فريدمان» رجل ترامب فى الشرق الأوسط أبعد ما يكون عن الدبلوماسية

نشر فى : الإثنين 2 سبتمبر 2019 - 9:40 م | آخر تحديث : الإثنين 2 سبتمبر 2019 - 9:46 م

نشر موقع Bloomberg مقالا للكاتبين إيفان ليفينجستون ودايفيد واينر حول تأثير سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل «دايفيد فريدمان»، وهو يهودى الأصل، على السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل. فسياساته تجاه فلسطين ــ من محاولاته لضم أجزاء من الضفة الغربية وتأييد نتنياهو فى الانتخابات ــ أغضبت الفلسطينيين وجعلت الولايات المتحدة تظهر فى شكل من ينتهك القانون الدولى.
على الرغم من أنه ممثل الولايات المتحدة الأمريكية فى واحدة من أكثر مناطق العالم اضطرابا، إلا أنه لا يمكن اعتباره دبلوماسيًا على الإطلاق. سفير دونالد ترامب إلى إسرائيل خالف نهج أسلافه.. وأثارت تعليقاته على أن الدولة اليهودية لها الحق فى ضم بعض مناطق الضفة الغربية غضب الفلسطينيين.
فى يوليو الماضى، قام دايفيد فريدمان بافتتاح عمليات حفر تحت البيوت الفلسطينية فى حدث حضره أيضًا البليونير شيلدون اديلسون، واحد من أكبر الممولين لحملة ترامب. وعندما قامت إسرائيل بمنع عضوتين بالكونجرس من القيام بزيارة إلى فلسطين، قام فريدمان بتأييد القرار... والآن نطاق تأثير فريدمان على وشك أن يكون واضح، حيث يتجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صوب انتهاء حملته الانتخابية قبل انتخابات 17 سبتمبر وتستعد الولايات المتحدة للكشف عن الجزء السياسى من صفقة القرن.
لقد أطلق نتنياهو ادعاءات إقليمية للمستوطنين اليهود كأحد أعمدة محاولته للبقاء فى السلطة بعد عدم تمكنه من تشكيل حكومة بعد التصويت الذى حدث فى أبريل. على الرغم من أن فريدمان لم يعلن عن أى دعم شعبى، إلا أن وصوله إلى السلطة ساعد فى تحويل السياسة الأمريكية الإسرائيلية تجاه نتنياهو. ويحاول نتنياهو الغارق فى فضيحة فساد إغراء الناخبين من خلال تصوير نفسه كزعيم موثوق يدعمه حلفاء أمريكيون أقوياء.. فيظهر ترامب على الملصقات الإعلانية الضخمة يصافح نتنياهو.
وقال دايفيد ماكوفسكى، مدير مشروع السلام فى الشرق الأوسط بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، عن فريدمان: «غالبًا ما يُنظر إلى السفير الأمريكى كشخص يحاول تقريب الإسرائيليين والفلسطينيين... ولا أعتقد أنه يرى على الإطلاق أن هذا جزءًا من عمله».
لقد ضغط فريدمان من أجل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس فى مايو 2018، وفقًا لرون ديرمر، سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة منذ عام 2013. وقد غير ذلك من السياسة التى انتهجتها الولايات المتحدة منذ عقود تجاه القضية الفلسطينية وأثار غضب الفلسطينيين، الذين قالوا إن الولايات المتحدة تنتهك القانون الدولى.. وأنهى ذلك بدوره قدرة الولايات المتحدة على العمل كوسيط عادل فى مفاوضات السلام. وقال ديرمر «عادة ما يكون السفير على بعد مكالمتين أو ثلاث مكالمات هاتفية من الرئيس، لكن الأمر مختلف الآن... فلديهم الاثنان ــ ترامب وفريدمان ــ علاقة شخصية، وهذا ما يجعل تأثيره فعال».
خلال الحملة الانتخابية السابقة، قدم ترامب لنتنياهو هدية سياسية من خلال الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان المتنازع عليها. قال ترامب إن رد فعل فريدمان على القرار كان مثل «الطفل الجميل الرائع». كما أن إسرائيل أقرب إلى ضم مستوطنات الضفة الغربية، فى خطوة وصفتها الأمم المتحدة مرارًا وتكرارًا بأنها غير شرعية ودعمها فريدمان. وفى خطاب لمحمود عباس فى مارس الماضى، وجه الشتائم لدايفيد فريدمان.. وقالت متحدثة باسم السفارة فى القدس أن فريدمان رفض التعليق.
***
طريقه فى الصعود إلى واحد من أكثر المناصب الدبلوماسية حساسية اتخذ طريقًا غير عاديا. فهو نشأ فى منزل يهودى محافظ فى لونغ آيلاند، حيث استقبل والده الحاخام موريس فريدمان رونالد ريغان قبل إعادة انتخابه عام 1984.
لا يزال فريدمان مدفوعًا بإيمانه وعاطفته النابع من تاريخه اليهودى، وفقًا لصديق وزميل الدراسة منذ فترة طويلة الحاخام زلمان ولويك. عندما توفى ابن ولويك البالغ من العمر 9 أعوام فى مارس 2009، زار فريدمان كل يوم طقوس الحداد التى استمرت أسبوعًا والمعروفة باسم «شيفا». قال ولويك «لا يوجد خطأ يمكنك العثور عليه فى عائلة فريدمان... إنها نظيفة جدا ونقية. أنا فقط أنظر إلى رجل يقف ويتصدى للدفاع عن أولوياته».
ساعد حضور طقوس حداد شيفا أخرى فى تقوية العلاقة بين فريدمان وترامب، عندما قدم رئيس المستقبل ترامب عزاءه لفريدمان فى عام 2005 بعد وفاة والده. ومن خلال دوره كمحامى فى نيويورك، عمل مع ترامب فى القضايا المتعلقة بممتلكاته فى أتلانتيك سيتى.
وأدى تقاربهم إلى تعيين فريدمان رئيس مشارك للجنة الاستشارية لحملة ترامب الإسرائيلية، التى دعت إلى نقل السفارة إلى القدس. ثم أصبح سفيرا فى مارس 2017، مما أثار معارضة من مجموعة جى ستريت الليبرالية المؤيدة لإسرائيل حول وجهات نظره التى تعتبرها متطرفة.
***
يستعد البيت الأبيض الآن لكشف النقاب عن الجزء السياسى من خطته للسلام فى الشرق الأوسط، صفقة القرن.. والتى يقودها صهر الرئيس ومستشاره جاريد كوشنر، والتى بدأت بقمة اقتصادية فى البحرين فى يونيو.. وقاطعها المسئولون الفلسطينيون.
لقد ترك فريدمان تلميحات حول رؤيته للحل... ففى خطاب ألقاه أمام المؤتمر السنوى للجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية هذا العام، قال إن الوقت قد حان لتأمين الضمانات اللازمة التى تمكن إسرائيل من الاحتفاظ بالسيطرة الأمنية على الضفة الغربية. وفى احتفال بذكرى انتقال السفارة إلى القدس، قال فريدمان إن إسرائيل «إلى جانب الله».
وقال صائب عريقات، الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين مع إسرائيل، إنه يجعل نتنياهو «يبدو وكأنه يسارى».
وفى الوقت الذى تحتل فيه العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية مكانة مهمة على أجندة البيت الأبيض بفضل الضغط الذى قام به كوشنر، سيكون تركيزه فى نهاية المطاف على حملة إعادة انتخاب ترامب.
وفقًا لإلان جولدنبرغ، الذى يترأس برنامج الشرق الأوسط فى مركز الأمن الأمريكى الجديد والذى شارك فى المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية خلال إدارة باراك أوباما، من شأن ذلك أن يزيد من تأثير فريدمان.. وسيصبح هو من يدير السياسة الأمريكية فى حين أن الآخرين مشتتين بسبب مشاكل أخرى.

إعداد:
ابتهال أحمد عبدالغنى

النص الأصلى

https://bloom.bg/2LkmiKH

التعليقات